تبذل أمانة حائل والشؤون الصحية بالمنطقة جهودا مضنية في محاولة السيطرة على أسراب البعوض والحشرات الضارة في أرجاء المدينة وذلك عبر قيامها بزيارات دورية منظمة تستهدف رش الشوارع والأحياء بالمبيدات الحشرية بواسطة فرق ميدانية متمرسة في هذا المجال. وقد أثبتت تلك الجولات فاعليتها في الحد من انتشار البعوض والميكروبات المؤذية في العديد من الأحياء المستهدفة بفضل الرش المكثف والمنتظم لمواطن تكاثر البعوض والحشرات.. إلا أن ما يقوض من جدوى الوصول إلى أفضل النتائج.. هو توقيت عمليات الرش التي أضرت البعوض كما الإنسان القاطن في تلك الأحياء.. فلا هو سلم - قبلا - من لسعات البعوض ولا - أخيرا - من استنشاق بخار الغازات السامة في فترات الذروة. حيث تعمد فرق رش المبيدات لاختيار فترة مابعد العصر وقبل غروب الشمس للقيام بجولاتها المجدولة لرش الأحياء المأهولة.. وهي الأوقات التي عادة ما تتواجد فيها الأسر في منازلها والأطفال في الشوارع.. ممن يهرعون - بطبيعتهم الفضولية - لملاحقة تلك الغيمة المنبعثة من سيارات الرش.. من غير إدراك لتبعات ذلك على صحتهم وسلامتهم الجسمانية.. عند استنشاق تلك الأبخرة السامة مباشرة من أجهزة الرش.. فيما العمال - غير الملامين - يقفون مكتوفي الأيدي.. في مقابل فضول الأطفال وحبهم للمغامرة حتى وإن كانت المغامرة خطرة على حياتهم. يتساءل المواطن حامد الشمري لماذا لا يتم الرش في أوقات الصباح حيث غالبية أفراد الأسر في أعمالها والطلبة في مدارسهم والآباء في أعمالهم فيما يخلد الصغار والأمهات إلى النوم في غرف مكيفة ومعزولة خاصة في هذه الأوقات من السنة. فيما مضى سعود عويد إلى القول إن فرق الرش تنشر المواد السامة في الأجواء في وقت يلهو فيه الأطفال وسط مرافق الأحياء المستهدفة وشوارعها.. لافتا إلى أن الطفل بطبيعته قد لا يدرك مدى حجم الضرر الذي قد يلحق به. خاصة وأن البعض يعمد إلى تسلق سيارات الرش التي تسير ببطء شديد ويضع وجهه - دونما وعي - أمام جهاز الرش مباشرة.. وهو ماقد يتسبب في تسمم دمه وإتلاف رئتيه غير المقاومتين لهذا النوع من السموم المركبة. واقترح سعود في هذا الصدد أن يتم إعلام الأهالي - على الأقل - بمواعيد الرش إذا كان ولابد من الرش في ساعات المساء حتى تأخذ الأسرة احتياطاتها.. وتمنع أطفالها من الخروج إلى الشارع في مثل هذه الأوقات المطربة بالحركة الدؤوبة. وفي المقابل أبدى المواطن صالح المطلق ارتياحا بالغا للجهود التي بذلت في القضاء على البعوض.. وما نتج عنه حتى الآن من تلاشي ظهور البعوض في هذا الموسم الذي كان يشهد تنامي الشكوى من تكاثر البعوض الناقل للأمراض المعدية.. ممتدحا دور الفرق الميدانية في الحد من تفشي الحشرات الضارة على اختلاف أنواعها.. ومطالبا أولياء الأمور بالتنسيق مع الأمانة والشؤون الصحية للتعرف على مواعيد رش المبيدات.. وبالتالي منع أبنائهم من ملاحقة تلك السيارات وتوعيتهم بالأخطار المحدقة بهم من جراء استنشاق الأبخرة الناجمة عن عمليات الرش المنتظم للشوارع وبالقرب من مواقع إلقاء القمامة.