سعود بن مسفر العبد الله, تربوي مهموم بقضايا الشباب والانتماء للوطن, هاجسه الذي يقلقه "البطالة" و"التوظيف للشباب", "التحصين الفكري", و"ملء الفراغ" الذي يعانيه قطاع كبير من الشباب خصوصاً في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية, ثم مرحلة ما بعد التخرج من الجامعة والبحث عن وظيفة, تقدم بالعديد من المشروعات الوطنية, لتوظيف الشباب والاستفادة منهم, وعدم تركهم فريسة للتيارات المتشددة أو المنحرفة, وفي حواره مع "سبق" طرح "العبدالله" مشروعه الجديد الذي يسعى لتنفيذه لاستيعاب طاقات الشباب وملء فراغهم, وإيجاد متنفس لهم لممارسة الرياضة والترفيه عن أنفسهم خصوصاً في أوقات من العصر إلى العشاء, مستفيداً من إمكانات المدارس الحكومية في الأحياء, مع إجراء بعض التعديلات على ملاعبها وتهيئتها لتنفيذ المشروع الذي أُطلق عليه "نوادي الأحياء", وفي هذا الحوار يشرح سعود العبدالله تفاصيل مشروعه وفيما يلي نصه: * كيف جاءت فكرة مشروع نوادي الأحياء الذي تتبناه وتريد تنفيذه؟ - الفكرة جاءت بعد تفكير في أحوال الشباب, والفراغ الذي يعيشون فيه بعد خروجهم من المدارس, حتى المساء, فهناك من يقضون أوقاتهم على المقاهي أو في الشوارع أو يضايقون العائلات في الأسواق أو استهلاك أوقاتهم في التنقل بين الفضائيات والمواقع الإلكترونية, وقد يجدون من يغويهم إلى طريق الانحراف أو الأفكار المتشددة, فالفراغ يولد مشكلات أمنية واجتماعية وأخلاقية.
* وما تفاصيل مشروع نوادي الأحياء؟ - الفكرة تقوم على إيجاد نادٍ في كل حي, يحتوي أبناءه من الشباب من مختلف المراحل, ويشرف عليهم مربون ورياضيون ومفكرون وقادة رأي عام من النخب من أبناء الحي, ويمارسون النشاط الرياضي والثقافي في المدارس الحكومية بالحي, فكل حي به مدرسة على الأقل, ومن ثم فالمكان موجود, والإمكانات متوافرة, ويتم الاستفادة من رجال الأعمال في الحي لتهيئة ملاعب المدارس وتوفير الإمكانات, مقابل الاستفادة من مقصف المدرسة .
* ومَن يقوم على تنفيذ مشروع نوادي الأحياء؟ - سكان الحي بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم, ويتم عمل مجلس إدارة من أبناء الحي للإشراف على النادي.
* ولكن المدارس قد ترفض الفكرة حفاظاً على محتوياتها من العبث؟ - المشروع يقوم على استغلال ملاعب المدرسة وتهيئتها وتوفير الإمكانات لها, ومن ثم فالذي يستخدم فقط الملاعب ودورات المياه ومكتب يخصص للإشراف على نادي الحي.
* وما الذي تستفيده المدرسة؟ - تأهيل الملاعب في المدارس الحكومية وتوفير الإمكانات لها سوف يعود على المدرسة بالانتفاع منها في الفترة الصباحية, فنادي الحي يستفيد من الملاعب في المساء وفي الصباح تستفيد منه المدرسة.
* البعض يخشى من اختلاط الشباب في المراحل العمرية المختلفة؟ - المشروع يقوم على تحديد ساعات الاستفادة حسب المراحل العمرية, فهناك فترة لتلاميذ الابتدائي وأخرى للمتوسط والثانوي وتنتهي قبيل العشاء, ويمكن أن يستفيد أهل الحي من هذه النوادي بعد صلاة العشاء حتى الساعة العاشرة مساءً, ومن ثم فنادي الحي لأهل الحي كله وأبنائهم .
* تأهيل الملاعب وإعدادها مكلف ويتطلب موازنة؟ - هذا مشروع لن يكلف الدولة ريالاً, فهو يقوم على الاستفادة من المستثمرين في الأحياء لتطوير وتأهيل الملاعب في مدارس الأحياء مقابل إدارة المقاصف المدرسية أو فتح كافتيريا لمرتادي النادي .
* والمشرفون على النادي؟ - من خلال اختيار مجلس إدارة نادي الحي, ويكون فيه ممثلون عن الحي وعن المدرسة، إضافة إلى مشرف من رعاية الشباب.
* وهل سيكون هناك موارد أخرى؟ - أقترح أن يكون هناك رسم عضوية لكل شابٍ ويستخرج له بطاقة عضوية للنادي .
* إلى أي مدى هذه الفكرة يمكن تطبيقها؟ - مشروع سهل وبسيط وفي متناول الجميع , سكان الحي يريدون متنفساً لأبنائهم, والملاعب موجودة في المدارس, وسيتم تهيئتها وإعدادها, ويكون فيها ملاعب قدم وطائرة وتنس طاولة وغيرها.
* وهل سيكون هناك جانب فكري؟ - المشروع خاص لاستيعاب الطاقات البدنية للشباب, فهو رياضي في المقام الأول, والجانب الثقافي له محاضنه ومؤسساته .
* ألم تقم بعرض هذا المشروع على أي جهة حكومية ؟ - فضلت أن أقوم بعرض المشروع على الجهات المختصة من منبر "سبق" لدورها الإعلامي المتميز؟
* هل تتوقع أن تجد صدى له؟ - واثق بإذن الله من تفاعل الجميع لأي فكرة فيها خير لهذا الوطن الغالي.