يسعى قادة دول مجموعة الثماني خلال قمتهم التي تنعقد اليوم وغدا في أيرلندا الشمالية، نحو إحراز تقدم في ملف التهرب الضريبي ودعم المبادلات الاقتصادية العالمية. ويتوقع أن تبدأ القمة ببادرة قوية تتمثل في إطلاق المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة اللذين يهيمنان على 40بالمائة من المبادلات العالمية. وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني: “ما من وسيلة أفضل لإظهار التزامنا بالنهوض بالنمو من إطلاق المفاوضات من أجل اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة” يؤكد القادة إرادتهم في التقدم في موضوع تعميم التبادل الآلي للمعطيات بين الإدارات الضريبية لمختلف الدول وبينها وبين البنوك. وزاد الضغط على القادة في الأشهر الأخيرة بعد الكشف عن «تسريبات الأوفشور» وعن سلسلة فضائح في العديد من البلدان وأضاف أن على مجموعة الثماني أن تجد في نفسها الطموح والإرادة السياسية لتحقيق ذلك، موضحاً أن الأمر يستحق العناء لأنه سيضخ 100 مليار يورو في الاقتصاد العالمي. ويناقش قادة دول الولاياتالمتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا واليابان وروسيا وفرنسا وإيطاليا الوضع الاقتصادي العام في ظرف يتميز بانتعاش اقتصادي، وينتظر الجميع ما سيدلي به رئيس الوزراء الياباني شينزو الذي أعلن عزمه تقديم إسهام فعال، بالترويج لسياسته الاقتصادية الجديدة المناقضة لسياسة التقشف المعتمدة في أماكن أخرى من العالم، خصوصا في أوروبا. وسيكون التصدي للتهرب الضريبي موضع بحث في آخر اجتماعات القمة بعد يوم غد. وقال مصدر أوروبي إن هناك حماسة حقيقية في المستوى الدولي من أجل التقدم، لكن لن يعلن في القمة عن أي مبادرة كبيرة بهذا الشأن. ومع ذلك يتوقع أن يؤكد القادة إرادتهم في التقدم في موضوع تعميم التبادل الآلي للمعطيات بين الإدارات الضريبية لمختلف الدول وبينها وبين البنوك. وزاد الضغط على القادة في الأشهر الأخيرة بعد الكشف عن “تسريبات الأوفشور” وعن سلسلة فضائح في العديد من البلدان. ووجه قضاة مناهضون للفساد مدعومون من منظمات غير حكومية مثل منظمة الشفافية الدولية، نداءً لقمة مجموعة الثماني للتصدي بحزم للفساد الكبير، مؤكدين أنه مستحيل من دون مساعدة النظام المالي العالمي. ويلتقي قادة مجموعة الثماني في مكان معزول خلال قمتهم التي تعقد في شبه جزيرة بأيرلندا الشمالية في منطقة زراعية كانت أيام الاضطرابات معقلا للجيش الجمهوري الأيرلندي لا تستطيع الشرطة دخولها. واختير المكان المعزول من قبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مضيف القمة لأسباب أمنية، ولإبقاء الناشطين المناهضين للرأسمالية الذين يتظاهرون عند عقد كل قمة بعيداً. وعلاوة على صعوبة الوصول إلى مكان انعقاد القمة فإن الاجتماع أحيط بإجراءات أمنية مشددة، وأقيم حاجز أمني حول المجمع الذي تعقد فيه القمة وتم غلق قسم من البحيرة المجاورة. ورغم ظروف اقتصادية صعبة، تشهد المدينة حركة حيوية في المتاجر، مستفيدة من عملية تهيئة هامة لمناسبة انعقاد القمة، ووضعت ملصقات على واجهات متجرين مهجورين في قرية بيلكو المجاورة، بهدف إعطاء انطباع بوجود حركة، مما أثار الكثير من التعليقات في الصحف، غير أن السلطات اعتبرت البادرة أقرب للطرفة. وقال بريندن هيغارتي المدير التنفيذي لمجلس اقليم فيرماناه لوكالة فرانس برس:» لم تكن المدينة يوماً بمثل هذا الجمال، وتغطية واجهات المتجرين أمر هامشي». وتأمل المدينة التي يصفها أهل المنطقة «بفينيسيا ايرلندا» في إشارة الى مدينة البندقية الإيطالية أن تجذب انتباه قادة العالم. وقال كاميرون: «ستكون هذه واجهة رائعة لهذا القسم من أيرلندا الشمالية لا يعرفه الناس كثيراً عنه». وأعرب عن أمله في أن يأخذ العالم عنها رؤية جيدة وان يعجب بما يرى».