أكتب ..كي أفجر الأشياء ، والكتابة انفجار، أكتب كي ينتصر الضوء على العتمة، والقصيدة انتصار.. أكتب .. كي تقرأني سنابل القمح، وكي تقرأني الأشجار، كي تفهمني الوردة ، والنجمة ، والعصفور، والقطة ، والاسماك ، والاصداف ، والمحار (نزار قباني ). الكتابة لها أجناس مثل البشر ، ولها ألوان كالطيف ، وهي صديقي الصدوق الذي لا أهنأ بالحياة دونه ، هي محاولة لإعادة النظر في شرح وتفسير هذا الكون المسكون بالأسرار ،وتشكيل رؤى مختلفة عن المألوف ،وهي قفز بين حواجز الأيام، وتسلق سلالم التأمل،هي كأس اشربها مملوءة بحلاوة النجاح ، ومرارة الإخفاق، وسعادة الأمل ، وعنب الحب ، وصناديق الخيبات ،وهي حرية لا يستطيع إجبارك أحد على كتابة ما يخالف مبادئك أو توجهاتك. لكوني أحيا على رصيد الحب الذي ينثال عليّ منكم أعزائي القراء، سوف أدلي ببعض اليوميات والاعترافات فيما يخص مسيرتي الكتابية كل شهر في هذه المساحة ،فأنا أريد أن اشارككم بعضا مني ، فالكتابة من العادات السلوكية التي أدمنتها منذ صغري ولا أتخيل حياتي بدونها ، الا أن الكتابة فعل جريء وشاق تتخللها متعة غير عادية، فهي تفاصيلي التي أعيشها ، وشجوني التي ابثها ، وتوحدي عندما اعتزل البشر ، وفرحتي الطفولية التي تغشاني بكل صدق ، هي جسر يربطني بالحياة ، وعندما أكتب فأنا لا اجامل أحدا فكل كلمة مرتبطة بموقف أو مشاهدة أو احساس حقيقي نابع من موقف ، والأشخاص هم من يفجر ما بداخلي من ألغام الكتابة المدفونة، ويحرضني على ارتكاب الفضول والبوح المتدفق بروح صادقة تشف عن ما بداخلها من فرح أو حزن ، ولطالما كنت شغوفة بالصور أجمعها بتراتبية وانتظام فكانت الكتابة هي رسم ما يتصوره خيالي بالحروف، وكلنا نعرف أن الأحداث واحدة لكن التفاصيل مختلفة في الحياة وهذا هو الفرق الذي يحدثه الكاتب هي تفاصيله الموشومة بالجمال أحيانا ، وبالحزن الازرق في بعض الأوقات ، وهي مثل السؤال الذي ينشط العقل والحواس،الا انني أكتب من أجل التغيير ، لأتغير وأغير ، ايضا أكتب من أجل الكتابة ووفاء للكِتَاب، فالمشهد في حياتي أوراق وصرير أقلام، أتجدد وأولد كل يوم مع كل كلمة أكتبها أو أقرأها من كتاب مصلوب على رف مكتبتي، ثمة سؤال عن شعوري حينما اكتب : هل أكون سعيدة ، هل أشعر بحزن أو فرح بخربشاتي ، كان جل بحثي هو عن صيغة أدبية تستجيب لتلويحات الحياة وفلسفتها، وفي محاولة التحديق بكل تأمل أتحرر وانعتق من فوضى الاحكام والمحسوبيات، وإلحاح الاصدقاء ، و هفواتي عند الاعداء ، فقط ازاوج بين خيالي والواقع الذي أعيشه ، فالكتابة لها أجناس مثل البشر ، ولها ألوان كالطيف ، وهي صديقي الصدوق الذي لا أهنأ بالحياة دونه ، هي محاولة لإعادة النظر في شرح وتفسير هذا الكون المسكون بالأسرار ،وتشكيل رؤى مختلفة عن المألوف ،وهي قفز بين حواجز الأيام، وتسلق سلالم التأمل،هي كأس اشربها مملوءة بحلاوة النجاح ، ومرارة الإخفاق، وسعادة الأمل ، وعنب الحب ، وصناديق الخيبات ،وهي حرية لا يستطيع إجبارك أحد على كتابة ما يخالف مبادئك أو توجهاتك ، وهي انسانية بالدرجة الأولى ولا ترتبط بالكاتب وحدة بل بمحيط مفتوح حوله مكون من البشر والجمادات والنباتات وكل شيء تحمله الكرة الارضية، وهي اساليب مختلفة سرد ،وشعر ، ونثر ،صحفية وعلمية ، رأي وفكر، خبر ، وحقيقة هي سطوة الخروج عن سياق الموجود، والعبث بصدر الصفحات لتنقش عليها كل ما وراء ابواب الحياة ، هي مثل الحب مرض يصعب الشفاء منه ، ورغم آلامه الا انه لذيذ ولاذع وفائق الحلاوة في كثير من الأحيان،الكتابة هي فعل إضافة لا فعل تكرار ، تضيف ما يتسق مع عقلي وارائي ويكتشف ذاتي ،وهي الشيء الوحيد الذي يحيطني بالأمان. [email protected]