أعلنت ست وعشرون شركة مدرجة في سوق الأسهم السعودية عن أرباحها للربع المكمل للنصف الأول من العام الحالي وكانت غالبية الإعلانات إيجابية حيث إن عشرين شركة منها نمت أرباحها مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي فضلا عن خمس شركات انخفضت أرباحها بالإضافة إلى شركة واحدة تقلصت خسائرها خلال الفترة ذاتها وهذا يعطي انطباعا إيجابيا حول الإعلانات التي شاهدناها سويا ولكن المتعاملين على ما يبدو حذرون بعض الشيء من التورط بالدخول الشرائي عند هذه المستويات في حين لم تعلن به باقي الشركات ومنها شركات قيادية عن أرباحها ... فإن كان التفاعل مع إعلانات قطاع المصارف وهو الأكثر تأثيرا بالمؤشر العام هكذا فمن المتوقع إن خرجت إعلانات باقي الشركات عند مستويات ضعيفة أو غير مرضية فسوف نشاهد تراجعات في المؤشر وفي الشركات ذاتها وهو ما يخيف الكثير منهم حول الدخول الشرائي حاليا .. الأغلب ينتظر انتهاء الإعلانات والدخول في السوق استثماريا بعد أن تهدأ زوبعتها. المؤشر العام على الرغم من إعلانات الأرباح التي ظهرت أثناء تداولات الأسبوع الماضي إلا أنها لم تكن دافعة بما يكفي ليصعد المؤشر ويحقق مكاسب جيدة تضاف إلى رصيده الحالي إلا أن التوقعات في مكان وما حدث في مكان آخر حيث إنه حقق رغم ما تمت الإشارة إليه ما قيمته 21 نقطة وهو ما لم يرق ليصل 0.2% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مناطق 7668 نقطة والتي انطلق منها في الجلسة الأولى محققا مكاسب بلغت 48 نقطة إلا أنه في الجلسة الثانية تراجع ب 22 نقطة ثم صعد في الثالثة وهبط بالرابعة والخامسة لينهي تعاملاته الأسبوعية عند مستويات 7690 نقطة فقط و بإجمالي قيم تداولات انخفضت بشكل لافت إلى مستويات 19.4 مليار ريال بعد أن كانت في الأسبوع ما قبل الماضي 24.2 مليار ريال أي بتراجع وصل إلى 4.7 مليار ريال وهو ما نسبته 19.5% من إجمالي تداولات الأسبوع الأقدم .. إن الإغلاق الحالي يعتبر من الناحية الفنية إغلاقا جيدا حيث إنه حقق قمة جديدة عندما وصل في تعاملاته إلى مناطق 7728 نقطة والتي ارتد منها في الجلسة الأولى متراجعا وداخلا في مسار جانبي سار به في الجلسات الأربعة اللاحقة ... لقد أشرنا إلى أن الإغلاق يعتبر إيجابيا وذلك لأن الإغلاق الحالي يقع في مسار جانبي صاعد منذ ما يزيد على الستة أشهر ولكن ما يدفعني لعدم النصح بالشراء بناء على المؤشر العام للسوق هو إغلاقه عند مستويات المنتصف بين أقرب دعم ومقاومة حيث إن الدعم الأول له حاليا يأتي عند مستويات 7179 نقطة والتي تعتبر الضلع العلوي للمسار الجانبي الذي سار به المؤشر لما يقارب العام والذي تم اختراقه بشكل مؤكد قبل شهرين من الآن ونتج عن ذلك وصول المؤشر إلى مستوياته الحالية ، أما عن مقاومته الأولى حاليا فهي تأتي عند مستويات 7944 نقطة والمتمثلة بقمة الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والقريبة جدا من مستويات المقاومة القوية أيضا عند مستويات 8016 نقطة والمتمثلة بحاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضح بالرسم البياني المرفق .. قطاع المصارف والخدمات المالية نجد أمامنا أحد النماذج التي لا يتماشى فيها التحرك العام للسوق مع طبيعة إعلانات الشركات وعلى سبيل المثال نجد أن المصارف والبنوك المدرجة تحت قطاع المصارف والخدمات المالية قد أعلنت عن نتائج جيدة إلى حد ما وتراوح نمو أرباحها من 1% إلى 46% في أحد المصارف وذلك في تسعة من أصل 11 حيث إن مصرفين أعلنوا عن تراجع في الأرباح ولكن الكفة تميل بشكل واضح إلى أن النتائج كانت جيدة جدا ويجب حسب المتعامل البسيط أن يصعد مؤشر القطاع بشكل كبير إلا أن ما أود الإشارة إليه أن مؤشر القطاع قد خسر خلال تداولات الأسبوع الماضي ما قيمته 212 نقطة وهو ما نسبته 1.2% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 17053 نقطة والتي بدأ منها جلسة صاعدة حقق فيها مكاسب بلغت 73 نقطة تلاها هبوط في الجلسات الأربعة اللاحقة بلغت قيمة تراجعاته بها 285 نقطة لتكون المحصلة النهائية لتداولات الأسبوع الماضي ما ذكرناه أعلاه من هبوط استمر إلى أن أنهى مؤشر القطاع تعاملاته عند مستويات 16841 نقطة والتي تعتبر مستويات إيجابية فوق حاجز الدعم الرئيسي الحالي والذي كان مقاومة تعرضت للاختراق وتحولت دعما بفعل الاختراق والواقعة على مناطق 16174 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تعتبر مناطق الضلع العلوي للمسار الجانبي الذي سار به المؤشر لما يقارب العام إلى أن اخترقه قبل ستة أسابيع من الآن ... إن ما أردت التأكيد عليه خلال حديثي أعلاه أن لا يجب استباق الإعلانات فمن الممكن وبكل بساطة أن تذهب الأسعار بعكس التوجه المفترض أن يكون بناء على إعلانات الأرباح فهذا يعتمد على نوايا كبار المتعاملين والمالكين لأكثر الأسهم في تلك الشركات من احتفاظ أو تخلي عن تلك الأسهم الأمر الذي يساعد في ضبط التوجه القادم وفرضه ويبقى السؤال الأهم حاليا لدى الكثير من المتعاملين هل يتفاعل القطاع مع إعلانات شركاته خلال الفترة القادمة ؟ هذا ما أعتقده حيث أنني أشرت في مقالات سابقة عن استهداف مؤشر القطاع لمستويات المقاومة الرئيسية الواقعة على حاجز 18 ألف نقطة وهو سقف المسار الجانبي الذي يسير به مؤشر القطاع منذ ما يزيد عن الأربع سنوات ونصف ... إن اللافت في الأمر وعلى الرغم من هذه النتائج الجيدة إلا أن قيم تداولات القطاع انخفضت بنسبة وصلت إلى 31.4% حيث جاءت في الأسبوع الماضي عند مستويات 1.8 مليار ريال بينما كانت في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 2.7 مليار ريال أي بتراجع بلغ مقداره تحديدا 859 مليون ريال ... قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات حقق مؤشر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات خلال تداولات الأسبوع الماضي مكاسب بلغت قيمتها 39 نقطة وهو ما نسبته 1.6% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مناطق 2397 نقطة والتي انطلق منها المؤشر محققا ارتفاعات على مدى ثلاث جلسات متتالية تراجع بالرابعة بما يقل عن نقطة واحدة ثم استكمل تداولاته في الجلسة الخامسة بشكل صاعد ولينهي تعاملاته عند مستويات 2437 نقطة محققا ذلك من خلال تداولات بلغت قيمتها 783 مليون ريال منخفضة بشكل لافت عما كانت عليه في الأسبوع ما قبل الماضي عندما كانت تداولاته عند مستويات 1.6 مليار ريال وعليه فإن الانخفاض بلغت قيمته 873 مليون ريال وهو ما نسبته 52% من إجمالي تداولات الأسبوع الأقدم ... إن صعوده الأخير وإغلاقه عند مستوياته الأخيرة كان إيجابيا بشكل واضح حيث إن افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية كان عند مستويات 2397 نقطة وانطلق منها مخترقا مستويات المقاومة الأولى له عند مناطق 2401 نقطة والواقعة على حاجز 50% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي ، وجاء الإغلاق عند المستويات الحالية ليكون مؤكدا إضافيا للاختراق خصوصا وأن الإغلاق كان بعيدا نوعا ما عن مستويات المقاومة والتي تحولت دعما بفعل الاختراق ... حسب التحليل الفني فإنه وبمجرد اختراق المقاومة المذكورة أعلاه فإن المؤشر سيستهدف مستويات المقاومة التالية الواقعة على مناطق 2649 نقطة والمتمثلة بحاجز 61.8% فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها ولكن هل يعتبر المتعاملون في هذا القطاع أن الأسعار الحالية مناسبة للشراء أو أنها متضخمة سعريا ويجب عليها الدخول في موجة تصحيحية للصعود الأخير ؟