احترامنا للقضاء من الأمور المسلّم بها. وثقتنا بقضاتنا لا مجادلة فيها وطرحنا لأي قضية اجتماعية لها علاقة بهذا السلك الهام لا يمس مكانته ولا يقلّل من هيبته. وعندما كتبت عن ثلاثي موظفي الأموال المنهوبة كنت أتوسّم في جهاز القضاء وفي قضاتنا الكرام دعم ما طرحت لتحريك هذه القضية التي تهم مئات العائلات وآلاف المواطنين والمواطنات. فليس من المعقول أن تضيع حقوقهم دون أن يجدوا من يساعدهم ويأخذ بيدهم. وإذا كان هؤلاء الثلاثة يستغلون ما تعانيه محاكمنا من ضغط وتراكم للقضايا للمماطلة والتسويف فإنه قد حان الأوان للتعامل معهم بكل قسوة وجدية. هؤلاء لو ذاقوا مرارة السجن (بطعمها الأصلي) ولو أغلقت عليهم الأبواب في زنازين انفرادية ما بقيت أموال الناس في جيوبهم وخزائنهم طيلة هذه السنين. هناك من يساق للسجن وهو مطلوب بعشرين أو ثلاثين ألفاً من الريالات بينما هؤلاء جمعوا المليارات وتحولوا إلى أساطير وشخصيات خرافية لا أحد يستطيع التنبؤ بقدراتها أو قراءة نواياها. اسمحوا لي أن أقول: إنّ لا أحد يصدّق بأن الجهات المعنية عاجزة حتى اللحظة عن إحضارهم وسجنهم (انفرادياً) وإرغامهم على إعادة أموال الناس وإغلاق هذا الملف الأسود. ولكم تحياتي. [email protected]