انطلقت مظاهرات حاشدة من عدة مساجد بالقاهرة عقب صلاة الجمعة أمس، واتجهت إلى ميدان التحرير، حيث خرجت مسيرة من مسجد مصطفى محمود بضاحية المهندسين يقودها بعض قيادات جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة لنظام الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان، أبرزهم الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحي، وتزامنت مع مسيرة انطلقت من مسجد الفتح بقلب العاصمة إلى ميدان التحرير، وأخرى من حي إمبابة الشعبي، ومسيرة من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة يقودها أنصار حزب «مصر القوية» وتجمعت المسيرات في ميدان التحرير، في حين توجهت المسيرات التي خرجت من مساجد مصر الجديدة «شرق القاهرة» إلى محيط القصر الرئاسي «الاتحادية» وزاد عدد الخيام أمام القصر الرئاسي في إشارة إلى رغبتهم في الاعتصام بمحيط القصر. وعلى صعيد متصل خرجت مسيرات مماثلة من معظم المساجد الكبرى بعواصم المحافظات، كان أكبرها مسيرات محافظتي الإسكندرية والسويس، وأصابت تلك المسيرات الشوارع المصرية بالشلل التام. من جانبها أعلنت أحزاب وقوى التيار الإسلامي عدم مشاركتها في المظاهرات، وفى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية، وأحزاب الحرية والعدالة، والبناء والتنمية، والنور، بينما أعلن حزب الحرية والعدالة عن اعتزامه زراعة عدد كبير من الأشجار كأفضل احتفال بذكرى الثورة من جهة ورمز لدرء الفتنة من جهة أخرى. بينما احتشد المئات من التيارات الإسلامية ظهر الجمعة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة 6 أكتوبر»غرب القاهرة» لإحياء ثورة 25 يناير،معلنين وقوفهم بقوة ضد جميع محاولات إجهاض الثورة أو تشويهها أو القيام بأعمال بلطجة وترويع للمواطنين أو النيل من أمن وسلامة البلاد، مطالبين خلال وقفتهم بتطهير جميع المؤسسات وعلى رأسها الإعلام، ومؤسسة القضاء، وحماية الشرعية من أجل استقرار البلد واستكمال أهداف الثورة، إضافة إلى ضرورة محاكمة قتلة الثوار والقصاص العادل وإلغاء الأحكام العسكرية السابقة الصادرة في حق المدنيين. وفى سياق متصل توافد شباب الإخوان إلى مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر «شرق القاهرة» للرد على أي محاولات لاقتحام قصر الرئاسة من قبل متظاهرى الأحزاب المدنية. ومن الأزهر خرج المئات من المصلين في مسيرة إلى التحرير للمطالبة ب»إسقاط النظام». وردد المشاركون هتافات من بينها: «ارحل» و «الشعب يريد إسقاط النظام» ورفع بعضهم المصحف الشريف والصليب، تأكيدًا على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط. من ناحية أخرى وفي إطار التصعيد من قبل المعارضة ورفع سقوف مطالبها، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني أنها تنوي الاعتصام في ميدان التحرير، والاستمرار في التظاهرات السلمية حتى تحقيق أمر من اثنين، إما استكمال مسار الثورة، أو رحيل النظام. وفى ميدان التحرير حجبت اللافتات الموجودة به ضوء الشمس عن أرض الميدان، بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، حيث عادت من جديد ملايين حناجر المصريين ليسمع صوتها في سماء الميدان، وحملت مطالب المتظاهرين أبرزها: «لا للنائب العام، لا للمرشد، لا للمحاكمات العسكرية، حد أدنى للأجور، الدين لله والوطن للجميع، الشعب يريد إسقاط النظام، عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية، دستور مصر لكل المصريين، يسقط دستور الإخوان، لا لأخونة الدولة». وفى الإسكندرية»300 كم شمال القاهرة» استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع عندما حاول البعض إحداث إتلاف في بعض المنشآت العامة، بعد أن أدوا صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم، وردد المتظاهرون هتافات: دستور إخوان باطل، وغلاء أسعار باطل وعصام العريان باطل وخيرت شاطر باطل. ورفع المتظاهرون صور الشهداء وأعلام مصر، وطالب هيثم الحريري، أحد الداعين للمسيرة، بضرورة إلغاء المواد المختلف عليها من الدستور وإلغاء قرارات زيادة الأسعار.