صوّر أوبريت «عجائب هجر القديمة»، جغرافية «هجر» القديمة، وبعض مدنها، وبعض العيون المائية المنتشرة فيها في إطار شعري فني ممتع، وعُرض مساء أول من أمس، أمام زوار وزائرات سوق هجر التراثية والثقافية في نسخته الثانية (حاضر وعراقة)، التي تنظمها حالياً غرفة الأحساء، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر قصر إبراهيم الأثري، وسط مدينة الهفوف، الذي يستمر حتى مساء الجمعة المقبل. وتحدثت مشاهد الأوبريت، التي استمرت 30 دقيقة، عن تاريخ هجر القديمة، في قالب درامي، يصور الحياة القديمة في هذه المنطقة، وما تحويه من عجائب بيئية، كالعيون وجبل القارة وشاطئ العقير، ومزارع النخيل، وبعض المدن والقرى فيها، وهو أوبريت مكتوب باللغة العربية الفصحى، وهي المرة الأولى التي يتم فيها كتابة «أوبريت» باللغة العربية الفصحى، والتي تصدى لها الكاتب المسرحي مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سامي الجمعان، وإخراج سلطان النوه، وجسد أدواره نخبة من إبراز فناني الأحساء، وهم: عبدالله المجحم، وعلي الغوينم، وخالد الخليفة، وماجد النويس، وعبدالرحمن المزيعل، وفيصل المحسن، ومنصور الذكر الله، وعباس الشويفعي، وساعده في الإخراج نوح الجمعان. واستطاع طاقم الأوبريت استثمار الحيل والوسائط الدرامية لتجسيد تلك الصور. إلى ذلك، جذبت فعالية «الليلة الهجرية الشعبية» في المهرجان الزائرين والزائرات إليها، من خلاله تقديمها عددا من العروض الشعبية التي تتميز بها «هجر» في احتفالاتها وأفراحها قديماً، ورغم تعدد هذه الفنون إلا أن أشهرها الخبيتي، والسامري، والحدو، والحضرة، والقادري، والنهامة. واستطاعت تلك العروض تجسيد لوحات فولكلورية أصيلة تجسد العادات والتقاليد الشعبية في المنطقة، وتقديم الفن الشعبي للأجيال الجديدة، لتتعرف على تراث الآباء والأجداد. كما تضمنت أركان المهرجان، تخصيص ركن لعرض وبيع الكتب المتعلقة بتراث وتاريخ هجر بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، بالإضافة إلى كتب اللغة العربية، والكتب التي تتناول تاريخ المنطقة العربية، والخليج وكتب التراث وتاريخ القبائل العربية، وحظي الركن بإقبال عدد كبير من الزوار والزائرات، الذين لهم ميول في قراءة وشراء الكتب التراثية والأنساب. من جانبه، أشار وكيل محافظ الأحساء رئيس اللجنة التنفيذية للسوق خالد البراك إلى تميز فعاليات العام الحالي بأبعاد ثقافية وتراثية وتاريخية، مؤكداً أن سوق هجر شكل حدثاً سنوياً مكّن من خلاله إحياء التراث والموروث الثقافي الأصيل لهذه المنطقة، فضلاً عما مثله السوق من ترويج للأحساء في العديد من المجالات، وبخاصة السياحة، التي تعد من الركائز الأساسية التي يسعى المهرجان إلى دعمها، لافتاً إلى أن المهرجان استطاع أن يوظف المقومات السياحية المختلفة، وبالأخص الأنماط الثقافية والتراثية في الأحساء. يذكر أن فعاليات السوق تنطلق في تمام الساعة السادسة مساءً وتستمر حتى الثانية عشرة والنصف ليلاً.