الأعضاء الجدد لشبكة التجسس الإيرانية الذين اعتقلتهم القوات الأمنية في المملكة، لا يبدو أنهم هم الأخيرون، مثلما كانوا ليسوا الأولين، في سلسلة شبكات التجسس الإيرانية التي لا هم لها إلا زرع الفتن والاضطرابات في ربوع العالم الإسلامي على الرغم من شعارات التضليل الإسلامية التي يضج بها الإعلام الإيراني وأفواه المسئولين الإيرانيين. وأثبتت ثلاثة و ثلاثون عاماً من الطروحات الإسلامية الإيرانية، أن هذه الشعارات تضليلية وخداعة لأن أفعال إيران تخالفها وتصادمها. لأن طهران أمضت العقود الثلاثة الماضية تبذل كل طاقاتها وجهودها وعبقريات الإيرانيين في الإساءة إلى شعوب العالم الإسلامي ودوله وزرع الاضطرابات في ربوعه، وإشغال بلدانه بالمشاغبات الإيرانية عن التفرغ للتنمية والتطوير. وفي العقود الثلاثة الماضية لم تتأذ الشعوب والبلدان الإسلامية وبالذات البلدان العربية، من أية قوة في الأرض، مثل الأذى الذي تجتهد طهران في إلحاقه بالأمة الإسلامية، بل حتى إسرائيل التي تفصح عن عدائها الصريح للأمة العربية، لم تتسبب في مشاكل واسعة في الوطن العربي مثلما فعلت إيران التي تدعي - كذباً وبهتاناً - حرصها على الأمة الإسلامية وسلامة مجتمعاتها وبلدانها. وكانت البلدان العربية وبالذات في دول الخليج، لم تنطلِ عليها شعارات إيران، وتنبهت مبكراً لحقيقة إيران وزيف شعاراتها، لهذا السبب حصنت أوطانها وشعوبها، بمكافحة المشاغبات الإيرانية ونواياها العدوانية المغلفة بعناوين خداعة. والدليل على نوايا إيران هو ما يحدث في سوريا. فقد خدرت إيران وأعوانها في بلاد الشام، السوريين وخدعتهم بأنها قوة مقاومة لإسرائيل، وأنها تستعد لمساعدة سوريا في أي قرار لتحرير الجولان المحتل وفلسطين المحتلة، ثم وجد السوريون أن إيران، وليس إسرائيل، هي التي تشن عليهم حرباً فظيعة وقاسية وتدميرية، بالنيابة عن إسرائيل التي تتفرج الآن وتزهو بإنجازات التدمير الإيرانية لسوريا. ولم يسلم بلد عربي من دسائس إيران ومؤامراتها، فهذه سوريا تحاصر بالموت والدمار وميلشيات طهران تتوارد من كل مكان للقضاء على السوريين وتدمير سوريا. ولا تستريح ميلشيات طهران إلا وتشعل ألف فتنة في اليمن. وفي لبنان تحول حزب الله من مقاوم لإسرائيل إلى مقاوم لكل تطلع عربي ولكل هوية عربية. وميلشيات طهران في العراق أيضاً تمارس أعمالها الظلامية البشعة في اجتثاث كل هوية عربية في العراق. ودول الخليج تلاحق شبكات التجسس الإيرانية، حتى بدا أن لا مهمة ولا عمل للحكومة الإيرانية وميلشياتها إلا تدمير الوطن العربي، ومحاربة الشعوب العربية في كل مكان من الجغرافيا الأرضية، بحيث تنخرط طهران، الآن، بجهد وتفان، وسواء اعترفت أو لم تعترف، في مهمة جهنمية لتحقيق أحلام إسرائيل التاريخية ضد الأمة العربية.