سنحت لي الفرصة الاسبوع الماضي لزيارة مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية) ، وبغض النظر عما تضمنه المهرجان هذا العام ، إلا انني سأتحدث اليكم عن لقائي في احد مواقع الأسر المنتجة الذي استضافته احدى الجهات ، مع السيدة الفاضلة (ام حاكم) وذلك عندما اتجهت للتعرف على ما تنتجه هذه الأسر من منتجات ، ولفتت انتباهي هذه السيدة الجالسة على الارض دون سواها وتعمل في غزل الصوف وتنتج بعض الاعمال الفنية من وراء هذه الاعمال ، وتقول ان هذه صناعة الآباء والأجداد وأنها توارثت هذا العمل وهذه المهنة ، ام الجميع (السيدة ام حاكم) ، لا تتابع تويتر او الفيس بوك ، ولا توجد لديها صور في الانستغرام ، ولا يغريها البلاك بيري واكثر من ذلك هي سيدة غير متعلمة ، واكاد اجزم ان لقمة العيش والعيش بشرف هي هاجس هذه السيدة الوحيد وأنها تلقى متعة كبيرة ولا تقضي يوما دون عمل ، واجمل ما في الحوار الذي دار بيني وبينها عندما طلبت منها ان أستعير آلة الغزل فرفضت هذه السيدة رفضا قاطعا وقالت بصوت عال ، لا استطيع ان افرط في هذه الآلة ولو ساعة واحدة ، الجدير بالذكر ان السيدة (ام حاكم) ،لم تكن في سن مناسبة للانتاج والعطاء ، بل هي امرأة تجاوز عمرها الخمسين عاما او اكثر ، وتستحق ان تكون رمزا وقدوة ومثالا لنا في حبها للعطاء والانتاج والقناعة والاعتماد على النفس . هذه السيدة التي اعادت الى ذهني عراقة وأصالة الماضي رغم إغراءات الحال وشغف المستقبل ، رأيت في نظراتها نظرات والدتي ووالدة الكثير من الناس من هذا البلد ممن آباؤهم وأجدادهم قدموا تضحيات كبيرة لنعيش حياة افضل ، ولم يكونوا يوما يبخلون او يتهاونون بأن نعيش مستقبلا آمنا ، وبكل تأكيد ان ما شاهدته يعبر بشكل كبير عن قوة اصرار ابناء هذا البلد وان كثيرا منهم يستحقون الكثير بسبب أياديهم البيضاء فيما وصلنا اليه ، وعبر هذه السطور اوجه دعوة الى كل مسئول بأن يبحث عن هؤلاء الذين قاوموا الماضي وعاشوا الحاضر وهيأوا لنا المستقبل وان يقدموا لهم كافة المستطاع من وسائل الدعم المادي والمعنوي . ام الجميع (السيدة ام حاكم) ، لا تتابع تويتر او الفيس بوك ، ولا توجد لديها صور في الانستغرام ، ولا يغريها البلاك بيري واكثر من ذلك هي سيدة غير متعلمة ، واكاد اجزم ان لقمة العيش والعيش بشرف هي هاجس هذه السيدة الوحيد ، فهلا تعلمنا منها حب العمل والتركيز في الانتاج ، كما ان هذه السيدة لا تشكو من البطالة لانها لا تعلمها ، مع انها كانت قريبة جداً من مقر وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية في ساحة المهرجان ، وهنا أتساءل ، هل التطور والتنمية التي نعيشها ومنذ زمن لا تزال تعاني الشمولية ورغم ما حققته من نجاحات كبيرة فالواضح ان هناك معاناة أيضاً ليست بالقليلة ، وهل كانت هذه السيدة وأمثالها يوما من ضمن برامج التنمية ، والاهم من ذلك متى ومتى سيتم تكريم ودعم هؤلاء ؟ اتمنى ان اسمع إجابة شافية قريبا. [email protected]