وصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى اليابان امس الاحد في اخر محطات جولته الاسيوية التي تهدف الى حشد الدعم للحد من البرنامج النووي لكوريا الشمالية وطمأنة حلفاء واشنطن بعد تهديدات بالحرب أطلقتها بيونغ يانغ على مدار أسابيع. وهددت كوريا الشمالية على مدار أسابيع بشن هجوم على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية بعد أن فرضت عليها الاممالمتحدة عقوبات بسبب تجربتها النووية الاخيرة التي أجرتها في فبراير. وزادت التكهنات بشأن اطلاق صاروخ جديد أو اجراء تجربة نووية جديدة. ونقلت وكالة كيودو للانباء عن رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي قوله خلال جولة له امس الاحد بجزيرة أيو جيما التي شهدت معركة كبرى قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية «يجب أن نجعلهم /الكوريين الشماليين/ يقرون بأن أفعالهم الاستفزازية لن تفيدهم على الاطلاق». وتتزامن محادثات كيري ونظيره الياباني فوميو كيشيدا مع الاستعدادات لاكبر عطلة سنوية في كوريا الشمالية اليوم الاثنين والتي تعرف باسم يوم الشمس الذي يوافق يوم ميلاد مؤسس الدولة كيم ايل سونغ. وتتجاهل وسائل الاعلام الرسمية في كوريا الشمالية حتى الان المحادثات التي أجراها كيري في بكين وسول. وبث التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي امس لقطات لبعض المسؤولين والجنود وهم يصفقون أثناء القاء كلمات تمجد كيم ايل سونغ داخل قاعة واسعة وفي الخلفية تظهر لوحة ضخمة لمؤسس كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية تقريرا مطولا عن مراسم وضع اكليل الزهور احياء لذكرى الزعيم الذي شن الحرب الكورية في الفترة بين عامي 1950 و1953. غير أن الوكالة رفضت اقتراح رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي مؤخرا باجراء محادثات مع الجارة الشمالية واصفة اياه بأنه خدعة. ونقلت الوكالة عن لجنة اعادة التوحيد السلمي لكوريا «اذا لدى كوريا الجنوبية ارادة حقيقية لاجراء محادثات فعليها أن تغير من موقفها الصدامي بدلا من التلاعب بالالفاظ». وقالت بيونغ يانغ مرارا انه لا نية لديها للتخلي عن برنامجها النووي. وخيم الهدوء على العاصمة الكورية الجنوبية سول مثلما اعتادت طوال الازمة. والتقى كيري السبت مع كبار المسؤولين في الصين -الداعم الدبلوماسي والمالي الوحيد لكوريا الشمالية- وقال ان واشنطنوبكين ملتزمتان «بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بطريقة سلمية». وأثناء زيارته لسول أولى محطات جولته قال كيري ان كوريا الشمالية التي تشعر بالغضب أيضا من التدريبات العسكرية التي تجريها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية حاليا سترتكب خطأ فادحا اذا أطلقت أحد صواريخها متوسطة المدى خلال الازمة الراهنة. وأضاف أن الصين تستطيع التأثير على سياسة كوريا الشمالية ويجب عليها تفعيل الجهود الرامية لاقناع بيونغ يانغ بتغيير سياساتها. ويمكن للصواريخ المتوسطة المدى التي تمتلكها بيونغ يانغ أن تصل بسهولة الى اليابان التي لا يفصلها عن كوريا الشمالية سوى أقل من ألف كيلومتر من المياه. وقالت تقارير اعلامية يابانية ان طوكيو أرسلت مدمرات قادرة على اعتراض الصواريخ الى بحر اليابان. ونشرت صواريخ باتريوت أدفانسد كابابيليتي-3 الاعتراضية في مواقع رئيسية بالعاصمة اليابانية والمناطق المحيطة بها. وفي بكين قال كيري انه اذا تخلت كوريا الشمالية عن قدراتها النووية فإنه لن يكون لدى الولاياتالمتحدة عندئذ ما يدعو الى الاحتفاظ بهذه القدرات الدفاعية التي نشرتها في الاونة الاخيرة مثل منظومات الدفاع الصاروخي الجديدة أو التي جرى توسيعها في ألاسكا وغوام. ومن المرجح أن يركز جدول أعمال كيري في طوكيو أيضا على اجراء مناقشات بشأن خلافات اليابان والصين على بعض الجزر ومستقبل القواعد الامريكية في اليابان. وأعلنت الولاياتالمتحدةواليابان هذا الشهر اتفاقا على عودة قاعدة جوية أمريكية الى اليابان وهي خطوة في اتجاه حل مشكلة عكرت صفو العلاقات بين البلدين. وقد اجرت بيونغ يانغ في خلال سنة تجربتين صاروخيتين (احداهما في ديسمبر) اعتبرهما الغرب بمثابة تجارب لصواريخ بالستية وتجربة نووية في 12 فبراير الماضي ما ادى الى فرض عقوبات دولية جديدة عليها. وفي الاونة الاخيرة قامت كوريا الشمالية التي بدأت تصعيدا لم يوقفه على ما يبدو اي شيء حتى الان متجاهلة تحذيرات جارها الصيني العملاق، بنشر صاروخين موسودان يصل مداهما نظريا الى اربعة الاف كيلومتر مربع وقادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الامريكية، على ساحلها الشرقي. وتعتبر الولاياتالمتحدة ان الصين، الحليفة الوحيدة لكوريا الشمالية، يمكنها ان تستخدم نفوذها على نظام بيونغ يانغ ويجب ان تقوم بذلك لثنيه عن القيام بأي ضربة. وفي بادرة تهدئة ألغت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي تجربة اطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات من كاليفورنيا (غرب). وفي الاجواء نفسها عدل كيري عن زيارة قرية بانمونغوم الحدودية في كوريا الجنوبية حيث تم توقيع معاهدة الهدنة في نهاية الحرب الكورية (1950-1953).