تحدثنا في موضوع سابق عن المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية والمجهودات الخيرية والصحية التي تقدمها المؤسسة للمجتمع وكيفية التعاون مع كافة المستشفيات والتنسيق فيما بينها في تقديم الحالات التي يمكن مساعدتها، كما تم إلقاء الضوء على اهداف المؤسسة التي تترأسها حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان وكريماتها وعضوات المؤسسة على تطبيق الأهداف التي من أجلها أنشئت المؤسسة وهي تقديم الرعاية المنزلية للمرضى الذين يعانون من الإعاقة الشديدة، وكبار السن والعجزة، ومرضى الشلل الرباعي والمرضى المعتمدين على التغذية الأنبوبية ومرضى الحوادث والامراض الخبيثة، وقد حرصت «الرياض» على استكمال الموضوع بالتواجد الميداني والتعرف على هذه المجهودات التي تقدم في المنازل عن قرب، ولقد تم الإعداد والتنسيق عن طريق الاستاذة فوزية العبدالعالي التي رحبت بالفكرة وأسهمت في تنفيذها وكان لدور الأخصائيات الاجتماعيات في المؤسسة دور فعال في إظهار هذا التحقيق للنور، حيث تم زيارة عدد من الأسر التي تعاني من الظروف الأسرية المركبة مثل المرض المستديم والفقر والعجز أو عدم وجود عائل أو مصدر رزق دائم أو كاف يفي بمتطلبات الأسر، كما أن النمط المعيشي الذي تعيشه هذه الأسر بحاجة إلى رعاية وعناية صحية دائمة داخل المنازل أو حتى المساعدة في التخفيف من وطأة المرض. في بداية جولتنا وعلى مدى يومين التي اصطحبتنا فيها الأخصائية الاجتماعية مضاوي العتيبي إلى عدة اسر في مدينة الرياض كان الهدف منها التعرف على نماذج من الأسر المركبة والتي تعاني من الوضع الاجتماعي الصعب بالإضافة إلى أهمية أبراز دور الاخصائية الاجتماعية السعودية في العمل في مثل هذه المجالات الاجتماعية التي تحتاج الى تلمس احتياجات هذه الاسر. الانجاب في سن متأخر من الاسر المركبة وتعاني من أوضاع اجتماعية صعبة أسرة سليمان الشهري. وقد تم زيارتهم والوقوف على حالتهم بصحبة الاخصائية الاجتماعية مضاوي العتيبي وهي احدى الحالات التي أشرفت على دراسة وضعها، وهذه الحالة تم تحويلها من مستشفى الإيمان عن طريق المؤسسة. هذه الأسرة تسكن في بيت شعبي بحي منفوحة في جنوب مدينة الرياض وهي المكونة من أبوين كبار في السن الأب يبلغ من العمر 75 سنة والأم 60 سنة وزواجهما المتأخر لم يثمر إلا بإنجاب ثلاث بنات فقط وجميعهن في المراحل الدراسية الأب مريض ومصاب بالسكر منذ سنوات مما أدى إلى إصابته بالغرغرينا وبتر إحدى رجليه بالإضافة إلى انه يعاني من ثقل في السمع تقول زوجته، كما ترون بيتنا متواضع وزوجي هو العائل الوحيد لنا في الأسرة التي يوجد بها ثلاث بنات وإننا نعتاش على الراتب التقاعدي الذي يبلغ 1500 ريال. وقد كان موظف أمن سابق في احدى الإدارات الحكومية ولا يوجد لدينا مصدر رزق غيره وقالت أن تقارير المستشفى قررت أن يركب له طرف صناعي نظراً الى حاجته الى الحركة وان مؤسسة الرعاية المنزلية تابعت حالته، تقول الأخصائية مضاوي أن هذه الأسرة التي تعاني من تدني المستوى المعيشي نظراً إلى مرض عائل الاسرة وعجزه ووجود أفرادها من النساء وتقوم المؤسسة برعاية هذا الأب المصاب صحياً ومتابعة حالته بإستمرار كما تقرر زراعة طرف صناعي له حتى يستطيع الحركة والشفاء إن شاء الله. حادث مروري وعجز وفي زيارة أخرى لإحدى الأسر في حي الصالحية تقول الأخصائية مضاوي: هذه من أصعب حالات الأسر المركبة التي تعاني من الفقر والمرض والعجز ، ووصلنا إلى منزل أم خليل وهو بيت شعبي اقل من متواضع ويعاني من كثرة عدد افراد الأسرة التي تعيش فيه تقول أم خليل: أعيش أنا وزوجي في هذا البيت و12 من الأبناء بالإضافة إلى أمي وهي امرأة كبيرة في السن وتعاني من العمى. زوجي يعمل في بيع الخضار وابني الأكبر 24 سنة الذي انجبته من زواج سابق يعيش معنا تعرض قبل عام إلى حادث مروري أدى إلى غيبوبة وشلل في جميع الاطراف جلس في مستشفى الإيمان 8 أشهر وبعدها قام المستشفى بإعطائنا ورقة خروج لعدم الفائدة من وجوده هناك وبعدها قامت مؤسسة الرعاية بمتابعة حالته عن طريق المستشفى، تقول مضاوي وبعد أن تم تحويل حالته عن طريق المستشفى تم دراستها وتم صرف سرير متطور بالإضافة الى الغذاء الذي يعتمد عليه حليب وحفائظ له ويتم صرفها دورياً بالإضافة الى الاتصال والزيارة الدورية له كل فترة، تقول أم خليل كما ترين لا عائل لنا بعد الله سوى زوجي فالبيت إيجار وعدد افراد الأسرة كبير ولا يوجد لدينا مصدر رزق سوى ما يكسبه زوجي من سوق الخضار والحمد لله على كل حال. طفل أكثر من إعاقة وانتقلنا إلى أسرة أخرى تسكن في ملحق احدى مدارس البنات في حي الجزيرة وتقول الأخصائية مضاوي أن هذه الأسرة تعيش وضعا صعبا، حيث يعاني اثنان من الأبناء فيها من الإعاقة والتخلف وتم تحويل حالتيهما إلى المؤسسة عن طريق مدينة الملك فهد الطبية وتقول صاحبة المنزل إن لديها 9 أولاد وزوجها الذي يعمل حارس مدرسة ولديه زوجتان تقول انه تمت ولادة الطفل الأول ولاذي يبلغ الآن 11 سنة وهو في الشهر السابع وحصلت له مشاكل عند الولادة وضيق في التنفس بالإضافة الى نقص الاكسجين وقت ولادته مما أدى إلى التخلف العقلي وبعدها أنجبت ابنتي الاخرى بنفس الحالة وهي الآن تبلغ 9 سنوات وحالتها أصعب من أخيها بكثير وتعاني نفس الاعراض، والمؤسسة تقوم بمساعدتنا بصرف الحليب والحفائظ بشكل دوري والاتصال ومتابعة الحالة وجزاهم الله كل خير فقد خففوا عنا بعض التكاليف. مرض لم يعرف له أسباب وانتقلنا بجولتنا على الأسر حتى وصلنا الدرعية وفي سكن جمعية الوفاء الخيري الذي يستقبل حالات الأسر المرضية الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة التي يستدعي علاجها في مدينة الرياض وتقدم الجمعية لهذه الأسر السكن المجاني للمراجعين والمستشفيات ووصلنا إلى ( أم سمية) تقول الأخصائية مضاوي هذه الحالة هي احدى الحالات التي أشرفت عليها زميلتي نائلة المقاطي والتي تعاني فيها الطفلة سمية 11 سنة مشاكل في العمود الفقري، حيث تم تحويل الحالة من مستشفى الملك فيصل التخصصي تقول أم سمية ان لديها (5) أبناء وأكبرهم سمية التي تعاني من مشاكل منذ طفولتها المبكرة من العمود الفقري. ولقد تعرض زوجي الى حادث وأصيب بعدة كسور أدت إلى إجباره على الجلوس وعدم القدرة على العمل وظروفنا المادية الصعبة جعلتنا في هذا الوضع المأساوي والذي نحتاج فيه إلى يد المساعدة لكي نجتاز هذه المحنة، فالمؤسسة تقوم بمساعدتنا بصرف الحفائظ لسمية طوال مدة إقامتنا هنا وما دام لنا مراجعة للمستشفى وبعد المراجعة تبقى الحالة من سوء إلى أسوأ، فزوجي لا يستطيع العمل والأبناء بالدراسة والظروف صعبة والحمد لله على كل حال. مشاكل اجتماعية ومرض ومن الحالات الأخرى التي تشرف عليها المؤسسة في الدرعية وتم تحويلها من مستشفى الملك خالد الجامعي حالة الطفل فائز 14 سنة وهو يعاني من تخلف وشلل، يعيش فائز مع أسرته المكونة من 8 افراد ( والده) سائق أجرة ووالدته هي التي تقوم على رعايته والاهتمام به وقد قامت المؤسسة بتزويده بكرسي آلي متحرك وصرف حفائظ في كل فترة والظروف المادية التي تعاني منها الأسرة صعبة في ظل سكنهم في بيت بالإيجار قد زاد من حجم المعاناة. (24 حياً) وفي ختام هذا التحقيق ذكرت الأستاذة فوزية العبدالعالي مديرة المؤسسة أن جداول الزيارات التي تقوم بها الأخصائيات في كل عام شملت 24 حياً من أحياء مدينة الرياض. وقد انعكس هذا على زيادة معدل تحويل المرضى في المستشفيات واستمر تقديم الخدمات التمويلية والمساندة من الأجهزة الطبية والخدمات منها: الكراسي المتحركة، الأسرة الطبية الحديثة، أجهزة التنفس، مقاعد الرهوكوشن المتحركة والمرتبة الهوائية، الخادمات والخدم، الكفالات المادية والمساعدات الأخرى من مواد غذائية ومستلزمات يومية.