تعقد مجموعة «أصدقاء سوريا» اجتماعاً في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت. ويتعين أن يكون الاجتماع حاسماً ويضع النقاط على الحروف، وأن يقرر بصراحة ووضوح الدعم العسكري للسوريين الذين يدافعون عن أرواحهم وبلادهم واستقلالهم وشرعيتهم، ضد نظام الأسد الذي تحول الآن إلى مجموعات طائفية تمتهن القتل على الهوية وترهن قوتها وبنادقها لدى طهران ومصالحها ولدى رؤوس فتنة طائفية. فنظام الأسد، بعد ان كشفت الأقنعة وانهارت الشعارات، لم يعد الآن يتمتع بالهوية السورية فهو فصيل إيراني يقاتل من أجل المصالح الإيرانية ويتلقى تعليماته من طهران، ويوالي الولي الفقيه في إيران، وهو لا يختلف عن حزب الله الذي أعلن الحرب على السوريين استجابة لأوامر طهران وتعليماتها، على الرغم من رفض اللبنانيين والحكومة اللبنانية لأي تدخل لبناني في الأزمة السورية. واخترق الحزب الهوية الوطنية اللبنانية وسيادة الدولة اللبنانية ليعلن من أجل طهران ومخططاتها الشريرة. ولابد أن تشدد الأطراف العربية في المجموعة على ضرورة أن تتعدى المساعدات للشعب الإغاثة والمساعدات المدنية، لأن السوريين يتعرضون لعملية محو وتطهير بأشد أنواع الأسلحة فتكاً، فهذا هو جوهر القضية السورية، ولا بد من أن تتكاتف جهود مجموعة الاصدقاء إلى عمل يخلص السوريين من هذه المحنة وهذه النار التي توقدها طهران بالأسلحة والرجال والتحريض وتحويل القضية إلى قضية طائفية قد تشعل المنطقة كلها، وليس سوريا وحدها. والعمل على منع الأسد من قتل شعبه هو المسئولية الأولى التي يتعين على المجموعة النهوض بها. ويتعين على الدول العربية أن تشدد على عمل حقيقي لإنقاذ الشعب السوري وأيضاً لبنان والدول العربية الأخرى من هذه الهجمة الإيرانية العرقية الطائفية التي لا تلتزم بأية معايير إنسانية ولا أخلاق ولا أخوة ولا تعليمات دين أو مروءة. كما يتعين أن تتخذ اجراءات حقيقية ضد أدوات إيران وأذرعتها مثل حزب الله وميلشيات طهران في سوريا والعراق واليمن، لأن طهران تنهج استراتيجية عدوانية صريحة ضد كل الدول العربية وضد كل الشعوب العربية. ولا يلغي هذه الاستراتيجية أو يؤجلها انتخابات رئيس جديد لإيران أو ذهاب آخر، فالرئيس الإيراني ليس أكثر من موظف لدى القوى المتنفذة في إيران ويلتزم بتعليماتها أو يتعرض للإلغاء وربما الهروب والمطاردة، كما حدث لأبي الحسن بني صدر أول رئيس إيراني، حينما خالف تعليمات المرشد وأوامره. ولا يبدو أن إيران تستجيب للمناشدات ودعوات الأخوة والصداقة ومسئوليات الدولة الرشيدة، وعلاجها أن يتخذ المجتمع الدولي والدول العربية بالذات اجراءات توقف العدوان الإيراني الذي يتفشى في دول عربية عديدة، وليس في سوريا وحدها، بل أن طهران تخطط أن تنقل الحالة السورية إلى دول عربية أخرى مثل لبنان واليمن والعراق والبحرين وغيرها. وتفادي هذه الازمات الكبرى يكمن، فقط، في مواجهة الخطر الإيراني الآن ولجم استخفاف طهران بالدول العربية وشعوبها. ويتعين من اليوم اتخاذ اجراءات عربية مشددة وجدية موجعة إذا لم توقف طهران عدوانها على الامة العربية. لأن طهران تتصرف على أساس أن الدول العربية مسرح إيراني، وتتجاهل إرادة الشعوب العربية وقيادتها.