أعادت حوادث المبيدات الحشرية التي شهدتها جدة خلال الفترات الماضية، الى الاذهان ماساة ضحايا المبيدات الزاعية القاتلة والتي كان آخرها امس الاول وفاة طفلين دنماركيين في مدينة جدة عقب تسممهما بتنشق مبيد سام للحشرات، فيما يرقد والداهما في العناية المركزة. واكدت الفحوصات المخبرية أن الوفاة نتجت عن استنشاق الأسرة المكونة من الأب والأم والطفلين مادة فوسفايد الألمنيوم التي تعد مبيدا قويا، وذلك عقب خلود الأسرة للنوم ولمدة ساعات على ما يبدو.حيث كانت تنبعث هذه الغازات من مبيد حشري في فيلا مجاورة قام أصحابها برشها قبل سفرهم،. وافاق أفراد الأسرة في الصباح بسبب آلام حادة في البطن واعتقدوا في البداية أنهم أصيبوا بتسمم ناتج عن تناولهم بيتزا فاسدة في المساء.، لكن تزايد الآلام وشدتها جعلهم يستدعون سيارة الإسعاف. وقد أعادت هذه الحادثة الى الاذهان وفاة طفل سعودي يبلغ من العمر سنة وأربعة أشهر، وأصيبت أمه وشقيقه بحالة تسمم إثر استنشاقهم رائحة مبيد حشري في منزلهم في حي الصفا في جدة أمس وقبلهما وفاة الطفلين السعوديين مسرة و ميسرة، وقبلهما بفترة قصيرة وفاة رجل سوداني وامرأته إثر استنشاقهما مبيدا حشريا كانا قد وضعاه في منزلهما في حي الهنداوية، كذلك وفاة الطفلين المصريين آلاء ودعاء، والطفلين اليمنيين إسماعيل وفاطمة. . وجدد الدكتور/ سامي بن محمد باداود مدير الشؤون الصحية بجدة عقب زيارتة لوالدي الطفلين المتوفيين المنومين في مستشفى غسان فرعون بجدة نتيجة اصابتهما بالتسمم بنفس المادة وقدم لهما تعازي سمو المحافظ وعبر لهما عن بالغ المه ومواساته لمصابهما كما اطمئن على وضعهما الصحي واهاب بالاطباء القائمين على علاجهما بضرورة الاهتمام والمتابعة الدقيقة لحالتيهما وتقديم كافة الوسائل والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاجهما ، جدد دعوته لجميع الجهات الحكومية والخاصة المهتمة بمثل هذه الامور بضرورة اتخاذ الاجراءآت اللازمة للحد من تكرار هذه المآسي مستقبلا من خلال تكثيف برامج التوعية لكافة افراد المجتمع بمخاطر هذه المواد ومدى تأثيرها على الصحة العامة مما يؤدي الى الوفاة في معظم الحالات مشيدا في ذات الوقت بالجهود الكبيرة التي قامت بها الجهات الحكومية المتمثلة في الشرطة والدفاع المدني ومديرية الشؤون الصحية بمختلف قطاعاتها اكد مدير الشؤون الصحية بجدة بان موضوع المبيدات الحشرية يلقى اهتماما كبيرا من صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد . مشيرا الى ان سموه قد وجه منذ فترة بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة الوضع ومراقبة الاسواق لسحب جميع الكميات الموجودة وتسليمها لفرع وزارة الزراعة بمنطقة مكةالمكرمة وكذلك محاسبة التجار الذين يبيعون هذه المادة للمواطنين على انها مبيدات حشرية تصلح للاستخدام في المنازل مع انه يجب ان لا تستخدم الا في المزارع المفتوحة والبعيدة عن المباني السكنية حتى لا تتسبب في ايذاء السكان وتؤدي الى قتلهم . وعن أسباب الوفاة، يقول مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة أن سبب الوفاة السريعة للطفلين هو استنشاقهما كمية كبيرة من الغاز السام الناتج عن "ألمونيوم فوسفيت" الذي يحتوي عليه المبيد الحشري المستخدم والذي انتشر في جسمهما بطريقة سريعة، ولم يستطع قلبيهما تحمل هذه النسبة الكبيرة من السم لصغر سنهما، مما أدى إلى هبوط حاد في وظائف القلب والأعضاء الحيوية وهبوط حاد في الدورة الدموية مما تسبب في وفاتهما. أما والداهما فقد تمت السيطرة على حالتهما الصحية بعد معالجتهما ووضعهما تحت الملاحظة في العناية المركزة. واكد أن هذه الحالات ليست الأولى من نوعها فقد سجلت في الاشهر الماضية عدة حالات لاصابات ووفيات من اعمار مختلفة وهذا يؤكد خطورة المنتج على حياة الانسان وقال ان صحة جدة كانت قد حذرت من مخاطر هذه المواد من خلال وسائل الاعلام ومن خلال الوسائل التوعوية المختلفة حرصا منها على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين وكرر دعوته للتجار بان يراعوا الامانة ومخافة الله في تجارتهم وان لا يقدموا المكاسب المادية على سلامة مواطنيهم الذين قد يتعرضون لمثل هذه المخاطر لاسمح الله كما حدث سابقا ويحدث الان . وجدد الدكتور/ سامي بن محمد باداود دعوته لجميع الجهات الحكومية والخاصة المهتمة بمثل هذه الامور بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من تكرار هذه المآسي مستقبلا من خلال تكثيف برامج التوعية لكافة افراد المجتمع بمخاطر هذه المواد ومدى تأثيرها على الصحة العامة مما يؤدي الى الوفاة في معظم الحالات مشيدا في ذات الوقت بالجهود الكبيرة التي قامت بها الجهات الحكومية المتمثلة في الشرطة والدفاع المدني ومديرية الشؤون الصحية بمختلف قطاعاتها وقال انه لا يسعنا هنا الا ان نتقدم لوالدي الطفلين المتوفيين بخالص العزاء والموساة سائلين الله ان يلهمهما الصبر والسلوان مركب فوسفيد الألومنيوم يستعمل هذا المركب للقضاء على الحشرات والقوارض في صوامع الغلال فقط و يجب ألا يستعمل البتة في أو بقرب المناطق المأهولة بالسكان وقد شاع استعماله مؤخراً بين الناس بصورة غير قانونية للقضاء على الحشرات في المنازل وهذا خطأ فادح وكان السبب في وفاة العديد من الذين تعرضوا له وخاصة من الأطفال. يذكر انه ليس لهذا المركب مضاد نوعي أو معالجة فعالة في حالة التعرض له، وكثيراً ما تنتهي هذه الحالات بالوفاة يحصل التسمم به إما بتناوله عن طريق الفم أو عن طريق استنشاق الغاز المنبعث منه (غاز الفوسفين) من جهتها أصدرت وزارة الزراعة قراراً يقضي بحظر بعض المبيدات الزراعية لسميتها العالية ووجود بدائل اقل خطورة أو لسوء استخدامها من قبل بعض المزارعين أو لتقييدها الشديد من المنظمات الدولية وذلك بناء على تقارير ودراسات متخصصين وهيئات دولية معتمدة. وأوضحت الوزارة أن الحظر سيطبق اعتباراً من 1 / 3 / 1430ه الموافق 26 فبراير 2009 م حيث تم تعميم هذا القرار على الشركات والمؤسسات المسجلة للمبيدات لتطبيقه والتقيد به. وأشارت وزارة الزراعة إلى أن المبيدات الزراعية المحظورة هي :- بروماديولون BromadioIone كاربوفيوران / سائل / carbofuran(Iiguid) كلوربايريفوس ChIorpyrifos ايثيوبروفوس Ethoprophos عدا 10% تعفير كارباريل CarbaryI كلور ChIorothaIniI ديمتون اس ميثيل demeton-s-methyI دايكلوفوب ميثيل DicIofop-methyI دايكوفول DicotoI دايمثويت Dimethoate بينوميل BenomyI مانكوزيب mancozeb اندوسلفان EndosuIfan تيتراديفون Tetradifon زينيب zineb ميثوميل MethomyI بروبارجيت propagite بروبكسر propoxur كونتوزين Quintozene سيمازين simazine مثيوكارب methiocarb ميثوكسيكلور methoxychIor اوكسي ديمتون ميثل oxydemetheI- methyI أجراءات حازمة من جهتة أوضح مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام الزراعي بوزارة الزراعة الدكتور خالد بن محمد الفهيد أن القرار يأتي ضمن الإجراءات الحازمة التي تتخذها الوزارة في تداول هذا النوع من المبيدات ، كما يأتي استناداً إلى نظام المبيدات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م / 67 وتاريخ 14 / 11 / 1427ه ولائحته التنفيذية وما جاء في المادة / 5 / من النظام. وبين الدكتور الفهيد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن الوزارة تقيد بعض المبيدات ومن أهمها فوسفيد الألمنيوم بحيث يتم معاملة المبيد المقيد من قبل الشركة / المؤسسة فقط ومن قبل فريق فني مختص ولا يسمح بعرض المبيد أو بيعه لأي شخص ويتم معاملة المبيد من قبل الشركة / المؤسسة المستوردة له بالأماكن المسموح الاستخدام بها مثل المخازن والمستودعات وعند طلب إذن استيراد للمبيد يتم تزويد إدارة الخدمات الزراعية بالوزارة بما يثبت استنفاد الكميات المستوردة سابقاً وفي حالة بيع المبيد بالطرق العادية فإنه يلغي تسجيل المبيد مباشرة وتحال المخالفة للجنة العقوبات بالوزارة لاتخاذ العقوبات اللازمة لذلك وتتحمل الشركة / المؤسسة جميع ما يترتب على الاستخدام الخاطئ للمبيد أمام السلطات المختصة وتعديل بطاقة المعلومات / الملصق / للمبيد وفقاً لهذا الإجراء. وأضاف الفهيد أن وزارة الزراعة ومن منطلق مسؤوليتها عن سلامة المواطنين والمقيمين في هذا المجال فهي تقوم بالمشاركة في مراقبة الأسواق ضمن عدم جهات حكومية للكشف على المحلات الزراعية والصيدليات البيطرية والمستودعات التابعة لها بشكل دوري للتحقق من تطبيق تلك الضوابط وإنزال العقوبات بحق المخالفين منهم وتم مؤخراً تطبيق العقوبات بحق أربع شركات / مؤسسات زراعية مستوردة لهذا المبيد وذلك بشطب تسجيل المبيد لهم نهائياً وتطبيق العقوبة المالية بحقهم وفقاً لنظام المبيدات الزراعية. وأشار مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام الزراعي بوزارة الزراعة إلى أن الوزارة ستستمر في اتخاذ الإجراءات الحازمة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة حرصاً منها على سلامة ووقاية المواطنين والمقيمين من خطورة الاستخدام الخاطئ لهذا المبيد.