أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس بجعل عطلة نهاية الاسبوع في المملكة الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة. وجاء التعديل حرصاً على المصالح الاقتصادية للمملكة وأيضاً لتكون متوافقة مع بقية بلدان العالم الأخرى. وكانت الخسائر الاقتصادية للمملكة بالغة في عطلة يوم الخميس، إذ تتوقف التحويلات والقبولات والمعاملات مع المملكة في يوم الخميس كما تتوقف المعاملات والتعاملات في أغلب بلدان العالم في يومي السبت والأحد. والمملكة هي أكبر سوق اقتصادي عربي مما يعني أنها أكثر الدول العربية تعاملاً مع العالم الخارجي، سواء في التبادلات المالية أو التجارية أو بعدد المبتعثين الوطنيين إلى الخارج. وكان كثير من الخبراء في القطاع الخاص، ومنذ مدة طويلة، يدعون إلى جعل عطلة نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت، خاصة بعد أن جعلت دول مجلس التعاون عطلتها في يومي الجمعة والسبت. فكان من الضروري أن يجري التعديل في المملكة حفاظاً على مصالح المملكة واستمرار يوم الجمعة عطلة أسبوعية بلا مساس نظراً لمكانته الدينية والاجتماعية في المملكة. وقد وجد التعديل ترحيباً من أغلب أبناء المملكة. والترحيب الأكثر حرارةً جاء من رجال الأعمال ونشاطات القطاع الخاص الذين يرتبطون بمعاملات تجارية ومالية يومية مع مؤسسات المال والأعمال في العالم. كما يريح كثيرا من الطلاب في الخارج والسفارات السعودية التي كانت أعمالها تتعطل مع العالم يومي الأحد والسبت وتتعطل أعمالها مع المملكة يومي الخميس والجمعة. بل إن مؤسسات مالية وتجارية سعودية كانت تود إعطاء موظفيها عطلة في يوم الخميس (حسب النظام القديم) تضطر إلى العمل يوم الخميس لإنجاز أعمالها مع العالم الخارجي سواء في الشرق أو الغرب. ولكنها الآن يمكنها منح موظفيها والعاملين فيها إجازة يوم السبت إلى جانب يوم الجمعة، نظراً لقلة نشاطها يوم السبت. وبذلك فإن القرار الجديد سوف يتيح لملايين من العاملين في القطاع الخاص التمتع بإجازة يومين في الأسبوع، دون أن تفقد مؤسسات الأعمال علاقاتها الخارجية. وقد حسم خادم الحرمين الشريفين الأمر وعمد إلى اتخاذ قرار يجعل الأمور تسير بصورة أكثر توافقاً مع العالم وأكثر حفاظاً على مصالح المملكة التي تهدر في عطلة يوم الخميس، بما في ذلك معاملات أفراد مع الخارج مثلما كان يحدث يوم الخميس، حينما يجد المواطنون أبوابا كثيرة من فروع البنوك مغلقة ويضطرون إلى تأخير إنجاز مصالحهم مع الخارج إلى يوم الاثنين، بتأخير أربعة ايام، بدلاً من إنجازها في يوم الخميس. كما أن جعل العطلة موحدة مع دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى التي تعتمد الجمعة والسبت عطلة اسبوعية يزيد من التواصل الاجتماعي والروابط الاجتماعية.