نتحدث عن المرأة في مجتمعنا وكأننا نتحدث عن شبح يهدد أخلاقنا ، ونطرح قضاياها من باب التعاطف معها لا من باب حقها ، ونتعامل مع كل ما له علاقة بهذا المخلوق بكل حساسية وضبابية وكأننا أبتلينا بوجودها رغم أنها أساس حياتنا. لا نتعامل بجدية عندما نحاول البحث عن حلول لمشاكلها ، نسمع كلام التعاطف من المسئولين تجاه المعلمات اللائي اضطررن لقبول وظيفة في المناطق النائية ، لكننا لا نسمع منهم حلولا لتلك المعاناة التي لا تنتهي في معظمها إلا بحوادث تذهب فيها أرواحهن البريئة. صحيح أنني لا أملك دليلا قاطعا على أن بنات وربما قريبات كبار المسئولين لا يتم تعيينهن إلا في المدن القريبة إن لم تكن في الأحياء الملاصقة لبيوتهن ، إلا أنني وبحكم معرفتي بمجتمعي وبسلوك معظم المسئولين فيه ، أجزم بأنهن لا يعانين كغيرهن فغالبية من يعانين من رحلات الموت اليومية هن من الطبقة الوسطى التي لا واسطة لديها . لقد مللنا من طرح قضايا المعلمات بشكل خاص والمرأة بشكل عام دون أن يتغير حالها، ليس لأنه لا حلول ممكنة ، بل لأننا متمسكون بمبدأ الوصاية على المرأة ومتحكمون بمصيرها من المهد إلى اللحد. اتقوا الله فيهن وارحموهن ولا تستغلوا ضعفهن فالله يمهل ولا يهمل .. ولكم تحياتي . [email protected]