مع حلول شهر رمضان تستنفر العوائل لشراء احتياجات الصيام، فشهدت الأسواق والمجمعات انتعاشاً كبيراً وحركة لا تهدأ حتى انقضاء الأسبوع الأول من الشهر الكريم، ويبدو أن المطابخ تبدأ بالاستعداد باكرا لرمضان الكريم، حيث تجوب السيدات الأسواق لشراء آخر صرعات الأواني. ونتيجة لهذا الزخم الذي تحظى به الأواني في هذه المناسبة يبدأ التجار الاستعداد منذ الأسبوع الأول من شعبان حيث يحرصون على جلب ما يروق للعوائل ويستقطب اهتمام السيدات ووفق العديد من الشهادات تعمد العوائل الأحسائية إلى تجديد مكونات المطبخ مع حلول رمضان، حتى وإن كانت الأواني القديمة لا تزال صالحة للاستعمال، ومع أن الأسعار تميل إلى الغلاء في هذه المناسبة، فإن اقتناء الأواني مع حلول رمضان أمر ضروري يستدعي تخصيص ميزانيات معتبرة من دخل الأسر حيث انتعشت حركة بيع الأواني وأدوات المطبخ خلال شهر رمضان، اذ تزدحم محلات الأدوات المنزلية طوال أيام الشهر بالنساء وربات البيوت الراغبات في اقتناء كل جديد لمطابخهم. من جانبه. أكد البائع «خالد الزمامي» صاحب محل «بيتي» للأواني المنزلية أن الطلب على شراء الأواني قبل شهر رمضان كبير جداً، موضحا أن محلات بيع الأواني تستعد بعرض أفضل الأنواع وأجودها لجذب ربات البيوت للشراء، مشيراً إلى أنها عادة تعبر من خلالها النساء بالاحتفاء بهذا الشهر الكريم, منوها الى أن اسعار المحل تظل ثابتة, حيث تزداد نسبة البيع بنسبة 70 بالمائة, مبينا أنه خلال هذه الايام عدد السيدات المتسوقات في المحل يتجاوز 80 سيدة. وأضافت المتسوقة «نورة السماعيل»: نساهم في تغيير الأواني المنزلية التي تعتبر عادة تسبق شهر رمضان، بل وترتبط به بشكل كبير حتى أصبح الجميع يحرص عليها أكثر من اختيار الأطعمة ذاتها, مشيرة إلى أنها لم تكن الزيارة الأولى إلى محل الاواني بالرغم من ارتفاع الاسعار, موضحة استمتاعها وهي تقوم باختيار أجود الأنواع وأفضلها. وعلقت «سارة الغامدي» بقولها «لا فرحة لرمضان بدون أوان جديدة»، حيث إن تغيير الأواني أصبح حتماً كالواجب في هذا الشهر دون معرفة السبب, ففي كل سنة قبل دخول شهر رمضان نتوجه إلى محلات الأواني المنزلية ونشتري جميع المستلزمات المطبخية المتنوعة, لكنها تشترط أن تكون تلك الأواني جديدة وذات شكل يختلف عن أواني العام الماضي، مشيرة إلى أن الازدحام الكبير الذي تشهده محلات بيع الأواني المنزلية لم يثنها في كل عام أن تذهب لتزاحم الجميع وتظفر بالمختلف من الأواني المميزة. وأوضحت «أم أحمد الحمد» نحن عائلة كبيرة جداً, ففي كل سنة نأتي إلى محلات الأواني ونقوم بتجديدها, وفرحة شهر رمضان تحتم علينا تغيير الأواني, كما أن الاواني القديمة بعضها تعرض للكسر والخدش, مبينة أنها تقوم بالإسراف على محلات الاواني, كما أنها تقوم بإهداء صديقاتها بعض الاواني الجديدة أثناء زيارتها لإحداهن. وقالت جوهرة الفهيد إن الترتيب في سفرة الطعام مطلب لكل ربة منزل, لكنها رفضت تخصيص شهر رمضان بسفرة معينة خلافاً عن الموجود، وقالت: الكل يستخدم طيلة أيام السنة أواني منزلية، لكن إذا كان هناك نواقص فلا بأس من إكمالها، موضحة أن المرأة عليها أن تعتني بمائدتها سواء في رمضان أو في غيره من الأشهر، وهذا يستلزم أن تحافظ على القديم من الأواني والجديد, مبينة مجيئها من أجل إكمال نواقص احتياجاتها, واحتفاظها بالأواني القديمة, كما أن ارتفاع أسعار الاواني يحتم علينا شراء النواقص فقط, فيما ترتفع الاسعار بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان وبعد ذلك تنخفض بأكثر من نصف السعر, ولكن عادة السيدات في الشراء خلال فترة رمضان عادة سنوية لا يستطعن التخلي عنها. وأنكرت «أم سعود الراجح» هذه العادة التي تجريها بعض الاسر, فقالت بغيظ: «لماذا الاسراف», فالجميع يعمدون إلى شراء الاواني باهظة الاسعار, رغم تواجد الاواني في المنزل, مبينة أن الإسراف في شراء سفرة طعام وأطقم جديدة كل سنة في هذا الشهر قد يجعل الأواني المنزلية أكثر من الأثاث.