تذهب التقديرات إلى أن عدد السعوديين المصطافين في موسم صيف 2013 سيبلغ حوالي خمسة ملايين مواطن، بمتوسط إنفاق يبلغ عشرة آلاف دولار للفرد، أي أن اجمالي إنفاق السعوديين الذين سيصطافون خارج المملكة سيبلغ خمسة مليارات دولار فقط لاغير! والوجهة الأولى للسائحين السعوديين هذا العام هي عاصمة الضباب لندن ثم دولة ماليزيا - هذا حسب تصريحات رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار لقناة العربية قبل أسبوعين. سياحة الأعمال في السعودية أيضاً تحتاج إلى تركيز جدي لتطويرها، الفنادق في المناطق الثلاث الرئيسية بالسعودية دائماً مشغولة طوال العام نظرا لإقبال رجال الأعمال والمستثمرين والشركات العالمية على السوق السعودي اللهم لا حسد! ربع مواطني البلد يغادرونها صيفا للسياحة! هذا الرقم كبير جداً بكل المقاييس، والمؤشرات التي يدل عليها كثيرة وتحمل معاني اقتصادية واجتماعية لا تغفل عنها العين الفاحصة. أما السياحة الداخلية فكعادتها محلك سر، وفي ظل عدم اقتناع المواطن بجدوى وقيمة السياحة داخل بلاده، سيظل هذا القطاع محصورا في فئة السياحة الدينية بالدرجة الأولى وسياحة الأعمال بالدرجة الثانية. أتحدث هنا من منطلق براجماتي واقعي بحت، السياحة داخل السعودية بشكلها التقليدي المتعارف عليه عالميا مشروع فاشل جداً. ففي ظل غياب المقومات الأساسية للنهوض بهذا القطاع، علينا أن نعترف بأننا بلد طارد لا جاذب للسياح، فلا الطبيعة ولا الأجواء ولا المجتمع ولا المعالم الأثرية ولا التشريع تقف موقف الداعم لهذا القطاع، بل على العكس من ذلك تماماً؛ فالبيئة التشريعية، إذا ما مزجناها بالخصوصية السعودية الشهيرة، حصلنا على خلطة الفشل المثالية لقطاع السياحة السعودي. لذلك، أدعو هيئة السياحة لأن تسخر جهودها في المكان والاتجاه الصحيح في قطاعها. وبدل إنفاق الملايين على مهرجانات صيفية بلا طعم ولا لون يميزها عدم اهتمام المواطنين ولا تفاعلهم، فلتركز الهيئة على تسخير الجهود لتعزيز نجاح السياحة الدينية وسياحة الأعمال. لا يعيبنا أننا بلد غير سياحي ولا داعي لأن نحاول أن نلبس ثوبا ليس بثوبنا، والعرب منذ أيام الجاهلية ممثلين في قريش، استفادوا من توافد القبائل والحجاج من كل مكان لأداء مناسكهم في مكة. فلنبن إذا على هذا التاريخ الطويل الذي توسع كثيرا وازداد نجاحا بعد تطوير قبلة المسلمين بمشاريع جبارة في عهد خادم الحرمين الشريفين. سياحة الأعمال في السعودية أيضاً تحتاج إلى تركيز جدي لتطويرها، الفنادق في المناطق الثلاث الرئيسية بالسعودية دائماً مشغولة طوال العام نظرا لإقبال رجال الأعمال والمستثمرين والشركات العالمية على السوق السعودي، فالعاصمة الرياض مثلا دائماً ما تواجه أزمة في ايجاد غرف شاغرة لضيوف الأعمال في فنادق الخمسة نجوم، والفنادق بحاجة إلى مناطق أعمال مساندة تدعم تواجد هؤلاء الضيوف من حول العالم. لست هنا محبطا لهمم مسئولينا في هيئة السياحة، ولكنني بالفعل متعاطف مع قضيتهم ومشفق على جهودهم التي تواجه العقبة تلو الأخرى. فمؤلم أن تكون لديك آثار تعود لآلاف السنين ولكنك غير قادر على تسويقها لاعتبارات عدة، ولذلك أتوجه لهم مخلصا بالمقولة الشهيرة: اللي تكسب به، إلعب به! www.alkelabi.com Twitter | @alkelabi