على عتبة بيت شعبي متواضع، بمحافظة الأحساء، يجلس والد الشاب أحمد الهزاع، سارحاً في مستقبل ابنه، وما يخبئه له الزمان، فلا يستفيق إلا على آلام نفسية تزلزل كيانه، فيصرخ بأعلى صوته، مطالباً بإنقاذ ابنه من السمنة المفرطة، ومن العوق الذهني. ويعيش أحمد وسط عائلة فقيرة، تضم ثمانية أفراد، يعانون هم أيضاً، تارة بسبب «الفقر»، وتارة أخرى، بسبب أوضاع شقيقهم، الذي رغم بلوغه ال21 عاماً، إلا أنه لم تجر له عملية الختان. وطلب منا الابن الأكبر لهذه العائلة النظر لحال أسرته، ونشر تفاصيلها، وبخاصة المعاناة مع أخيهم الشاب أحمد الهزاع، والذي يعاني من كثرة الأمراض والسمنة المفرطة، مما ساهم في زيادة وزنه إلى 200 كيلو جرام، ومنعه من الحركة لفترات طويلة بسبب ما يحمله من ارتال اللحم والشحم التي زادت من معاناته وألمه، دون أن يستطيع التعبير عما بداخله، لصعوبة النطق. منذ ولادة أحمد، وهو يعاني من السمنة، إذ تبين انه يعاني من زيادة في الدهنيات، شكلت له معاناة كبيرة من الوزن الزائد والسمنة المفرطة، خصوصا في الفترة الأخيرة، مع توقع ازديادها مستقبلاً، كما يعاني من ضغط الدم، ووسط هذا اليأس، ظهر أمل بأنه من الممكن أن يجري عملية جراحية تخفض وزنه، وهو ما جعل ذويه ينتظرون إيجاد من يتكفل بإجراء هذه العملية، ولكن لم يتقدم أحد. ولم يجد والد الشاب ما يعبر به عن حالة ابنه، وما يعانيه من سمنة مفرطة إلا أن قال: «كل ما أتمناه إيجاد علاج يحفظ حياة ابني ويحميه، ففي كل يوم نحسب له ألف حساب، فمعاناة أحمد كبيرة جدا، سواء في نومه أو جلوسه، كل ذلك بسبب السمنة المفرطة». ويكشف سالم الهزاع، وهو الابن الأكبر للعائلة، جانباً من معاناة أخيه، ويقول: «نعيش مأساة كبرى، وكل همنا هو علاج أخينا»، مضيفاً «سكننا متواضع جداً ومعاناتنا أكبر، فوالدانا يعانيان من بعض الأمراض، فأبي لديه الضغط، ووالدتي تعاني من السكر والكلى والضغط، ولا يستطيعان متابعة حال أشقائي المرضى، خصوصاً أخي احمد، الذي يعيش مأساة يومية»، موضحاً «هو بحاجة إلى مساعدة من هم مختصون في هذا المجال، بسبب السمنة المفرطة التي دائما ما تجعله طريح الفراش، لا يستطيع حتى الحركة، ولا يستطيع التعبير عما بداخله، إلا بالصمت والدموع التي تملأ عينيه، فهو يتمنى أن يعيش حياته كحال غيره من الشباب، بعد أن وصل عمره 21 سنة، إلا انه للأسف الشديد دائما ما يعبر عما فيه بالبكاء الشديد والحزن». ويتابع محمد حديثه «أخي أحمد يعاني من الضغط، وقد تكرر سقوطه في البيت كثيرا، مما جعلنا نستدعي إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي، بعد أن عجزنا في عمل أي شيء له، أو حتى نقله»، فالسمنة المفرطة تسببت كثيراً في معاناته وأمراضه، وقد دخل مراحل الخطر في المستشفى عدة مرات، ولولا لطف الله وعنايته لفارق الحياة، وهذه هي حالتنا معه»، مشيراً إلى أنه «يعاني أيضاً من التبول اللاإرادي، سواء أثناء النوم أو حتى الجلوس». وأضاف «رغم أن عمره 21 عاماً، لم نجر له حتى الآن عملية الختان، بسبب ما يعانية من السمنة، وطالبونا بخفض وزنه حتى يتم ختانه». ويأمل الأب ان يجد حلا لمشكلة ابنه أحمد «السمنة المفرطة لأحمد، بلغت 200 كيلو جرام، وهي قابلة للزيادة، إذا لم يوجد علاج، للحد منها»، مضيفاَ «نأمل من وزارة الصحة، والمسئولين فيها مساعدتنا في علاج ابننا، وإنقاذ حياته أولاً، وإنقاذنا ثانيا، مما نعانيه جميعاً، فمن الصعب أن نبقى على هذا الحال طول العمر، إذا لابد أن ننعم بالحياة ولو قليلاً»، موضحاً «أريد أن أطمئن على مستقبل ابني، فماذا يحدث له لو حدث لي أو لأمه مكروه؟