قبل عدة أيام انتقلت إلى رحمة الله تعالى صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة ابنة المغفور له بإذن الله الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود. وبعد سماعي بالخبر الحزين بدأت ترجع إلى ذاكرتي أجزاء يسيرة عما كنت قد سمعته حول ما قدمته هذه الأميرة منذ عشرات السنين للمرأة السعودية والمجتمع والحركة التعليمية للمرأة السعودية. وكذلك فالأميرة نورة رحمها الله وبتعاون من بعض اخواتها وخاصة صاحبتي السمو الأميرة موضي والأميرة حصة قد قامت بعمل أسس لأسلوب الجمعيات الخيرية النسائية منذ الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي. ومن أكبر المشاريع الخيرية التي قمن بها لوضع لبنة تطوير تعليم الفتيات باسلوب العمل الخيري هو اقتراحهن على والدهن الملك سعود بإنشاء مدرسة خيرية. وقام الملك سعود بافتتاحها بتاريخ 9 مارس 1957م وأطلق على المدرسة اسم (مبرة كريمات الملك سعود) وتم تعيين الأميرة نورة رئيسة للمبرة والأميرة موضي نائبة لها والأميرة حصة أمينة ومشرفة على المبرة. ورغم اعتراض بعض الأهالي على إنشاء هذه المدرسة إلا أنه وبعد مرور وقت قصير, انضم للمدرسة الكثير من الفتيات. وبعد أن ازداد عدد المنتسبات لهذه المدرسة تم الانتقال إلى مبنى أكبر في حي المربع. وعندها قام الأمير (الملك) فهد بن عبد العزيز رحمه الله عندما كان وزيرا للمعارف بتأمين المناهج الدراسية لهذه المدرسة. وبعد أن رأى المواطنون ما تقوم به هذه المدرسة من جهود كبيرة لتطوير أداء المرأة بدأ الكثير من الشخصيات بإدراج بناتهن في هذه المدرسة. وبعد ذلك أصبحت المدرسة معلما حضاريا زاره الكثير من الشخصيات النسائية في العالم العربي مثل الملكة (زين) والدة الملك حسين ملك الاردن والأميرة (عائشة) ابنة الملك محمد الخامس ملك المغرب. وبذلك استطاعت الأميرة نورة بجهودها وتصميمها تطوير شؤون المرأة ووضع النواة لتعليم المرأة. وبعد عدة سنوات انتشرت المدارس في أرجاء المملكة وتم ضم المدرسة للنظام التعليمي السعودي. لقد عملت الأميرة نورة بصمت وثبات وكانت قدوة لكل امرأة سعودية. فقد كانت منارة علم ومربية أجيال. فرحمة الله عليك يا سمو الأميرة. تويتر: @mulhim12