تحبس مصر أنفاسها بعد دعوات يوم الغضب الذى اعلنته حركة السادس من ابريل، والتى تضامنت معها العديد من القوى الثورية والسياسية ضد سياسات النظام الحاكم. ودعت جماعات المعارضة بقيادة حركة 6 أبريل لأربعة أيام من الاحتجاجات يتوقع أن تبدأ في تمام الساعة الرابعة من مساء اليوم. وفيما تجمع عدد من المتظاهرين عقب أداء صلاة الجمعة أمس بميدان التحرير أمام المنصة، اشتبك عدد من المتظاهرين والباعة الجائلين أمام شارع محمد محمود، لاتهام المتظاهرين الباعة بأنهم السبب في إساءة صورة المعتصمين ومطالبتهم بالخروج خارج الميدان. وانطلقت مسيرات إلى الأزهر الشريف مرددين هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين، منها: «يسقط يسقط حكم المرشد»، «علي وعلي وعلي الصوت دول عاوزين الثورة تموت»، «ارحل ارحل» و»القصاص القصاص». ووزعت حركة 6 ابريل، منشورات على المواطنين فى مختلف المحافظات المصرية، لحثهم على التظاهر والمشاركة فى المسيرات للمطالبة بهيكلة وزارة الداخلية وإقالة النائب العام، وتحقيق اهداف ثورة 25 يناير، وقالت الحركة أنها ستدشن حملة بعنوان «سقطت الشرعية»، وتحت شعار «عدتم فعدنا»، وذلك وفقاً لبيان رسمي فى الشرقية – تلقت (اليوم) نسخة منه، ووفقاً للمنشورات التى وزعت على المصلين عقب صلاة الجمعة أمس، فإن المسيرات ستنطلق إلى القاهرة للمشاركة فى مسيرة سلمية، تبدأ من دوران شبرا وتتجه إلى دار القضاء العالى، وتندد بمحاولة الإطاحة بشيخ الازهر بعد حادث تسمم طلاب جامعة الأزهر. مخاوف أمريكية وبينما اختارت القوى الثورية اليوم السبت لإعلان العصيان، تخوفت السفارة الأمريكيةبالقاهرة من مغبة وقوع اشتباكات عفوية وغير متوقعة، ووجهت دعوات لرعايها بالحذر والابتعاد عن اماكن المظاهرات، وأشارت رسالة التحذير إلى أن الازدحام والحشود يمكن أن تعرقل الحركة في شوارع وسط القاهرة والإسكندرية. وأكدت أنه ينبغي على المواطنين الأمريكيين تجنب المناطق التي قد تشهد تجمعات كبيرة لأنه وحتى المظاهرات أو الأحداث التي يقصد بها أن تكون سلمية قد تتحول لمواجهات وتصعيد وربما إلى أعمال عنف. وأضافت السفارة الأمريكية إن المتظاهرين سيتجمعون في محافظات عديدة تشمل القاهرة والجيزة والقليوبية والشرقية والبحيرة والغربية وقناة السويس وبورسعيد، ورغم أنه لا توجد دلائل تشير إلى أنه سيتم توجيه الاحتجاجات ضد المنشآت الدبلوماسية الأمريكية أو الأفراد، ولكن ينبغي أن يكون مواطنو الولاياتالمتحدة على أهبة الاستعداد بسبب التجمعات وخطر وقوع اشتباكات عفوية وغير متوقعة. ثورات «فوتوشوب» وفي ذات السياق، ابدى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، استياءه من الدعوات الجديدة لتصعيد المعارضة ضد الرئيس محمد مرسي، قائلاً «لن يفلح أحد فى افتعال ثورات فوتوشوب ضد أوهام فى ذهنه، مؤكدا أن التناقض الرئيسى سيظل مع العهد الذى جثم على نفوس المصريين لعقود طويلة، ولن ينجح أحد فى افتعال تناقضات ثانوية لصرف الأنظار عن التناقض الأصلى». وأضاف العريان فى تدوينة له بثها عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» إن المعركة الحقيقية ستظل ضد التبعية والهيمنة والدولة العميقة التى وصلت لقطاعات كبرى فى المجتمع المصرى وتشابكت مصالحها مع آخرين فى المحيط العربى والإقليمى والدولى، ولن ننصرف عنها إلى معارك جانبية أبدا. وقال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن مصر مازالت بحاجة إلى تحقيق أهداف الثورة فى الحرية والاستقلال الوطني والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، مستنكراً محاولات البعض باستدراج المصريين إلى اهداف ثانوية، قائلاً «العدو الحقيقى لمصر هو من حاربنا لأكثر من ستين سنة؛ معارك حربية وأخرى اقتصادية وثالثة إعلامية وفكرية، ولن يقنعنا مخلوق بعداوات جديدة تصرف أبصارنا عن العدو الذى احتل الأرض وانتهك العرض وقتل الآلاف من جنودنا».