فجأة، وجدت أسرة، مكونة من 12 فرداً، نفسها مشردة، بعد حريق شب في منزلها بالأحساء، ولم يكن حادث الحريق هو أول تحد يواجه الأسرة، التي تعرضت قبل فترة لحادث فقدت فيه بعض أفرادها. ولم يعلم رب الأسرة سالم الحجي البالغ من العمر 75 عاما، بأن حياته ستتحول إلى معاناة كبيرة خصوصا بعد الأزمات التي حلت به وبعائلته والأحداث التي توالت عليه، لتعصف به، وترميه طريح الفراش، يعاني الأمراض ولا يملك إلا الصبر. قبل سنوات، كانت الفاجعة الأكبر لهذا الأب، وعائلته بحادث الانقلاب المروع الذي تعرضت له عائلته وفقد فيها ثلاثة من الأبناء، ونجت الأم وبنت وابن، ولم تمض أعوام، إلا ويفجع الأب بوفاة البنت، لتزداد معاناته، وبعد سنتين تتوفى الأم ووقتها فقد الأب تحمله وأصبح عاجزا عن الخروج للعمل، الذي اعتاد عليه حيث كان محبا للزراعة. وفي إحدى الليالي كاد الأب أن يفقد حياته لولا لطف الله تعالى وتدخل أحد أبنائه لإنقاذه، إثر نشوب حريق كبير في البيت أدى إلى حريق كامل في الطابق الأرضي ولم يبق من الأثر إلا الرماد بعد أن التهمت النيران كل شيء. لتتكبد هذه العائلة خسائر كبيرة هي في غنى عنها جعلتهم يعيشون في حسرة كبيرة وتتحول بعدها حياة 12 فردا إلى أكثر معاناة وحزن.ولم يجد الأب ما يعبر به عن حاله، في حين أكد الأبناء أن وضعهم صعب للغاية، ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، وكل أملهم في الله تعالى ثم في أصحاب القلوب الرحيمة، من يساعدهم ويقف بجانبهم.ويقول عبدالرحمن الحجي الابن الأوسط «حالتنا لايعلم بها إلا الله تعالى خصوصا بعد أن احترق بيتنا فهو الذي كان يضم 12 فردا واليوم أصبحنا في شتات»، مضيفاً «أنا وبعض أخواني ننام ونسكن في مزرعة لأحد الأقارب، ولا نلتقي إلا بعائلتنا إلا لفترة بسيطة، وأخي وزوجته وأبناؤه يسكنون في غرفة، وهو حال بقية أفراد الأسرة، وكل همنا والدي الذي وأقولها بكل صراحة يعيش حالة صعبة ويحتاج الى معاملة خاصة ونحن قريبون منه وفي مكان مهيأ.ويقول ياسر العبدالعالي، وهوقريب من العائلة إن «الوضع الذي تعيشه العائلة لا يسر أحداً، خصوصا السكن، بعد أن تحول البيت الذي كان يؤويهم إلى رماد، ما أدى إلى خسائر كبيرة جداً، جعلتهم يعيشون حالة صعبة جدا. ويصف أحد الأبناء حالة أسرته بالصعبة جدا خصوصا لإخوانه وأخواته ممن لازالوا يكملون دراستهم، وقال: «عدم وجود مأوى لنا، يؤزم الوضع إذ فقدنا بيتنا، وحالنا لا يسمح أن نقوم بترميمه أو إصلاحه، لأنه يحتاج إلى إعادة بناء بالكامل».