تأزمت الأوضاع في مصر الليلة قبل الماضية، بشكل مضطرب، أعاد للأذهان مشاهد حرب الشوارع، بين عناصر التيار الديني المتشدد وجماعة الإخوان من جهة، وقطاعات الشرطة والأهالي من جهة أخرى، دون مراعاة لحرمة شهر رمضان أو خطيئة بحق وطن.. وسط أنباء لم تتأكد حتى الآن عن قرار محتمل خلال ساعات بفرض السلطات الأمنية حظر التجوال، بجميع المحافظات، بسبب الأحداث الجارية، وحقناً لدماء المواطنين. احتفال وإدانة وبينما ألقى الرئيس المؤقت عدلي منصور، كلمة الليلة قبل الماضية، بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو، شدد فيها على ضرورة المصالحة الوطنية مع الجميع، وعدم إقصاء أي فصيل سياسي، أدان نائبه للشئون الخارجية والعلاقات الدولية، الدكتور محمد البرادعي، أحداث العنف التي تشهدها البلاد، داعياً لضرورة الفهم أن «العنف لا يضمد الجراح بل يفتح جروحًا جديدة”. وأضاف في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع “تويتر” أمس، أن “العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية المبنية على قبول الآخر خيارنا الوحيد». فيما يبدو أنها مقدمة مأساوية، لجر البلاد إلى حرب أهلية، أعلنت وزارة الصحة المصرية، سقوط 9 قتلى و86 مصابا في الاشتباكات التي وقعت الاثنين، وفجر امس، في عدة مناطق بالبلاد.وأوضح رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بالوزارة، الدكتور خالد الخطيب، في اتصال هاتفي مع (اليوم) أن 3 قتلى و44 مصابا سقطوا في اشتباكات ميدان التحرير ومدينة قليوب 10 ايام من جهته، وصف اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، جماعة الاخوان ب»الغباء السياسي» وأضاف أنها بتصرفاتها وأعمال العنف التي تمارسها زادت من كراهية الشعب، معتبراً أن الجديد أنهم عندما يتحركون في أي مظاهرة خارج نطاق اعتصامهم فإنهم يقابلون بمواجهة شعبية وليست أمنية. وتوقع علام في اتصال مع (اليوم) انتهاء الانقسامات في الشارع في غضون أيام لن تزيد عن العشرة، وإن لم يُخفِ مخاوفه من «أعمال إجرامية، وتفجيرات مأساوية» من جانب الجماعة. ساعة الصفر بذات السياق، كشف الخبير الاستراتيجي، ورئيس مركز الجمهورية للدراسات، اللواء سامح سيف اليزل، بأن «القوات المسلحة لن تتدخل لفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قسرا أو بالقوة إلا في حالة حدوث «مذابح» وهجوم إخواني وقتل جماعي لا قدر الله بحسب قوله، وأكد أنه بمجرد إقدام الجماعة وأنصارها على هذه الأمور وشروعهم في تدمير وتعطيل الدولة بالكامل ستكون ساعة الصفر التي ستتحرك عندها القوات المسلحة لفض اعتصامهم بالقوة. واتفق سيف اليزل، مع اللواء علام، في أن القوات المسلحة تنأى بنفسها حتى الآن عن محاولات جرها في هذا الشأن، خاصة وأن الإخوان يحاولون استفزاز القوات المسلحة بكل الطرق، ولو بالتضحية ببعض عناصرها لتستخدمهم إعلامياً بالداخل والخارج. 95 قتيلا ومصابا وفيما يبدو أنها مقدمة مأساوية، لجر البلاد إلى حرب أهلية، أعلنت وزارة الصحة المصرية، سقوط 9 قتلى و86 مصابا في الاشتباكات التي وقعت الاثنين، وفجر امس، في عدة مناطق بالبلاد. وأوضح رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بالوزارة، الدكتور خالد الخطيب، في اتصال هاتفي مع (اليوم) أن 3 قتلى و44 مصابا سقطوا في اشتباكات ميدان التحرير ومدينة قليوب، أما أعنف الخسائر فكانت جراء الاشتباكات التي وقعت فجر أمس بميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة وأعلى كوبري الجيزة وشارع مراد، حيث أسفرت عن وفاة 6 أشخاص وإصابة 33 آخرين، فيما أصيب 9 في مناوشات الفجر أمام قسم أول مدينة نصر. تطور مأساوي وكانت الأوضاع قد تطورت بشكل مفاجئ نهار الاثنين، حيث تجمعت عناصر من الإخوان بمدينة قليوب، وقطعت طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي، وتدور مناوشات بينها وبين المعترضين على هذا الإجراء، تحولت لمعارك استخدمت فيها الأسلحة بكل أنواعها، ليسقط ثلاثة قتلى، وعشرات المصابين، قبل أن يمتد الأمر إلى قلب القاهرة، حيث نشبت قبل مغرب أول أمس، معارك عنيفة بين عناصر من الإخوان، حاولوا اقتحام ميدان التحرير، وأطلقوا الرصاص والخرطوش على المتظاهرين المتواجدين الذين كانوا يتهيأون لتناول طعام الإفطار، لتشتد المواجهات بالقرب من فندق سميراميس، لتتدخل الشرطة وتقبض على 22 من ميليشيات الإخوان ومعهم أسلحة نارية. هدوء حذر ميدانياً، ساد الهدوء المشوب بالتوتر، ميداني الجيزة والنهضة، ظهر أمس، غداة الاشتباكات العنيفة التي تواصلت حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بين شباب جماعة الاخوان والأهالي، والتي استخدمت فيها الأسلحة النارية والخرطوش وزجاجات المولوتوف الحارقة. وانتشر افراد اللجان الشعبية بكثافة على كافة المداخل؛ حيث قاموا بوضع المزيد من الشكائر الرملية على مداخل الاعتصام للتحكم فى بوابات الدخول والاطلاع على هويات الوافدين الى الاعتصام وتفتيشهم وقائيا قبل دخولهم. عودة بلاك بلوك من جهتهم، عادت مجموعات «بلاك بلوك» للظهور على مسرح الأحداث مرة أخرى، عقب اختفاء دام قرابة ثلاثة أشهر، وأصدروا بيانا في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، على صفحتهم الرسمية ب»فيس بوك»، أكدوا فيه غضبهم مما أسموه «تهاون الجيش في التعامل مع جماعة الإخوان وأنصارها» في ميداني رابعة العدوية والنهضة. وهدد أعضاء «بلاك بلوك»، بأنهم سيقومون بعملية كبيرة للتعامل مع الإخوان بعيدًا عن القوات المسلحة لإنهاء الاعتصامات وإغلاق الشوارع الذي يتكرر يوميًا، حسب البيان.