ليس غريباً أن تنظم ميلشيات الأسد وميلشيات رعاته مذبحة في قرى فقيرة في منطقة بانياس يقتل فيها مئات الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، وشباب مغدور، بأسلوب بشع ومروع بما في ذلك انتهاك أعراض الضحايا والتمثيل بجثث الأطفال والنساء، لأن هذا النظام منذ أن تحول إلى نظام ميلشي، اعتمد بصفة خاصة على ميلشيات مكونة من عصابات لمهاجمة المدن والقرى السورية وقتل سكانها، لإرهاب الناس، على طريقة عصابات المافيا. بل واستقدم النظام ميلشيات موالية لطهران لتنفذ الجرائم بنفس الأسلوب في قرى سورية عديدة. نظام الأسد، نظراً لتركيبته الميلشية في الاساس، وارتباطاته الخارجية، تحول إلى عصابات إجرامية وطائفية، تحترف القتل ونهب المنازل وإرهاب الناس. ويشكل خطراً بأن تتحول ثقافته هذه إلى أسلوب حياة في سوريا وربما في الدول المجاورة. وهذا يعني أن السوريين لا يواجهون نظاماً حكومياً مسئولاً، وإنما يواجهون تشكيلات عصابية تحترف الجريمة وتفتقر إلى أدنى مسئولية أو رحمة. وتحول النظام إلى تشكيل عصابي وإلى احتراف الجريمة المنظمة، يوجه ضربة مميتة لدعوات إجراء حوار في سوريا أو تشكيل حكومة توافق وطني، إذ لا يمكن للعصابات الإجرامية أن تفهم أي لغة حوار سوى لغة القتل والانتقام والتصفيات الجسدية. وهذا ما يفسر بشكل جلي وصريح لماذا سارع النظام في مارس 2011 إلى مواجهة الاحتجاجات السلمية بالرصاص والقتل وتعذيب المعتقلين بقسوة والتمثيل بجثث القتلى. لأنه في حقيقته تشكيل عصابي، وما كانت الحكومة والوزراء والمناصب إلا شكلا في الظاهر يخفي الحقيقة البشعة والدموية وثقافة التدمير. ولهذا السبب أيضاً لم يحاول النظام التوقف عن سياسة حلول القتل والقسوة، حتى في أوقات كان مسئولو النظام ورئيسه يجتمعون إلى مبعوثي سلام. بل ان إرهاب النظام ورصاصه، استهدف مراقبي السلام في مواقع كثيرة، على الرغم من أنهم تحت حماية النظام وبضيافته ورعايته. بعد مذبحة قرى بانياس البشعة المروعة لا يبدو أنه يوجد حل يعيد لسوريا سلامها إلا باجتثاث النظام وميلشياته وفكره وثقافته، ومنع ميلشيات القوى الأجنبية من العبث بسوريا وأرضها واستباحة شعبها، وهذا ما يتعين على المجتمع الدولي فعله لإنقاذ ما تبقى من السوريين من سطوة عصابات إجرامية ترى في قتل السوريين نصراً وفي تعذيبهم أجراً وثواباً.