قدّر مختصون في قطاع السياحة والسفر عدد السعوديين الذين قضوا الصيف خارج السعودية بغرض السياحة ب 4.5 مليون سائح، مشيرين إلى أن حجم إنفاق السعوديين على السياحة تجاوز 60 بليون ريال. ولا تبدو الأرقام والتقديرات مبالغاً فيها إذا ما علم أن نحو ربع السعوديين (4.5 مليون من أصل 19 مليون مواطن بحسب تعداد السكان الأحدث) قضوا صيفهم خارج السعودية، أي بمعدل يزيد 35 في المئة على العام الماضي. وحازت الدول الأوروبية وتركيا نصيب الأسد من السياح السعوديين بحسب مختصين عزوا الزيادة الحادة في أعداد السياح، خصوصاً إلى أوروبا إلى موجة الحر وأزمة منطقة اليورو، التي أسهمت في انخفاض كلفة السياحة، بسبب تراجع سعر صرف اليورو في مقابل الريال. وقال رئيس مجلس إدارة شركة الطيار للسفر والسياحة ناصر الطيار إن هناك طلباً كبيراً على السياحة في الدول الأوروبية، نتيجة لانخفاض سعر صرف اليورو بسبب الأزمة المالية التي تشهدها أوروبا، متوقعاً أن تستحوذ أوروبا على ثلث إجمالي السياح السعوديين. واعتبر الموسم السياحي الحالي مميزاً ويشهد إقبالاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، نتيجة لمتغيرات عدة، منها الاستقرار الاقتصادي الذي يشهده العالم وخلوه من الأمراض، وانخفاض أسعار التذاكر، وتسهيل إجراءات التأشيرات، «وهي أسباب أثرت في السياحة الخارجية العام الماضي». وتوقّع الطيار أن يصل إجمالي السياح السعوديين هذا العام إلى 4.5 مليون سائح، بحجم إنفاق على السياحة الخارجية بقرابة 60 بليون ريال، وهو ما يعني أن معدل إنفاق السائح يبلغ نحو 14 ألف ريال سعودي. ويأتي الارتفاع المطرد في السياحة الخارجية للسعوديين «مضاداً» لمحاولات هيئة السياحة والآثار السعودية دعم السياحة الداخلية، التي تتراجع يوماً بعد يوم، ويعزو الطيار انسحاب سياح الداخل وتوجههم إلى الخارج إلى أسباب عدة، من أهمها نقص الخدمات، وعدم وجود تهيئة للمواقع السياحية في الداخل، والبحث عن نمط جديد في أماكن جديدة وغير مألوفة. من جانبه، أكد عضو لجنة السياحة والسفر في غرفة الرياض تركي العميقان ارتفاع الطلب على السياحة في أوروبا هذا العام بشكل لافت، «خلافاً للأعوام الماضية، تركزت الطلبات على الدول الأوروبية وتركيا»، مشيراً إلى أن الطلب على رحلات تركيا وحدها فاق الطلب على الرحلات المتوجهة إلى أوروبا، مشيراً إلى أن الطلب المتزايد على تركيا رفع عدد الرحلات الجوية المتوجهة إليها لتصل إلى رحلة يومياً. ويتفق العميقان مع الطيار على أن سهولة إجراءات منح التأشيرات إلى الدول الأوروبية، وتراجع سعر اليورو في مقابل الريال كانا عاملين مغذيين لتوجه السعوديين إلى أوروبا، لافتاً إلى أن دخول فصل الصيف مبكراً وارتفاع درجات الحرارة كانا من أهم الأسباب التي زادت من نسبة السياح السعوديين. وحول السياحة الداخلية، اعتبر العميقان انها لا تزال بحاجة إلى تطوير وإضافة أماكن سياحية، مع توسيع الخدمات السكنية الفندقية، معتبراً أنه من الطبيعي أن ترتفع أسعار إيجارات الشقق والفنادق داخلياً بسبب محدودية مدة تشغيلها المقتصرة على فترة الصيف، ومحاولة أصحاب تلك الشقق والفنادق تعويض فترة الركود على خلاف الشقق والفنادق الخارجية التي يستمر تشغيلها طوال العام. وأشار إلى أن من الأسباب التي أدت إلى انسحاب السياح من السياحة الداخلية والتوجه إلى الخارجية ثقافة المسافر بأن السياحة من وجهة نظره هي الخارجية، بينما السياحة الداخلية لا يرى فيها جديداً، وأيضاً صغر المساحة في السياحة الداخلية والتي تتكون من عدد محدود من المدن مقارنة بالسياحة الخارجية والقائمة على دول كبيرة وذات طابع متنوع. ولفت إلى أن وعياً بدأ يظهر لدى السائح السعودي، يبرز في تخطيطه لرحلته السياحية قبل أشهر من موعدها، مشيراً الى أن بعض المسافرين للخارج حجزوا تذاكر السفر والفنادق قبل سبعة أشهر، ما يدل على وعي وترتيب أولويات لدى هؤلاء السياح.