بالقرب من باب ديوانية أحد الأصدقاء استوقفني شاب الليلة الماضية وهو يرتدي ملابس عسكرية. قبل أن يتكلم أخرج من جيبه بطاقتي تعريف من عمله وقال إنه شاب سعودي منا وفينا. أخذ يسرد لي ظروفه المعيشية والأسرية وهو لا يعرفني ولا يعرف ما هي وظيفتي، ولأنني لم أدقق في البطاقات التي قدمها لي احتراما له، فقد طلبت منه تزويدي برقم هاتفه للتواصل معه إن وجدت من يريد مساعدته، وكذلك للتأكد من الجهة التي يعمل بها. في اليوم التالي اتصل به الزملاء للاستفسار منه عن رغبته في طرح قضيته في الصفحة المخصصة لمثل هذه القضايا. هذه القصة قد تحدث معي أو مع غيري، وقد تكون من هذا الشخص أو غيره، ولكن ما استوقفني فيها هو أن يكون منتميا لقطاع عسكري هام وخطير ومرتبط بالدفاع عن الوطن. طرحي للقضية يأتي من باب الرغبة في حث تلك الجهات على تشكيل إدارات متخصصة لمعاونة أفرادها بعيدا عن الأجواء العسكرية المتشددة، مع منح من يتقدم لطلب المساعدة، الضمانات التي تكفل سرية الأمر وجدية الحل. وإذا كان هذا العسكري قد ساقه الحظ ليطرح قضيته علي، فإن هناك الكثير من زملائه الذين يعانون كما يعاني لكنهم لا يرغبون في تعريض أنفسهم للحرج أو المساءلة.. ولكم تحياتي. [email protected]