رفض الصديق العزيز الكاتب نجيب عصام يماني في مقاله "السبت عيدٌ لليهود فلا يجمُلُ اتباعهم فيه" في صحيفة "عكاظ" الدعوات التي تطالب باتخاذ يوم السبت عطلة مع يوم الجمعة في المملكة، مشيراً إلى أن السبت يوم عيد لليهود، وإظهاره في بلاد الإسلام أمر مستهجن ولا يحسن الدعوة إليه، كما أن أوقات عمل البنوك والمتاجر ستظل تشترك وتختلف فيها الدول، دون أن يعوق ذلك المعاملات التجارية – انتهى-، سنوات ونحن نتابع الجدل الدائر حول تغيير موعد الإجازة الإسبوعية في المملكة من يوم الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، فكل دول العالم عطلتها الأسبوعية السبت والأحد ما عدا بعض الدول العربية والإسلامية فقد اتخذت من الجمعة والسبت عطلتها كحل وسط بين واقع دول العالم المتقدم وخصوصية العرب و المسلمين، وكانت دولة الكويت آخر من أقر التغيير من دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء المملكة طبعا التي تمتلك مقاومة من الداخل لأي تغيير ولو كان للأفضل، وكما قال تولستوي " الجميع يفكر في تغيير العالم، ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه" رغم أنه لا توجد أية سلبيات تذكر في اتخاذ قرار كهذا بل على العكس نجد أن الإيجابيات تتعدى الاقتصاد والمجتمع إلى كل جوانب الحياة، فما من شك أن غيابنا عن العالم بأربعة أيام كل 7 أيام أي أكثر من نصف الأسبوع له تأثير بالغ على العجلة الاقتصادية والمعاملات المالية والتبادل التجاري، فنحن نستثمر نصف طاقتنا فقط تجاه دول العالم مما يجعلنا متأخرين عنهم بفارق زمني كبير، والزمن قطار سريع من المستحيل توقفه، فمن المستفيد من إضاعة فرص استثمارية كان يمكن اقتناصها، أرباحا هائلة كان يمكن تحقيقها، خسائر فادحة كان يمكن تلافيها، مزيدا من التحصيل الثقافي والتطور العلمي، بحوثا واكتشافات، تقدما تكنولوجيا واختراعات، تطوير جامعاتنا وكلياتنا، متابعة أكثر لقنواتنا الفضائية، أبناؤنا في الخارج والتواصل معهم، حمايتهم وإرشادهم، نشر تعاليم الإسلام، سفاراتنا ووقنصلياتنا وممثلياتنا، أداء أفضل وكفاءة أعلى، عناوين تحمل الكثير والتي تتأثر إيجابا بعملية التغيير وقد لا يتسع المجال لسردها والخوض فيها بشئ من التفصيل، لكن كل ما سبق ليس له مكان في البحث أو المناقشة لو أن قضية التغيير تخالف الكتاب والسنة أو تصطدم بأصول العقيدة أو تتنافى مع الأحكام الفقهية، فالمملكة تحكم بالشريعة الإسلامية ودستورها القرآن الكريم ومواطنوها يدينون بالإسلام، فهل هناك ما يتعارض مع هذا التغيير ؟، الجمعة هو اليوم الذي اختص الله به المسلمين وهو أفضل أيام الأسبوع وبه صلاة الجمعة وهذا لا خلاف عليه، أما يوم الخميس فليس له أية "خصوصية " إسلامية، ولمن يرى أن السبت هو إجازة اليهود وفي ذلك تشبها بهم فنذكرهم بصيام الرسول لعاشوراء الذي وجد اليهود يصومون هذا اليوم، لأنه اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام وأغرق فرعون، فقال عليه الصلاة والسلام "نحن أحق بموسى منهم، والله لو عشت لعام قادم لأصومن يوم تاسوعاء وعاشوراء، وأراد النبي عليه الصلاة والسلام بذلك مخالفة اليهود لكي تكون لأمته هويتها وشخصيتها المستقلة وفي الوقت نفسه لم يمنع التواصل مع غير المسلمين، وقد اتفق كثير من علماء الأمة على أن تحديد أيام معينة للإجازة الأسبوعية أمر تنظيمي لا يخضع لأوامر دينية باعتبار أن الأيام كلها أيام الله، وإنما تخضع لأجهزة ونظام الإدارة في المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالتواصل بين المؤسسات والمصالح الحكومية في دولة ما مع العالم الخارجي، وداخليا لم يبد المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ معارضته لتغير موعد الإجازة وكذلك هيئة كبار العلماء، فماذا ننتظر؟ فاكس 6602228 /02