تمر أسواق المال بحالة من الهدوء ويطلق عليها البعض مصطلح مقبرة المال حيث تسير المؤشرات أو الأسعار بمسار جانبي لا يمكن التنبؤ بما سيخلفه أكان صعوداً أم هبوطاً وهو ما يمر به مؤشر سوق الأسهم السعودية فقد تكون هذه الفترات عبارة عن « استراحة محارب « تأتي بعد صعود أو هبوط شرس أو تأتي بسبب عدم وضوح الرؤية المستقبلية للاقتصاد المؤثر بذلك المؤشر فضلاً عن بعض السلوكيات التي يقوم بها أصحاب القرار وصانعي السوق أصحاب القوة المالية التي تقوم بتحريك الأسعار من أجل ضغط الأسعار ودفع المتعاملين للملل بسبب عدم تحرك الأسهم التي يملكونها إلا بنسب بسيطة وفي ذات المساحة ليأتي اليوم الذي لم يعد يرغب ذلك المتعامل في الاحتفاظ بأسهمه فيقوم بعرضها ليتفاجأ بأن المشتري جاهز وقد قام بشراء أسهمه عند هذه المستويات ... وقد يقوم صانع السوق بضغط أسعار الأسهم مجددا نحو الأدنى بغية دفع أكبر عدد ممكن من مالكي بعض الأسهم للخروج منها وهكذا ولكن الحل الذي يُعفي المتعامل من الخوض في هكذا صراعات هو البحث عن أفضل الشركات ماليا وأساسيا ويدرسها فنياً ومن ثم يقوم بالشراء عند أفضل سعر الأفضل له أن يكون عند أو دون القيمة الحقيقية ويكون الشراء من حملة الصفة الاستثمارية وعليه فإن الأفضل ألا يلتفت المتعامل لتلك الأسهم ويتركها إلى أن تصل أهدافها المبتغاة . المؤشر العام لاتزال تداولات المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية دون مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند مناطق 7084 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق ويعتبر الإغلاق الأخير هو الإغلاق السابع على التوالي أسفل تلك المناطق بعد محاولة اختراق أغلق بها المؤشر العام شمعة أسبوعية واحدة فوقه إلا أن سبب فشل إكمال الصعود والاختراق أنه كان الإغلاق حينها عند مستويات 7126 نقطة أي أسفل المقاومة الكلاسيكية القوية عند مناطق 7179 نقطة والمتمثلة بالضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به المؤشر لما يقارب الثمانية أشهر والتي تعتبر المفتاح الرئيسي للانطلاق نحو مستويات الثمانية آلاف نقطة ولكن فشله حينها في الإغلاق فوق المستويات المذكورة أربك بعض المتعاملين ودفعهم للبيع مما أعاد المؤشر لما دون مستوى فيبوناتشي المذكور في الأسبوع التالي وكان ذلك كافيا لدفعهم للمزيد من البيع قابله شراء جيد هدفه المحافظة على هذه المستويات لعدة أسباب قد يكون أحدها بيع أكبر قدر ممكن من الأسهم عند أفضل مستويات سعرية وقد يكون للمحافظة على مستويات قريبة من المقاومة من أجل اختراقها مع أي شراء ذي زخم عال حيث لو كان قيمة المؤشر بعيدة عن مستوى المقاومة فإن الصعود سيفقد الكثير من زخمه حين وصول المؤشر لمستويات المقاومة ويكون بذلك قد أضاع فرصة جيدة للاختراق أما في حالة قربه من المقاومة فإن نسبة الاختراق سوف ترتفع بلا أدنى شك ... إن الإغلاق الحالي عند مستويات 6998 نقطة جاء بعد تداولات مرتبكة بعض الشيء حيث كسب في اليوم الأول والثاني ثمانية نقاط فقط ومن ثم خسر في الثالثة والرابعة خمسا وخمسين نقطة ومن ثم قلص بعضا من خسائره في الجلسة الأخيرة بمقدار عشر نقاط لتكون حصيلة تداولات الأسبوع الماضي انخفاضا في قيمة المؤشر مقدارها 36 نقطة وهو ما نسبته 0.5% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية عند 7034 نقطة وجاء ذلك بإجمالي تداولات بلغت 26.1 مليار ريال بانخفاض بلغ 1.7 مليار عما كانت عليه التداولات في الأسبوع ما قبل الماضي حيث كانت 27.8 مليار أي أن نسبة انخفاض التداولات بلغت 6.1% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم ... إن سيناريو حركة المؤشر خلال الفترة القادمة لايزال غير واضح بالشكل الكافي فهو لايزال بداخل المسار الجانبي التي ذكرنا أن حده الأعلى عند مستويات 7179 نقطة وحدوده الدنيا عند مستويات 6423 نقطة وإلى أن يتم الخروج من هذا المستوى سيتم ترجيح سيناريو عن آخر حيث إن اتجاه الكسر أو الاختراق هو ما سيرجح الاتجاه القادم . قطاع المصارف والخدمات المالية ارتفعت قيم تداولات قطاع المصارف والخدمات المالية بنسبة 28.2% عما كانت عليه في الأسبوع ما قبل الماضي حيث وصلت في الجلسات الخمس الماضية إلى 2.4 مليار ريال بعد أن كانت فيما سبق 1.8 مليار أي بارتفاع بلغ تقريبا 528 مليون ريال بحصيلة تداولات بلغت ارتفاعا ب 27 نقطة بدأها في الجلسة الأولى بمكاسب بلغت 54 نقطة ومن ثم تراجع بالثانية بنقطة واحدة ومن ثم مكاسب بست نقاط أما الجلسة الرابعة فقد كان الانخفاض فيها واضحا حيث هبط المؤشر ب 107 نقاط قلص بعضا من خسائره في الجلسة الأخيرة ب 75 نقطة ليكون بذلك إغلاقه عند مستويات 15371 نقطة أي فوق حاجز الدعم الرئيسي الأولى والمتمثل بخط الميل السعري الصاعد الواصل بين قيعان سابقة موضحة بالرسم البياني المرفق وعليه فإن الأمل في الصعود لا يزال موجودا حيث إن الحفاظ على هذه المستويات له مدلولات جيدة بعض الشيء إلا أنه لا يمكننا الجزم بما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة حيث إن فشله في الاستمرار بالمحافظة على هذه المستويات سيدفع بالمؤشر لكسر الدعم الحالي والتوجه للدعم التالي الواقع على مستويات 14073 نقطة والمتمثل بأدنى قيمة لأكثر من عام كامل وبالقرب من الضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به مؤشر القطاع منذ ما يقارب السنتين من الآن وهو مستوى مفصلي في تداولات المؤشر ... أما بالنسبة للمقاومات فإن المقاومة الأولى له حاليا تأتي عند مستويات 15862 نقطة ومن ثم يليها مستويات 16174 نقطة المتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي إن اخترقها فإنه سيفتح الطريق أمام المؤشر للصعود واستهداف مستويات المقاومة الرئيسية والمفصلية الواقعة على مناطق 18007 نقطة والتي تعتبر الضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ ما يقارب الأربع سنين وأربعة أشهر وعليه فإن الخيار الأنسب للمتعاملين في قطاع المصارف والخدمات المالية البحث عن أفضل المصارف المدرجة والذي يأتي سعرها الحالي قريبا من القيمة الحقيقية وشراء أسهمه عند أفضل مستويات ممكنة بطريقة تضمن الحفاظ على بعض السيولة لتعديل متوسط أسعار الشراء في حال انخفاض سعر السهم فيما لو كسر المؤشر مستويات الدعم الحالي وسحب جميع الأسهم بذات الاتجاه بفعل العامل النفسي للمتعاملين . قطاع الصناعات البتروكيماوية تراجعت قيم تداولات قطاع الصناعات البتروكيماوية بشكل ملحوظ خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث وصلت إلى 2.8 مليار بعد أن كانت 3.6 مليار في الأسبوع ما قبل الماضي وهو ما يعني أن قيمة الانخفاض بلغت 804 ملايين ريال أي ما نسبته 21.7% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وجاء ذلك من خلال تداولات مرتبكة بعض الشيء حيث تراجع في الجلسة الأولى 3 نقاط ومن ثم أعادها إلى قيمه في الجلسة الثانية ثم بدأ تراجعاته التي استمرت طيلة الجلسات الثلاث الأخيرة ليتراجع بها 74 نقطة ولتكون بذلك حصيلة التداولات الأسبوعية تراجع بقيمة 75 نقطة وهو ما نسبته 1.25% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية التي كانت على مستويات 5991 نقطة وليكون بذلك قيمة إغلاق الشمعة ذاتها عند مستويات 5916 نقطة والتي تقع على بعد ثلاث نقاط فقط من أدنى قيمة حققها المؤشر في الفترة ذاتها وعليه فإن ذلك قد يعني للمتعاملين أن قوى البيع استمرت في الضغط على المؤشر إلى اللحظات الأخيرة من التداولات وهو ما قد ينعكس سلباً على قراراتهم منذ بداية الأسبوع القادم حيث من المحتمل أن يبدأ أسبوعه بالانخفاض واستهداف مستويات الدعم الأول حالياً والمتمثل بنقطة التقاء المؤشر مع الضلع السفلي للقناة الصاعدة التي يسير بها منذ ما يقارب العامين وعشرة أشهر والذي إن كسره فإنه سيستهدف مستويات الدعم الرئيسي التالي والواقع على مناطق 5618 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي فضلا عن أنها قريبة أيضا من الضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ ما يقارب الثمانية أشهر حيث تقع أدنى قيمة حققها المؤشر في هذه الفترة عند 5459 نقطة والتي تعتبر مستويات مفصلية في مسار المؤشر الهابط والتي لا تبعد أيضاً بشكل كبير عن المستويات المذكورة أعلاه وعليه فإن الحذر مطلوب أثناء التفكير في الشراء عند هذه المستويات حيث إن المؤشر في منطقة الوسط والصعود والهبوط يحمل نسبا متقاربة . [email protected]