يوم أمس أعلن المجلس الوطني السوري أن مئات الجثث التي قتل أصحابها على أيدي قوات نظام الاسد وجدت بصور بشعة بحرقها أو التمثيل بها، أو قضى أصحابها خنقاً في بلدات سيطرت عليها قوات النظام يوم أمس الأول بعد مواجهات شرسة مع فصائل الثورة. وهذا نتيجة طبيعية لدخول جيش النظام إلى قرية أو أي حي في المدن السورية، لأن نظام الأسد بدأ يطبق ثقافة وحشية في حربه ضد الشعب السوري، إذ تصحب قوات النظام ميلشيات إجرامية يوكل إليها تنفيذ اعدامات ميدانية ومهاجمة منازل وقتل أصحابها ونهبها. وعلى الرغم من المناشدات المستمرة من السوريين ومن الدول العربية المؤيدة لحرية الشعب السوري، إلا أن المجتمع الدولي يتفرج على فظائع نظام الأسد ويتلكأ في إنقاذ السوريين من آلة القتل التي تلتهم أجساد السوريين ليل نهار وتمدها طهرانوموسكو بكل الوسائل الوحشية لتستمر في إقامة المذابح للشعب السوري الأعزل. ويبدو أن الوقت قد طال، واستجابات المجتمع الدولي إما متلكئة أو بطيئة ومترددة، وهذا يحتم على الائتلاف الوطني السوري أن يدرس خيارات جديدة، وان تتحرك الجامعة العربية لانقاذ الشعب السوري من هذه الحرب المدمرة التي لا توفر لا طفلاً ولا امرأة ولا رجلاً، ولا منزلاً ولا حقلاً، وتعم بجرائمها المدن والقرى والأرياف. ويتعين أن تبدأ الجامعة العربية من الآن البحث بتطبيق ميثاق الدفاع المشترك، لأن الشعب السوري يتعرض لحرب مدمرة بقرارات من طهرانوموسكو. ولم تفد المناشدات التي تطلقها الدول والمنظمات الإنسانية في وقف المجازر ضد الشعب السوري، ولا يبدو أن لدى طهران أو موسكو أي نية لوقف مذبحة السوريين، وأنهما تمارسان مخططاً جهنمياً لافناء الشعب السوري وإعادة سوريا إلى القرون الوسطى. ولا يمكن وصف ما يحدث بسوريا إلا أنه حرب تشنها دول أجنبية على الشعب العربي السوري، ونظام الأسد ليس إلا عنواناً وستاراً، ولا يملك أي قرار بوقف الحرب، خاصة بعد أن استلمت طهران القيادة وأحضرت ميلشيات للاجهاز على السوريين. وفي الحقيقة فإنه منذ الأيام الاولى للثورة السورية، فإن طهرانوموسكو كانتا تشجعان خيار القمع. وتطورت الفكرة من التشجيع إلى شن حرب واسعة ضد السوريين بكل أنواع الأسلحة الوحشية. بما في ذلك إرسال ميلشيات إجرامية مسلحة لتصفية السوريين في منازلهم وقراهم أو تشريدهم.