على الرغم من أن فكرة دخول السيدات إلى ملاعب كرة القدم بالسعودية لم تدخل ضمن النطاق الرسمي إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العالمية ومن خلال 48 ساعة فقط استطاعت أن تحول هذه " الفكرة " إلى قضية رأي عام لا يكاد منبر او مجلس او تجمع شبابي او حتى مقهى من مقاهي النخبويين إلا وتناولها بإسهاب .وبعيدا عن المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس اتحاد القدم احمد عيد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة والحديث " الوكالاتي " حول دخول العائلات لملاعب كرة القدم ، وبعيدا ايضا عن " النفي المبطن " لرئيس الاتحاد والذي تناقلته وسائل الاعلام امس فان مجرد قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب ببناء كبائن عائلية في استاد الامير عبدالله بن فيصل بجدة لهو دليل قاطع على الاستعداد لاستقبال جيش المشجعات السعوديات في الملاعب ، وإلا لماذا تم بناء تلك الكبائن ؟ .لا أتصور أن ملاعبنا قادرة على استيعاب الجنس الناعم في هذا التوقيت بالتحديد ، ليس لاسباب تنظيمية او مالية ، وانما لدواع اجتماعية معروفة قد تعيق هذا المشروع وتعيق معه الكثير من الملفات المطروحة على طاولة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهذه العوائق هي من أجبرت رئيس اتحاد القدم على النفي السريع لفكرة دخول العائلات للملاعب والاعتراف بسيادية مثل هذا النوع من القرارات اعترف بان فكرة دخول السيدات لميادين الرياضة ليست بجديدة على المجتمعات العربية المسلمة وليست بالخطيرة ايضا ، لكن مسألة تنفيذ هذا المشروع الحساس في السعودية تحديداً هو الأمر الأكثر صعوبة ، وإن نجحت الرئاسة في تطبيقه فانها ستعاني الكثير في عملية التنفيذ كون بيئة الملاعب لدينا اساسا " طاردة للرجال " فكيف سيكون الحال مع الفتيات ؟ . خلال اليومين الماضيين سمعت وقرأت ووقفت على الكثير من الآراء التي تناولها الشارع السعودي حول هذا المشروع ، فهناك من يتفق ويؤيد الاقدام على هذه الخطوة لدواع تنظيمية وسياحية وتطويرية للانسان والمجتمع وايضا لاعادة النظر حول طريقة التفكير تجاه الاخرين واللحاق بهم ، وفي المقابل هناك من يرفض هذه الفكرة لأسباب شرعية وفكرية واجتماعية واخلاقية ، وما بين المؤيدين والمعارضين ظلت مواقع التواصل الاجتماعي تقود الرأي العام .. كلٌ حسب توجهاته . شخصيا لست مع هذا المشروع لأسباب شرعية واجتماعية كثيرة ، ولأنني لا أثق في منشآتنا الرياضية وطريقة تشغيلها من قبل رعاية الشباب واتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين فإنني أجزم بان مشاكل كثيرة ستحصل في حالة تطبيق المشروع ، وحتى تتم معالجة اخطاء التنفيذ سيختلط الحابل بالنابل ولن يتحقق الهدف الرئيسي من دخول العائلات . وبعيدا عن كل شيء ، لا أتصور مثلا ان اشاهد فتيات من الشرقية يتجولن في ملعب الدمام وهن يرددن " شيلوها شيله " فالسيناريو صعب والواقع ايضا صعب ، ومدرجات الرجال لا يمكن ان تستوعب الجنس الآخر ، وان كانت الفكرة ستتحول الى مشروع فهناك الكثير من الاوراق يجب ان يعاد ترتيبها بهدوء تام . يا معشر الرجال احضروا خلف أنديتكم وساندوا فرقكم .. وإلا فالفتيات قادمات .