كانت تداولات الأسبوع الماضي مفرحة للكثير من المتعاملين الذين باتوا منتظرين هذه الارتفاعات منذ مدة طويلة خصوصا وأنه كان يسير في مسار جانبي مما يخلق حالة من الحيرة لديهم ومخاوف من اتخاذ قراراتهم الشرائية خوفا من انعكاس السوق عليهم وبالتالي تكبدهم لخسائر ليست في وقتها ولا يستطيعون تحملها بالوضع الراهن حيث إنهم تعبوا من كثرة ما تعرضوا له في السابق وهم بانتظار الارتفاعات لتحقيق بعض المكاسب التي تساعد في تعويض بعضا من تلك الخسائر، إن التعامل بأسواق المال بات يحتاج تعلم لعبة عض الأصابع فمن يتحمل أكثر يربح اللعبة وهو ما يجب على أي من المتعاملين ذوي المنهج الاستثماري تعلمه جيدا حيث إن عليه أن يكون واثقا من مستويات شرائه والأسباب التي دفعته للشراء مما ينتج عنه حالة من الارتياح حتى لو انعكست الأسعار إلى ما دون ذلك فتكون فرصة للشراء من مستويات يجب أن تكون دون القيم الحقيقية فيما لو كان الدخول الرئيسي عند تلك المستويات... وهنا أود التأكيد على أن النهج الاستثماري أفضل بمراحل كثيرة عن النهج المضاربي لما يحمله الأخير من مخاطرة مرتفعة. المؤشر العام ارتفعت قيم تداولات سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الماضي إلى مستويات 34.3 مليار ريال وذلك بنسبة 34.9% عما كانت عليه بالأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 25.4 مليار ريال أي بزيادة بلغت 8.9 مليار ريال وهي زيادة ساعدت بشكل واضح على تحقيق مؤشر السوق ارتفاعا بلغ عدد نقاطه 215 نقطة وهو ما نسبته 3% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مناطق 7147 نقطة والتي بدأ منها صعوده وتحقيق المكاسب المذكورة أعلاه إلى أن وصل إلى مناطق إغلاقه الأخير عند مستويات 7363 نقطة ليكون بذلك قد أنهى جميع جلساته على إغلاقات إيجابية انتهى معها إغلاقه الأسبوعي عند مستويات هي الأعلى منذ ما يقارب العام ، ومن الملاحظ أيضا أن قاع الشمعة الأسبوعية الماضية هو قيمة الافتتاح أي أنه لم يهبط نقطة واحدة عن تلك المستويات مما يعني أن التوجه الإيجابي كان منذ اللحظات الأولى من تداولات الفترة المذكورة واستمر إلى نهايتها حيث إن أعلى تداولات في الأسبوع الماضي جاءت عند مستويات 7374 مما يعني أن الإغلاق الحالي أدنى من أعلى مستوى وصله بالفترة المذكورة بعشر نقاط فقط مما يفرض حالة من الارتياح لدى المتعاملين يدفعهم للاستمرار في الشراء مما يساعد في ارتفاع المؤشر خصوصا وأنه شيئا فشيئا يؤكد اختراقه لمستويات المقاومة المتمركزة عند مناطق 7084 والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي فضلا عن مستويات 7179 التي تعتبر سقف المسار الجانبي الذي سار به المؤشر العام لما يقارب العام والتي تحولت دعما بذات القوة بفعل الاختراق المذكور .. إن المستوى المستهدف حاليا والذي تمت الإشارة إليه فيما سبق والذي كان مرهونا باختراق المستويات المذكورة يأتي عند مناطق الثمانية آلاف نقطة والتي تعتبر المقاومة المضاعفة حيث يأتي قمة الموجة الصاعدة الأخيرة عند 7944 نقطة والتي تعتبر أعلى منطقة في السنوات الأربعة الماضية ويأتي وبالقرب منها مستويات 8016 نقطة والمتمثلة بحاجز 50% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فإن الشراء هو الخيار الأنسب ولكن يجب أن يكون الدخول مبني على أسس استثمارية تتمثل في كون الشركة ذات سمعة جيدة ورابحة وذات قوة مالية فضلا عن أن أسعارها عند مستويات القيمة الحقيقية أو ما دون ذلك. قطاع الصناعات البتروكيماوية حقق قطاع الصناعات البتروكيماوية ارتفاعات جيدة خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث كسب في جلساته الخمسة 173 نقطة وهو ما نسبته 2.9% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية والواقع على مناطق 5959 نقطة والتي كانت نقطة انطلاقته الإيجابية لأربع جلسات متتالية كسب بها ما قيمته 181 نقطة قبل أن يتراجع في الجلسة الأخير بثمانية نقاط لينهي تعاملاته عند مستويات 6133 نقطة القريبة من أعلى مستويات تم تحقيقها في الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 6151 نقطة وليكون بذلك حقق صعودا واضحا مدعوما بارتفاع جيد بقيم التداولات وصلت إلى 4.6 مليار ريال بعد أن كانت عند مستويات 3.7 مليار وهو ما يعني أن ارتفاع التداولات جاء بنسبة جيدة وصلت إلى 23.4% من قيم تداولات الأسبوع ما قبل الماضي فضلا عن استحواذه على 13.4% من إجمالي تداولات السوق وهو ما يخلق حالة ارتياح تدفع المتعاملين للشراء خلال جلسات الأسبوع القادم مما يفتح المجال أمام المؤشر لاختبار مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند 6339 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تقع بالقرب من مستويات الضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به مؤشر القطاع منذ ما يقارب العام ولكن الإغلاق الحالي يجعل من قيم المؤشر محيرة بعض الشيء حيث أنه الآن في منطقة الوسط فمن المحتمل أن يختبر المؤشر المقاومة الأولى ويرتد منها ويبقى في ذات المسار الجانبي وبهذا يقع ضرر على من قام بالشراء بالمناطق القريبة من المقاومة حيث أنه يترتب على دخوله أن تكون أوامر وقف الخسارة إن كان يستخدمها بعيدة كثيرا عن مستويات الدخول حيث إن أول مستوى دعم رئيسي يقع عند مناطق 5459 نقطة والتي تعتبر أدنى مستوى وصله المؤشر في العامين الماضيين وارتد منه محققا صعوده الأخير الذي نراه الآن .. إن الخيار الأفضل هو انتظار اختراق المؤشر لتلك المستويات أو العودة مجددا إلى مستويات تكون قريبة من مناطق الدعم المذكورة الأساسية وقد يكون جيدا فيما لو توافقت أسعار الدخول حسب القواعد والشروط المذكورة في الدخول الاستثماري الجيد مع مناطق دعم فرعية. قطاع التأمين عندما نستعرض قيم التداولات في السوق ونجدها على ارتفاع ملحوظ فإن غالبية المتعاملين والمحللين كذلك يتوقعون أن يكون الارتفاع الأكبر موجودا في قطاع التأمين حيث إنه القطاع المشتهر بالمضاربات السريعة والمتكررة التي ينتج عنها الكثير من الارتفاعات التي تخدع المتعاملين في قطاعات أخرى إن لم يتم تحديد مواضع تلك الارتفاعات ... لقد انعكست تلك الارتفاعات بلا شك في مؤشر قطاع التأمين حيث ارتفع بقية 101 نقطة وهو ما نسبته 8.8% من قيم افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند 1147 نقطة والتي بدأ منها صعوده المتواصل طيلة الجلسات الأربعة الأولى حيث ارتفع بنسبة 102 نقطة قبل أن يتراجع في الجلسة الأخيرة نقطة واحدة وينهي تعاملاته الأسبوعية عند مستويات 1248 نقطة ليكون بذلك قد عاد وأغلق فوق مستويات المقاومة الأولى له عند 1239 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والشهري والموضحة بالرسم البياني المرفق وذلك ببضع نقاط مما لا يجعل منه اختراقا واضحا للمقاومة وعليه فليس من الجيد بمكان الاعتماد على هذا الإغلاق في اتخاذ القرار الشرائي .. إن ما يجدر الإشارة إليه أن قيم تداولات القطاع وصلت بالأسبوع الماضي إلى مستويات 6.7 مليار ريال وبذلك يكون الارتفاع عن الأسبوع ما قبل الماضي بقيمة 872 مليون ريال أي بزيادة نسبتها 14.8% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وبهذه التداولات يكون قطاع التأمين قد استحوذ على 19.5% من إجمالي تداولات السوق والذي كان من المعتاد أن يصل في ظل الارتفاعات الحالية إلى ما يزيد عن الثلاثين بالمائة وعليه فإن الارتفاعات بقيم التداولات قد توزعت على عدة قطاعات أخرى مما يعني أن الشراء كان متوازنا استثماريا وليس مضاربي. [email protected]