التحق الشاب س بالجامعة وامضى فيها ثلاث سنوات بمعدلات متدنية انتهت بفصله من الجامعة ولما كان والده جارا لي في حي الكوت بمدينة الهفوف منذ سنوات اتصل بي ليزورني مع ابنه فرحبت بزيارته وكنت سعيدا لاستقبالهما في منزلي فشرح لي والده ظروفه المادية الصعبة وان ابنه س فشل في الدراسة ويرغب في التوسط لدى الجامعة لكي يواصل دراسته او التوسط من اجل تعيينه في احدى المؤسسات فهو الابن الوحيد بين اخواته الخمس . بشرني بأن ابنه اتبع المشورة وصار صباغا ماهرا وانشأ مؤسسة بها عدد من العمال تقوم بصباغة المنازل واصبح مقاولا وامتلك واسرته عمارة وتزوج وله اولاد كنت اصغي باهتمام كبير الى حديث الاب واجابات ابنه على اسئلتي ويقتضي الموقف ان اطمئنهما وازرع الأمل والثقة في نفسيهما وان مع العسر يسرا كما قال تعالى في سورة الانشراح واضفت قولي ان الجامعة ليست المطاف النهائي وكم من شاب يحمل شهادة جامعية لم يحصل على عمل وان ابواب الرزق لا تعد ولا تحصى والرأي ان يقتدي ابنك بالرجال العصاميين ممن ذكرت بعض اسمائهم واقترحت على الشاب عدة اقتراحات لتكون بداية الطريق للمستقبل ومن بينها ان يلبس بدلة الشغل الميداني بعزيمة وارادة ويترك الرفقاء الذين كانوا سببا في تخلفه الدراسي ويمتهن مهنة صباغة المنازل فسوف تدر عليه الكثير من المال بعد توفيق الله فقال لي انه يجهلها فاشرت عليه ان يلتحق بالمركز المهني فهو يقدم تخصصات مهنية كالصباغة والنجارة وغيرها . وبينت الكثير من الفوائد في الاشتغال بأي مهنة او حرفة كما يقال: حرفة في اليد امان من الفقر وان مهنة الصباغة لا تتطلب مجهودا عضليا وسوف تفتح له بابا واسعا من الرزق فسوقها مزدهر نظرا لحاجة الناس المتنامية اليها وان العمل الحر خير من وظيفة دخلها لا يكفي فواتير الهاتف والكهرباء وتكاليف المعيشة ودعوت له بالتوفيق ، ثم ودعتهما بحفاوة وبعد عشر سنوات من تاريخ زيارتهما التقيت بوالده في الأحساء مصادفة وكان سعيدا جدا بلقائي وبشرني بأن ابنه اتبع المشورة وصار صباغا ماهرا وانشأ مؤسسة بها عدد من العمال تقوم بصباغة المنازل واصبح مقاولا وامتلك واسرته عمارة وتزوج وله اولاد وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها . [email protected]