فيما فرح ملايين المصريين الذين احتشدوا في ميدان «التحرير» وأمام قصر «الاتحادية» وفي ميادين المحافظات مساء أول من أمس كما لم يفرحوا من قبل ابتهاجاً بعزل الرئيس محمد مرسي، لم تقبل جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها الأمر، إذ تواصل الحشد في ميداني «رابعة العدوية» في القاهرة و «النهضة» في الجيزة، كما تم تنظيم مسيرات في محافظات عدة لإظهار أن حشوداً هادرة ترفض عزل مرسي وما سماه الإخوان «الانقلاب العسكري» على الرئيس المنتخب، وسط مصادمات بين الطرفين سقط فيها عشرات القتلى ومئات المصابين تدخلت فيها قوات الشرطة والجيش من أجل «الفصل»، بحسب رؤيتهما، فيما اعتبرت جماعة «الإخوان» أن الأمن يتدخل ضد أنصار الرئيس السابق. وما أن أنهى وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بيانه مساء أول من أمس اندلعت مصادمات واشتباكات بين أنصار مرسي من جهة ومعارضيه أو قوات الأمن من جهة أخرى، وخرجت مسيرات طافت شوارع وأحياء عدة تهتف ضد السيسي والقوات المسلحة من بينها: «بالطول بالعرض هنجيب السيسي الأرض» و «الجيش خان والسيسي ملوش أمان». وقُتل 16 شخصاً مساء أول من أمس في اشتباكات اندلعت بين الفرقاء أو بين أنصار مرسي والأمن، ففي محافظة المنيا تعرض مبنى مديرية الأمن لهجوم مسلح من مجهولين فور انتهاء السيسي من إلقاء بيانه وأمطروه بالرصاص وردت قوات الشرطة عليهم، وقتل ضابط و3 من المهاجمين. وقتل 4 أشخاص في مدينة الإسكندرية في اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه تدخلت الشرطة لفضها. وشهدت محافظة مطروح أشد الاشتباكات عنفاً، وقتل 6 أشخاص بينهم ضابط في اشتباكات مسلحة بين أنصار مرسي ومعارضيه تدخلت الشرطة لفضها، فيما قُتل رجل في القاهرة في اشتباكات بين الفرقاء، وقتل شاب في الأقصر عن طريق الخطأ خلال إطلاق نار احتفالاً بعزل مرسي. وشهدت غالبية المحافظات اشتباكات بين الفرقاء استخدمت فيها أسلحة بيضاء ونارية، وتم تكسير عشرات المحال التجارية في محافظات مختلفة، وخصوصاً في الإسكندرية والفيوم وكفر الشيخ، وحطم أنصار مرسي سيارات خاصة ومنشآت فور إعلان عزله. وسقط في تلك الاشتباكات مئات المصابين. وهاجم إسلاميون مقراً تابعاً لكنيسة في قرية في المنيا، وكادوا يفتكون بكاهنها لولا تهريبه من قبل الأهالي. ووقعت اشتباكات بين قوات الشرطة وآلاف المعتصمين من أنصار مرسي في ميدان «النهضة» في الجيزة، بعدما اعتدى أحد المعتصمين على ضابط رفض غلق المعتصمين شوارع رئيسة في محيط الاعتصام، ومحاولة المعتصمين فض الطوق الأمني الذي تفرضه الشرطة والجيش على المعتصمين. كما حاصرت قوات من الجيش والشرطة معززة بآليات ثقيلة اعتصام ميدان «رابعة العدوية» في مدينة نصر، وقامت بتفتيش المارة، ولم تمنعهم من الدخول أو الخروج إلى مقر الاعتصام. وشهد اعتصام الإسلاميين هجوماً حاداً على الجيش والسيسي، وسط دعوات ل «الجهاد» حفاظاً على «الشرعية». أما ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية، فشهدا ليلة احتفالية شارك فيها مئات الآلاف عقب إعلان السيسي عزل مرسي، وسط هتافات مؤيدة لوزير الدفاع ومنددة بجماعة الإخوان المسلمين. وفيما طالبت «الدعوة السلفية» أنصار مرسي بالانصراف من الميادين، هاجم شيوخ من على منصة «رابعة العدوية» مواقف الدعوة، ودعوا إلى الحشد اليوم في مختلف المحافظات «دفاعاً عن الشرعية». ودعت حملة «تمرد» إلى الحشد في مختلف الميادين في مليونية «حماية مكتسبات الثورة».