شهد مهرجان سوق هجر التراثي المقام في قصر إبراهيم الأثري في حي الكوت بوسط الهفوف والذي يعد من أقدم الأحياء التاريخية في الأحساء، إقبالا من آلاف الزوار السعوديين والخليجيين الذين يفدون إلى المحافظة في موسم الربيع للتعرف على تراثنا الشعبي الثري، خاصة وقد نجح المهرجان بحلته الجديدة في إحياء جزء من تاريخ الاحساء الزاخر والضارب في القدم من خلال تصوير تاريخ وحضارة بني عبد القيس الذين كانوا يسكنون الأحساء قبل 1400 عام وتجسيد حكاياتهم في محاكاة حقيقية تم استنباطها من التاريخ. زائرات في معرض الرسوم تصوير - ابراهيم السقوفي حيث شاهد زوار المهرجان مساء أول امس أوبريت «عجائب هجر» الذي صيغت كلماته وللمرة الأولى باللغة العربية الفصحى, وقد أبدع صياغته الكاتب سامي بن عبد اللطيف الجمعان, ولحنه الملحن عبد الرحمن الحمد, وأخرجه الفنان سلطان النوة، ويحكي الأوبريت الملحمي الذي قدمته جمعية الثقافة والفنون على مسرح السوق، قصصا ومشاهد غنائية جسدت الحياة القديمة بقالب درامي عكست من خلاله جُلَ ما تحويه الأحساء من عجائب بيئية كالعيون وجبل القارة والعقير والنخيل وغيرها الكثير. كذلك جذبت فعالية «الليلة الهجرية الشعبية» الزوار وتألقت فرقة السريع للفنون في تقديمها ألوانا من الفلكلورات الشعبية والأهازيج التراثية وألوانا غنائية لاقت تفاعل الجمهور بشكل جميل، حيث بدأت الفرقة برنامجها الاستعراضي ب»دزة المعرس» التي جابت أركان القصر وسط أنغام الدفوف، تبعتها ألوان من الفلكورات الشعبية الجميلة مثل «العرضة الحساوية والسامري والخبيتي». بينما استحوذت الحرف والصناعات اليدوية القديمة على اهتمام وإعجاب الزوار من خلال ركن مخصص لأرباب الحرف القديمة يزاولون فيه حرفهم بشكل حي وهي تختلف تماما عن المهن الحرفية العادية التي تعودنا على رؤيتها في مهرجانات سابقة بل إن كثيرا من الزوار أبدى رغبة ومحاولة في تعلم بعض المهن ومحاكاتها. كما تم تخصيص ركن للقطع التراثية يضم أصحاب المتاحف والمجموعات الخاصة الذين يمتلكون قطعا تراثية وأثرية، حيث يتم عرضها للسياح وبيعها مباشرة، كما سيكون هناك ركن للمأكولات الشعبية. كما تضمنت أركان المهرجان، تخصيص ركن لعرض وبيع الكتب المتعلقة بتراث وتاريخ هجر بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، بالإضافة إلى كتب اللغة العربية، والكتب التي تتناول تاريخ المنطقة العربية، والخليج وكتب التراث وتاريخ القبائل العربية، وحظي الركن بإقبال عدد كبير من الزوار والزائرات، الذين لهم ميول في قراءة وشراء الكتب التراثية والأنساب. وعن أهداف المهرجان بين مدير جهاز السياحة والآثار في الاحساء علي الحاجي: أن استراتيجية تنمية السياحة الوطنية المستدامة أكدت على أهمية الفعاليات السياحية في التنمية السياحية من خلال تحقيق الجذب السياحي للوجهات السياحية في المملكة، والتي منها الاحساء، حيث يأتي سوق هجر عنوانا لإبراز المقومات السياحية الثقافية والتراثية في الاحساء والعمل على استثمارها سياحيًا في المملكة بشكل خاص، وتعزيز المقومات السياحية التراثية والثقافية للمجتمع المحلي في المحافظة، إلى جانب تحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية وتحقيق الفائدة الاجتماعية منه، وتحقيق الفائدة الاقتصادية من بيع المنتجات والخدمات على الزوار والسياح. من جهته قال وكيل محافظ الأحساء رئيس اللجنة التنفيذية للسوق خالد بن عبد العزيز البراك: إن سوق هجر شكل حدثًا سنويًا مكّن من خلاله إحياء التراث والموروث الثقافي الأصيل لهذه المنطقة، فضلًا عما مثله السوق من ترويج للأحساء في العديد من المجالات وبخاصة السياحة التي تعد من الركائز الأساسية التي يسعى المهرجان إلى دعمها. أوبريت « عجائب هجر « حضورغفير للفعاليات