منذ اندلاع الثورة السورية، واجهها نظام الأسد بالنيران وحرك آلة قتل فظيعة لم تعف، حتى الآن، عن إفناء السوريين وإن بلغ عدد الضحايا المباشرين 90 ألفاً. وتنسيقا مع عمل آلة القتل الأسدية، حرك الداعمون للنظام آلة أخرى تنشط في تجميل النظام وإخفاء جرائمه واختراع كل ما يمكنه تشويه الثورة والمعارضة وتقديم نظام الأسد على أنه الحمل الوديع. وأغدقت طهران أموالاً طائلة على الدعم الإعلامي للنظام وأسست قنوات مكلفة لهذا الهدف. ونهضت آلة التضليل هذه بمهماتها، بنشاط محموم وعدواني اخترق كل المحرمات وأباح كل شيء. واستخدم آلة التضليل شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت وكل ما يقع تحت يدها من وسائل كي تنتصر دبابات الأسد في معركتها ضد السوريين. ويوم أمس روجت آلة الدعاية والهدم والتضليل التي تساند نظام الأسد، لفيديو نشر في الانترنت ويظهر شخصاً يقتل آخر ويخرج أحشاءه، وزعم الفيديو أن الفاعل أحد منسوبي الجيش الحر. ويبدو أن الفيديو أنتجته آلة التضليل لتروج له على نطاق واسع، بهدف تشويه سمعة فصائل الجيش الحر. وتوجد عدة أسباب منطقية تبرئ الجيش الحر من الإقدام على مثل هذه الفعلة البشعة، وتقرب التهمة من النظام ومسانديه. أولها أن للنظام ولداعميه سوابق موثقة لدى المنظمات الدولية ولدى الأممالمتحدة بارتكاب جرائم وحشية، بما في ذلك تنظيم مذابح لمدنيين في منازلهم والتمثيل بأجساد الضحايا. وقد اعتقلت قوات النظام مواطنين بكامل صحتهم ثم وجدت جثثهم وقد تعرضت للتمثيل والتشويه، بعد أن قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام وسجونه. وثاني الأسباب هو أن التاريخ الدموي للنظام يبين أنه كلما انحشر في الزاوية، وكلما اقترب موعد زائرين مراقبين أو اجتماعات دولية تناقش الوضع في سوريا، يرتكب مجازر مروعة ضد السوريين وينسبها إلى ما يقول أنه «مجموعات مسلحة إرهابية». وثالثاً: تم توثيق مذابح قرى بانياس وأقدمت ميلشيات النظام وميلشيات الدول الداعمة له على ارتكاب جرائم بشعة لا تقل بشاعة عن جريمة الفيديو المروج، بما فيها ذبح أطفال وأمهات وبسكاكين وخناجر. ورابعاً: كثيراً ما تكتشف فصائل الجيش الحر مجموعات إجرامية تابعة للنظام ترتكب جرائم بتعليمات من النظام وداعميه، وتدعي أنها من فصائل الجيش الحر. وسبق للجيش الحر أن كشف هذه المجموعات المشبوهة واعتقل بعض كوادرها. وخامساً : إن عصابات إجرامية وتجار حروب بدأوا باستغلال الفوضى وأصبحوا يعملون لحسابهم ولحساب النظام ويقدمون خدمات إجرامية للنظام وداعميه الذين يستعدون للدفع بلا حساب في سبيل أي نشاط يساند النظام أو أي نشاط يشوه الجيش الحر ويحط من سمعة الثورة والثوار. وهذه التلفيقات والاختراعات ليست غريبة على النظام وآلته الإعلامية التي جندت حتى متنبئين يضربون بالودع والنجوم والأفلاك ويؤلفون قصصاً عن انتصارات النظام ورعاته وهزيمة الثورة وجيشها الحر.