«مهنة في اليد أمان من الفقر»، هكذا كان رأي العديد من سيدات الماضي، حيث كان اعتمادهن على الحرف اليدوية في الحصول على دخل يكفيهن سؤال الناس ويستطعن توفير لقمة العيش لهن ولأسرهن. والأمر ذاته ينطبق على سيدات وفتيات العصر الحاضر في ظل انعدام أو قلة الفرص في الحصول على وظيفة، والجلوس في المنزل بلا عمل، سيما بعد التخرج في الجامعة وحتى الثانوية، فقد لجأن إلى تعلم حرفة يدوية تقتاتن منها وتساعدهن على توفير مصدر رزق. وكان لنور والجوهرة المحمدي نفس الرأي، واللتين التقيناهما في معرض «مسرات2» لدعم الحرف اليدوية، حيث بدأتا مشروعهما من المنزل في تصميم وتنفيذ مفارش العرائس والإكسسوارات التابعة لها وتغليف أشياء العرائس، حيث قالتا: منذ ثلاث سنوات بدأنا هذا العمل وأصبحت هذه الحرفة هي مصدر رزقنا والتي لا يمكن أن نستغني عنها، وأصبحنا ناجحتين ومتمرستين في هذا العمل، وأصبح لنا من الزبائن الكثير، وأصبحنا ننفذ للعرائس كل ما تحتاجه ووجدنا كل الدعم من الأهل في تنفيذ مشروعنا والذي انطلق من المنزل، وبدأنا نسوق لمنتجاتنا من خلال المشاركة في المعرض والبازارات المحلية، ولاقى مشروعنا النجاح في ظل الإقبال من زائرات المعرض على الشراء. الكب كيك حرفتنا وينطبق الحال على الشقيقتين نوف وإسراء الجهني واللتين بدأتا في تعلم حرفة بعد أن عجزن في الحصول على وظيفة بعد تخرجهن في الجامعة، فتقول نوف: تعلمت صنع الكب كيك قبل سنتين فأنا أقوم بصنعه وشقيقتي إسراء تقوم بتزيينه كونها خريجة فنون، ووجدنا أن هذه الحرفة أفضل لنا من الوظيفة وتساءلت: أين هي الوظيفة أصلا؟. وأضافت أن هذه الحرفة تدر علينا المال الوفير في ظل استمرار المناسبات الاجتماعية كحفلات النجاح والأعياد ومناسبات الزواج وحتى الزيارات، حيث يطلب منا عمل كميات كبيرة ولا يحتاج منا هذا الأمر مجهودا كبيرا فقد تعودنا تنفيذ طلبات كبيرة. وتضيف إسراء: أن هذا العمل بالنسبة لنا مستقبلنا ونحن نسوق لمنتجاتنا من الكيك والكب كيك عن طريق الفيس بوك وتويتر وأجهزة البلاك بيري وأخيرا أصبحنا نشارك في المعارض والبازارات. منتجات جلدية والتقينا الخريجة الجامعية أيضا فردوس الهوساوي والتي جعلت من الأشغال اليدوية المعتمدة على الجلود مهنة لها فقد أبدعت على إخراج منتجات في غاية الإبداع من تلك الجلود، تقول فردوس: بدأت في عمل البارتشينات والملفات وعلب المناديل والميداليات وسلات المهملات من الجلود، صحيح أنها تستغرق مني وقتا كبيرا، لأنها تحتاج إلى الدقة في عملها ولكني تعودت على ذلك فالأهم لدي أن يخرج العمل بأفضل صورة. وأضافت: أن هذا العمل هو ما اعتمد عليه في دخلي وهو مصدر رزقي، تعلمت هذه الحرفة بعدما لم أجد للوظيفة بابا والحمد لله اسوق لمنتجاتي عن طريق الانترنت والمعارض والبازارات وهناك إقبال في الشراء. تصنع التشيز كيك ولكن الأمر يختلف كليا مع آمال الزهراني والتي نجح ركنها نجاحا باهرا في إقبال الناس عليها في معرض «مسرات» تعلمت حرفة صنع حلوى «التشيز كيك» مع أنها تعمل في وظيفة حكومية وعند سؤالها لماذا تتجهين للعمل الحرفي مع أن لديك الوظيفة، فقالت: العمل الحرفي أفضل دخلا من الوظيفة وزيادة في الدخل، فما دمت أملك موهبة ومبدعة فيها فلماذا لا أجعل منها حرفة ومجال عمل بالإضافة للعمل الحكومي. وأضافت: أجد نفسي منتجة في العمل الحرفي ووجدت كل الدعم من الأسرة وصديقاتي وحتى في مجال عملي فأصبحت أصنع التشيز كيك لهن وأدمن عليه وأصبحت تأتيني الطلبات بكثرة عليه وبالفعل أصبحت بدلا من التسويق في إطار الصديقات والعائلة والعمل أصبحت أسوق لزبائن كثر وتأتيني الطلبات من كل مكان بفضل السمعة الطيبة التي حصلت عليها من معارفي وأصدقائي ويعتمد تسويقي لمنتجي على الفيس بوك وتويتر والمشاركة في المعارض.