دأب صاحب سيّارة رش المبيد الحشري، على تذكيرنا بطفولتنا البريئة جدّاً، عندما كنّا نجري خلف سيّارة «الفليت» فرحانين، حيث كنّا وقتها لا نعي مدى خطورة استنشاق هذا المبيد السام الذي يسبب عشرات الأنواع من السرطانات إذا ما تم استنشاق أو ملامسة جرعة كبيرة منه للجسم! وأتساءل: - يا تُرى، لماذا يختار سائق سيّارة رش المبيد الحشري (الفليت)، وقت العصرية أو المغربية، وخصوصاً ونحن في طريق ذهابنا أو عودتنا من صلاة المغرب؟!.. - هل يا تُرى هم يرشّون المبيد لقتل الحشرات؟!.. أم لقتل الناس؟!.. - سأفترض أنّها الأولى، وأتساءل: ما المانع أن يتم توقيت الرش بعد الساعة الثانية عشر ليلاً؟!.. أو يمكن «طويل العمر» سائق سيّارة الرش «ما يتنزّل» يشتغل في ذلك الوقت المتأخّر؟!.. - وكيف يسمح المسئولون بمثل هذه الوقاحة؟! بأن يسير سائق سيارة الرش بين الأحياء، وهو يرى عباد الله من الرجال والنساء والأطفال يمشون في الشارع، ويدخل بينهم بكل استهتار وعدم تقدير لإنسانيتهم، ويرشّهم بالمبيد عن بكرة أبيهم وكأنّهم بهائم أو حتّى حشرات؟! هل يجرؤ أن يفعل ذلك في «وجه» المسئول عن إدارته؟!.. أم أن «طويل العمر» لم يرَ مثل هذه المهازل من قبل أصلاً، لأنّه لا يقوم بجولات تفقدية، وقد خُصّص له خدمة خمسة نجوم وبتوقيت «فندقي» راقٍ لموضوع رش المبيدات الحشرية في حيّه وبيته؟!.. لحظة «معلهش»، كلمة المسئول هذه تسبب لي أحياناً حكّة في قلمي، وأنا أكتب أي مقال له علاقة بأصحاب السعادة والمعالي! فتنشأ أسئلة أكثر دقّة لسعادتهم ومعاليهم. وفي هذا المقام، لدي سؤال «زغيرون» لسعادته ومعاليه أقول فيه: هل تقومون «أثابكم الله» بزيارة تفقّديّة مفاجئة لدوائركم ومشاريعكم في الأحياء والطرق؟!.. فإن كنتم لا تقومون بتلك الزيارات، فهي مصيبة!- هل تقومون «أثابكم الله» بزيارة تفقّديّة مفاجئة لدوائركم ومشاريعكم في الأحياء والطرق؟!.. فإن كنتم لا تقومون بتلك الزيارات، فهي مصيبة! وإن كنتم تقومون، وبالرغم من ذلك سوء شوارعنا يتسبب بتحطيم مركباتنا ونفسياتنا، ومسخرة سيارات الرش هذه تحصل على عينك يا تاجر، فالمصيبة أعظمُ! وعلى فكرة، توضيح بسيط لسعادة معاليكم قبل أن أختم هذا المقال المزعج. فالأوصاف التالية، ليست من صفات الزيارات المفاجئة: - أن يسبقك الموظفون لموقع الزيارة ويرافقك مساعدون. - أن يستقبلك (الذي من المفترض أنّهم متفاجئون) مرتدو البشوت، يحملون الورود والبخور. - أن تستقبلك عدسات المصورين (الذين يكونون هناك بالصدفة بقدرة قادر!)، لنقرأ في اليوم التالي عن: زيارة مفاجئة للمسئول الفلاني للقرية الفلانية وقد قابله الأهالي بقصيدة نبطية للشاعر منافق بن كذّاب الشلاّخ، بعنوان «يا محاسن الصدف» وأنشدوة من آداء تلاميذ ابتدائية القرية بعنوان: «فاجأتنا يا حبيّب.. شلونك عساك طيّب؟!»... إرحمونا عاد من هالمسخرة! www.almisehal.net