هناك من يرى أن الأهمية تتطلب تحويل إجازة نهاية الأسبوع من يومي الخميس والجمعة، إلى يومي الجمعة والسبت؛ حتى تكون علاقتنا بالعالم والأسواق العالمية مالياً وتجارياً قائمة في عدد أكبر من أيام الأسبوع. الموضوع سبق طرحه والحديث عنه في مجلس الشورى، لكن دار حوله الصمت بعد ذلك، ثم عاد الحديث عنه بعد إجازة يوم السبت التي وجه بها سمو ولي العهد احتفاءً بمقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث عاش المجتمع للمرة الأولى تجربة إجازة السبت، وهو ما جعل معظم الآراء تُجمع على أن إجازة يومي الجمعة والسبت أكثر فائدة من الناحية الاقتصادية، بل ولا مشكلة في أن نستبدل الخميس بالسبت، فليس في ذلك تعارض مع الدين أو العادات، والأيام جميعها أيام الله، والمهم أن يكون يوم الجمعة هو يوم إجازة. مواكبة العالم يقول "د.خالد الحارثي" -مستشار مالي-: إنه في ظل العولمة وزيادة التبادل التجاري بين المملكة ومختلف بلدان العالم، فإن المنطق والمصلحة تفرض أن تكون إجازتنا الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، حتى يكون هناك توافق بيننا وبين دول العالم، وهو نهج سارت عليه جميع دول المنطقة، مضيفاً أنه يجب ألا نكون في معزل عن العالم؛ لأن العمل يوم الخميس يجعل صلتنا بالعالم تجارياً ومالياً تستمر على مدى أطول من الأسبوع، خلاف ما هي عليه الآن، مشيراً إلى أن ذلك سيساهم في نمو التبادل التجاري، وسيكون انعكاسه إيجابياً على شركات القطاع الخاص وتعاملاتنا الخارجية، ذاكراً أن جعل الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت لا يتعارض مع ديننا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا، أضف إلى ذلك أنه يمكننا من الاستفادة من الخميس كيوم عمل كامل، لنكون على اتصال بالعالم من خلاله. يضيق الفارق ويؤكد الأستاذ "هشام حداد" -مسؤول مالي في أحد البنوك المحلية- على أن إجازة يومي الجمعة والسبت مناسبة للمؤسسات المالية والقطاع التجاري وسوق الأسهم؛ لأنه سيضيق الفرق الكبير بينا وبين العالم، كما أن الإجازة الحالية تجعلنا لا نستفيد إلاّ من ثلاثة أيام عمل، وهو ما يؤثر على الكثير من تعاملاتنا مع المؤسسات المالية في العالم، مبيناً أن عودة الخميس كيوم عمل يكسبنا يوم عمل مع العالم، وتجعلنا على اتصال ب"البورصات العالمية"، وهذا سينعكس على المصلحة العامة سواء كأفراد أو مؤسسات مالية وتجارية، لافتاً إلى أن الكثير من شركات الاستيراد والتصدير لا تعطي العاملين إجازة إلا يوم واحد هو يوم الجمعة، حتى لا تتوقف مصالحها مع العالم، ذاكراً أنه من الأفضل لو تم ربط ذلك بكافة الجهات الحكومية والخاصة، بحيث تكون الإجازة يومي الجمعة والسبت للجميع؛ لأن أصحاب المؤسسات الخاصة حالياً لو أحتاج أن يصدق ورقة من أحد الإدارات الحكومية يوم الخميس، فإنه لن يتمكن من ذلك؛ لأن الإدارات تكون في إجازة، وهذا يعطل الكثير من المصالح. شباب يستمتعون بإجازتهم الأسبوعية على البحر «عدسة- ناصر محسن» لا يوجد مشكلة ويقول الأستاذ "عدنان فقيه" -رجل أعمال-: إن المسألة لا تحتاج لأخذ ورد، بل لا تتطلب أي تفكير، فنحن في الوقت الحاضر ننقطع عن التعامل مع العالم الخارجي ومع كل مؤسساته المالية أربعة أيام من كل أسبوع؛ لأن الإجازة المعمول بها عندنا هي يومي الخميس والجمعة والعالم إجازتهم السبت والأحد، مما يضر بتعاملاتنا الخارجية، مضيفاً أنه لو جعلنا إجازتنا الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، فإننا سنكسب يوم عمل مع العالم، موضحاً أن كل ما نحتاجه هو يوم بدلاً من يوم، وليس في المسألة أي مشكلة أو تعارض مع ديننا أو تقاليد مجتمعنا، مشيراً إلى أنه لا يرى مبرر في عدم البت في هذا الموضوع الذي سبق أن صدرت فيه توصية من مجلس الشورى بدراسته، ولكنها لم تفعل وسكت عنها. المهم يومان ويوضح المواطن "عبد الحفيظ الجندي" -موظف- أن جعل الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت مفيد من الناحية الاقتصادية، ولكن لابد أن يرتبط الأمر بجميع الجهات من مدارس وإدارات حكومية، حتى لا تكون الإجازة يومي الجمعة والسبت فقط للقطاع الخاص؛ لأن هذا سيجعل الموظف في القطاع الخاص مشتت وغير مستمتع بإجازته ليوم السبت، بينما أولاده مدارسهم ليست في إجازة، مضيفاً أنه لا يوجد مشكلة حول هذا الموضوع، المهم أن تبقى الإجازة يومان، ليعوض العاملين في القطاع الخاص عن اليوم الذي يعملون فيه وغيرهم في إجازة. هشام حداد تعطيل البنوك ويقول "فارسي الهلابي" -تاجر عقار-: إن المجتمع تَعود على يومي الخميس والجمعة إجازة، ولكن هذا لا يمنع أن نعيد النظر في هذا الموضوع، لتكون الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت؛ لأن نظام "العولمة" في الوقت الحاضر يفرض علينا أن نكون أكثر اتصالاً بالعالم؛ بسبب المصالح بيننا وبين كافة دول العالم، مضيفاً أن وسائل التقنية والاتصالات سهلت ويسرت الكثير من التعاملات بين الدول، ولكن أحياناً هناك أمور لا يمكن إنجازها إلا عن طريق الورق والاعتمادات المالية المصدقة مباشرة من البنوك، مشيراً إلى إن تعطيل البنوك ووقف التداول في الأسهم يوم الخميس ليس له أي مبرر إطلاقاً، والمفروض أن تكون عطلة البنوك وسوق الأسهم يومي الجمعة والسبت، في الوقت الذي يتوقف فيه العمل في البنوك والبورصات العالمية، ذاكراً أنه أحياناً كمتعامل في سوق العقار يحتاج تصديق شيك من أحد البنوك يوم الخميس، ولكنه لا يستطيع ذلك؛ لأن البنك مغلق، وهذا ربما يضيع عليه أو على أي شخص آخر صفقة عقارية ربما لا تتم فيما بعد إذا لم تنجز في وقتها. د.خالد الحارثي مفيد لأعمالنا ويؤكد الأستاذ "محمد أديب" -موظف بنكي- على أنه في حال كانت الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، فسيكون ذلك مفيداً لعملهم في البنوك، بل ولجميع المؤسسات التجارية، مضيفاً: "لو تم الأخذ به فإنه لن يفوتنا مع البنوك العالمية والأسواق إلا يوم واحد، وهذا فيه خدمة لتعاملاتنا المالية والتجارية، وقد كانت هناك دراسة ونقاش من مجلس الشورى في هذا الموضوع، لكنه توقف فيما بعد دون معرفة الأسباب". تعودنا على ذلك ويقول الأستاذ "حسن أبو بكر" -مرشد تربوي-: إن المسألة ترجع إلى أننا تعودنا أن تكون إجازتنا الأسبوعية يومي الخميس والجمعة، مضيفاً أنه لو صدر قرار بأن تكون يومي الجمعة والسبت، فإن ذلك لا يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، ولا مع تقاليد مجتمعنا، بل ولا مشكلة في ذلك إطلاقاً، لافتاً إلى أنه لو كانت الإجازة يومي الجمعة والسبت، فإنها أفضل من الناحية الاقتصادية، لارتباط مصالحنا مع العالم، مبيناً أن جميع الدول من حولنا أصبحت إجازتهم الأسبوعية يومي الجمعة والسبت. محمد أديب يوم ثقيل عدد من الطلاب الذين التقينا بهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية، أجمعوا في حديثهم على أن يوم السبت يوم ثقيل والدراسة فيه مملة، بل إن الكثير من المعلمين يأتون إلى المدرسة وليس لديهم أي حماس للدوام فيه، مؤكدين على أن الكثير من الطلاب يمضون نصف اليوم الدراسي وهم في حالة كسل وخمول، موضحين أنهم شعروا بالفرق في العودة إلى المدرسة يوم الأحد عنه في يوم السبت، من خلال الإجازة التي منحت للطلاب والموظفين بمناسبة عودة ملك البلاد حفظه الله.