«ماذا يعني أن تتجرأ بنت في الرابعة عشرة، لم تمد رأسها بعد خارج حجر هضبة نجد وجبروت سلسلة سروات الحجاز، لتسأل ذلك السؤال الوجودي والاجتماعي الإشكالي: إلى متى يختطفونك ليلة العرس؟ لو لم تكن أحصنتها قد اكتسبت ملكة الجموح، في ذلك العمر الباكر، عبر مواجهة الارتحال في فلوات غير مأهولة، إلا بالمخاطرة وشجاعة غرة، لمخالفة قانون الجاذبية، وجبروت الجفاف .» هكذا بدأت .. نبته بريه تمردت على الصمت وهكذا انطلقت.. « من ملح الأخيلة، ومن خبز الحياة وبعض التوابل السرية الممزوجة بماء، ..من كثير من تمارين الروح الشاقة، ورياضة الكتابة المهلكة، هذا عدا عن قبس الرمضاء، وسموم السياسة، وشهد الدهشة من حيوات وحالات عشق لم نعشها بعد، كأن تلمح جناح فراشة مغموساً في الشمع أو في حوض زهر .» وهكذا بلورت ومنطقت مسيرتها ..بلغة هي مزيج من المراره والشعريه وجروح وشمت الجسد. رحلة من الإبداع وعنفوان العشق للأرض والإنسان..قرأتها من زمن..أدهشتني جرأه التجربة في وقت كانت قيود الحرف تحيط بأقلامنا فتكبلها وتسجنها في دائرة العادي والمألوف.. أوقفتني سلاسة الطرح وعمق المعنى واجتراح السائد بوعي المثقف الذي يدرك ماذا يريد لكي يجسد أحلامه وآماله . ذات مسكونة بقضايا الوطن كشفت عن وجعها وحلمها في إبداعها الشعري وفي مقالاتها التي غاصت في قلب الوجع والألم والفرح والخوف والأمل ..ذات مسكونة بقضايا الوطن كشفت عن وجعها وحلمها في إبداعها الشعري وفي مقالاتها التي غاصت في قلب الوجع والألم والفرح والخوف والأمل والحياة .. انها فوزيه ابو خالد تلك الزهره التي لن تذبل ولن يهزمها الألم وفي يدها قلمها وفي قلبها إيمانها بقضيتها وبوطنها .. هي من اغتسلت بماء السراب..وقاومت بما لاتحتمله روح .. هي وحدها من ملكت القدره على «قراءة في السر» . هي من شدت أبصارنا .. وعلى مباغتتنا بالمفردات والصور إننا هنا لا نكتب الغياب ولا نكتب الألم ولا نكتب الخوف ولا نكتب الهزيمه التي رفضتها وقاومتها ..ولا نستدعي الماضي لأننا نعيش الحاضر معا.. تعيشه معنا تتنفسه إبداعا وأحلاما أينما كانت..هي ملأ القلب بروحها المفعمة بالإنسانيه وقلبها المليء بالحب والأمل.. هنا فقط نقول لها مع الشاعر علي الدميني : سلاماً «لعصفورة» الشعر، تكتبنا في ضمير البلاد ِ، وننقشها في بياض الكتاب سلاما فوزيه ونحن نبتهج بعودتك إلى وطن أحببتيه وأحبك وقلوب تدعو لك وتأمل أن تسعدها حروفك المليئة بالحياة.