يبدو أن النظام السوري ورعاته اتباعهم يبدؤون تدريجياً تنفيذ تهديداتهم لمد الاضطرابات إلى الوطن العربي، وقصف النظام أمس قرى حدود بقنابل الطائرات، وقبل أيام أطلق صواريخ على قرى لبنانية، ويواصل حملته وتهديدات ضد لبنان واللبنانيين، ولبنان هو البداية الطبيعية والممكنة الآن لمد الاضطرابات في سوريا إلى الأراضي اللبنانية بحجج أن اللبنانيين يساعدون الثورة السورية، ويطالب النظام في سوريا بمنع تسلل المسلحين وتهريب الأسلحة للثوار الى داخل سوريا، لكن النظام السوري ورعاته لا يرون بأساً في أن يعبر مسلحو حزب الله الحدود ليحتلوا قرى في سوريا ويشاركون في معارك النظام ضد الثورة ويرتكبون جرائم بحق السوريين. كما أن محاولة اغتيال أربعة مشايخ لبنانيين تؤشر إلى أن نظام بشار الأسد ورعاته قرروا تنفيذ تهديداتهم واشعال النيران في لبنان، خاصة أن النظام السوري ورعاته يواصلون حرباً طائفية على الأرض في سوريا ويروجون شائعات تصم الثورة السورية بأنها طائفية ليتمكن النظام ورعاته من العدوان على الطائفة السنية ومقاومة الثورة بذريعة الدفاع عن النفس. كما أن هذا الترويج يغطي على الشبكات الإيرانية التي تمد نظام الأسد بالمقاتلين والاسلحة، ويعطيها شرعية الحرب الطائفية، ويتعين الآن على اللبنانيين العمل فوراً على تفريغ تهديدات نظام الأسد من أهدافها، وتحصين الأرض اللبنانية ومنع حزب الله من استغلال لبنان وأراضيه وحدوده لمساندة الأسد، ومنع الحزب أيضاً من اشعال الفتنة في لبنان. لأن اشعال الفتنة في لبنان هو خطة إيرانية بديلة لتخفيف الضغط الدولي والإعلامي عن النظام السوري ولا تهم سلامة لبنان لا النظام ولا حزب الله ولا طهران، لكن سلام لبنان واستقلاله مهمان للأمة العربية، ولا بد من أن ترمي الجامعة العربية بثقلها في لبنان وتمنع المساس بهذا البلد، وأن تضغط الجامعة العربية بقوة وبجدية على الحكومة اللبنانية، حتى وإن كانت صنيعة لحزب الله، من أجل منع الحزب من ارتكاب حماقات تشعل لبنان وتؤذي جميع سكانه وتدخله في دوامة خراب جديدة، لحساب نظامين ينتميان إلى الماضي، هما نظام يحتضر في سوريا، ونظام يفقد شعبيته في طهران، وكلا النظامين - في دمشقوطهران - يستمران في البقاء فقط بقوة القمع والحديد والنار والسلاح، وليس من الحكمة المقامرة بلبنان واستقراره وسلامه من أجل قضايا خاسرة في سوريا وإيران.