شهدت مصر أمس اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين في العديد من المحافظات المصرية في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير. ونجحت قوات الأمن في السيطرة على حريق بالسفارة الأميركية بالقاهرة بعدما تسلل مجهولون إلى مبنى المواقف وأشعلوا فيه النيران، مما أدى لتصاعد الأدخنة بكثافة، ودفع الجيش بعدد من الدبابات على طريق مصر - الإسكندرية الزراعي تحسباً لأية طوارئ. وكانت قيادات جبهة الإنقاذ الوطني قد تقدموا أمس مسيرات من ميادين مصر المختلفة إلى ميدان التحرير، فيما رفع المتظاهرون لافتات تطالب بوزارة إنقاذ وطني، وكتابة دستور جديد لمصر، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، فيما أكد المتظاهرون التابعون لحركة 6 إبريل وحركة السلفيين الثوريين رفضهم لفكرة أن تكون الثورة سلمية. من جانبه أكد المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي أحقية المصريين في المطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي، طالما كانت هذه إرادة الشعب، وقال "من حق الشعب المطالبة بإسقاط رئيسه طالما كانت تلك إرادته، خاصة أنه لا وصاية على الشعب، ومن تظاهروا في ذكرى الثورة جاؤوا إيماناً منهم بأن أهداف الثورة لم تتحقق". وأضاف "المعارضة ستبذل قصارى جهدها لتحقيق مصلحة الشعب، ومحاكمة قتلة الثوار الذين ضحوا بدمائهم من أجل تحرير الوطن، ولا تراجع عن القصاص العادل وتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع". وشهدت المسيرة التي انطلقت من منطقة دوران شبرا شمال القاهرة أول ظهور علني لأعضاء حركة "البلاك بلوك" التي ارتبط اسمها في الفترة الماضية بأعمال العنف، حيث شاركوا بزيهم الأسود وأكدوا أنهم يهدفون لحماية المتظاهرين، وطالبوا المشاركين في المسيرة بعدم الابتعاد عنهم. كما حذروا حرس الجامعة الأميركية من السماح لقوات الأمن المركزي بالتمركز أعلى سطح الجامعة حتى لا يتم إلقاء القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وتسهيل ضبطهم في ظل استمرار الاشتباكات المستمرة بشارع القصر العيني. كما شهدت مدينة المحلة صدامات عنيفة وقام متظاهرون بتمزيق لافتات دعائية وضعها أنصار الرئيس مرسي. من جانبه رفض رئيس حزب "مصر القوية" عبد المنعم أبو الفتوح الهتافات التي ترددت في المسيرة التي قادها من مسجد الاستقامة والتي نادت بسقوط حكم المرشد والنظام، مؤكداً أنهم جاءوا للمشاركة في التظاهرات بهدف تقويم النظام وليس إسقاطه، وقال "إن اليوم ليس 25 يناير 2011 حتى ننادي بإسقاط النظام". بدورها صعَّدت الجماعة الإسلامية أمس من هجومها على المتظاهرين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن عند الحاجز الخراساني بشارع قصر العيني. وقال رئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة "قيام بعض المتظاهرين برشق قوات الشرطة بالحجارة وإطلاق الرصاص عليهم يؤكد عدم سلمية المظاهرات التي دعت لها جبهة الإنقاذ، ولا يمكن اعتبار حرق محكمة الإسكندرية وقطع الطرق وتعطيل المترو، والدعوة لإسقاط النظام وانتهاج العنف من قبيل المظاهرات السلمية". وأضاف "الحقيقة التي يجب ألا يغفلها كل من يسعى إلى تغيير النظام عن طريق العنف والانقلاب على الشرعية أو افتعال حالة من الفوضى أو قتل الرئيس أو صناديق الموتى إنه لو حدث ذلك فإن الصناديق ستتسع للجميع، ولا بد من التسليم بالخيار الديمقراطي والعمل السلمي إذا أردنا تحقيق الوطن الذي نحلم به". إلى ذلك قال رئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني "من حق الجميع أن يحتفي بطريقته بذكرى الثورة، سواء بالتظاهر السلمي الذي هو حق كفله الدستور، أو بالأعمال التنموية، ولكن ليس من حق أحد أن يمارس العنف أو يخرب منشآت الدولة وممتلكات المصريين تحت أي مبرر، فالشعب قام بثورة 25 يناير ليؤسس دولة الحريات والقانون، ولا أتصور أن هناك من يقبل بالفوضى وإراقة الدماء".