لفتت انتباهي احدى التغريدات من احد الشباب وهي تحمل عنوان (تصدير البترول والمبتعثين ) ، مشيرا إلى أن المملكة لم تنجح في مجال التصدير سوى في تصدير البترول وابتعاث الطلبة السعوديين للتعليم بالخارج ، وفي هذا اعتقد ان المغرد لم يقصد هذا حرفيا بل حاول بطريقة أو بأخرى أن ينتقد وضع الصادرات السعودية غير النفطية ، وعدم قدرتها على النمو بالشكل الذي يلبي طموحات المملكة واقتصادها وشبابها ، علما بان صادرات السعودية غير النفطية تزداد بشكل سنوي ولكن ليس بالشكل الذي ممكن ان نقارن فيه اقتصاد دول اخرى كانت في سنوات سابقة أقل من اقتصاد المملكة والان ارتفعت وتخطت اقتصاد المملكة بفضل اعتمادها على الصناعة والتصدير متحدية عدم توافر انتاج النفط لديها بالعلم والمعرفة والقدرة على الابتكار وجودة التصنيع . لا أحد ينكر أن المملكة ليست بالرقم السهل في عالم الصناعة على مستوى دول العالم خاصة في مجال صناعة الكيماويات والبتروكيماويات ، وأتذكر شخصيا عندما كنت أعمل بمدينة الجبيل الصناعية عندما زار هذه المدينة العملاقة الرئيس السابق لجنوب افريقيا( الرئيس نيلسون مانديلا) ، وقد كان ذلك بعد توليه الرئاسة بفترة قليلة في اواخر التسعينيات من القرن الماضي ، وبعد زيارته لعدد من المصانع والتقائه بالمسئولين في الهيئة الملكية وسابك قال لهم حرفيا ( إن زيارتي لهذه المدينة العملاقة كانت مخططة ليوم واحد ، ولكن ما رأيته يجعلني اطلب تمديدا لهذه الزيارة للتعرف على هذه التجربة الفريدة والقوية على مستوى العالم وكيف نجحت المملكة في بناء عملاق البتروكيماويات عالميا ) ، ولم تكتف المملكة بعد هذا بالتوقف والانتظار بل كان هناك عمل ضخم وامتدت الجبيل الصناعية الى الجبيل ( 2 ) ، وتستعد المملكة بعد سنوات قليلة قريبة جداً لتكون الأكبر عالميا في صناعة البتروكيماويات وكذلك تستعد الجبيل لتكون الأكبر على مستوى المدن الصناعية على مستوى العالم . ولكي نتحدث عما نأمل إليه من طموح في واقع الصناعة والتصدير للمنتجات غير النفطية فبلا شك ان الطموح كبير والمأمول أكبر ، حيث ما لهذا القطاع من اهمية في خلق نمو اقتصادي مستدام يعتمد بالدرجة الأولى على المعرفة والابتكار والاختراع ، وفي هذا الصدد اود ان اقترح على المسئولين اهمية دعوة رواد الصناعة على مستوى العالم بالتواجد في المملكة عبر خطوط انتاج يتم تنفيذها بالمملكة وسط محفزات اقتصادية وتشريعية لهذه الشركات او الافراد من جراء تواجدهم في المملكة ، وقد يكون هذا الامر صعبا بعض الشيء ، ولكن متى ما استطعنا ايجاد التشريعات المناسبة والملائمة لتحفيز هذه الشركات بالتواجد في السوق المحلي ولأسباب نقل المعرفة والتقنية وتوطينها ، على حكومة المملكة ان تقدم بعض الحوافز والدعم المادي واللوجيستي لهذه الشركات للتواجد في سوق الصناعة بالمملكة . وبلا شك يظل الشباب وحدهم والأجيال القادمة من بعدهم هم عماد المستقبل ، ومن حق هذه الفئة ان تطمئن على مراحل مستقبلها القادمة بنظرة تفاؤل ايجابية وتعتمد في ذلك على قناعة قوية ان أمامهم مستقبلا متجددا مدعوما بقاعدة اقتصادية متينة ومتجددة ، وفي الختام نريد ان نشاهد قريبا صناعات متنوعة تحمل ( صنع في السعودية ). [email protected]