اشتعلت ميادين مصر بمختلف المحافظات بمظاهرات الغضب والاشتباكات بين المتظاهرين والأمن فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، حيث شهدت أحداث عنف مؤسفة ، أدت لوفاة 6 محتجين بالسويس فى حصيلة غير مؤكدة واصابة اكثر من 300 حالة بالقاهرة والمحافظات فيما تحدثت مصادر اخرى فى وقت سابق عن وفاة شخص واحد. ففي ميدان التحرير تعالت أصوات الآلاف المطالبة بإسقاط النظام ،مرددين هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و»يسقط يسقط حكم المرشد»،وأدت سخونة الأحداث فى شارع الشيخ ريحان وشارع يوسف الجندى المؤديان لمبنى وزارة الداخلية فى ظل إصرار المتظاهرين على الاشتباك مع قوات الأمن التى لم تتوقف عن إطلاق قنابل الغازات المسيلة للدموع،سقوط عشرات المصابين باختناقات وكسور وجروح قطعية من جراء التراشق بالحجارة والطوب مع قوات الأمن ..فيما اشتبك المتظاهرين مع قوات الأمن المتمركزة خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي تقع به عدة مؤسسات من بينها مقر مجلس الوزراء ومقري مجلس الوزراء والشورى،وسط تزايد حالات الإغماءات والإصابات ،بسبب حالات التدافع بين المتظاهرين، وتأثير قنابل الغاز المسيلة للدموع ،ووقع انفجار مدوى فى المنطقة المحيطة للجامعة الأمريكية بوسط القاهرة إثر إلقاء عدد من المتظاهرين المتواجدين أنبوبة بوتاجاز سقطت داخل مدرسة «الحوياتى» خلف الجامعة الأمريكية، أحدثت انفجارا بالمنطقة وهرعت سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق فى محاولة للسيطرة على النيران ،فيما شهد مبنى وزارة الخارجية مصادمات بين الأمن والمتظاهرين فى محاولة منهم اقتحام المبنى ، وقام البعض بإشعال إطارات السيارات وإلقائها على الباب الرئيسي للوزارة،و قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم،بعد محاولة فاشلة من المتظاهرين الغاضبين اقتحام مبنى ماسبيرو،حيث حاصر المئات من الشباب المبنى اعتراضاً على سياسة التليفزيون المصرى ،مرددين هتافات منها « الشعب يريد إسقاط النظام» ، و» الشعب يريد تطهير البلاد»،ثم قاموا بقطع كوبرى أكتوبر ،ثم قاموا بالنزول في شكل تشكيلات ثم تجمعوا مرة أخرى أمام مبنى ماسبيرو لمحاصرته وقاموا بقطع الطريق أمامه ،من جانبها أطلقت قوات الأمن والحرس الجمهورى المكلفة بتأمين مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وابلاً من القنابل المسيلة للدموع، على المتظاهرين الذين حاول عدد منهم تحطيم الأبواب واقتحام المبنى.على صعيد الأوضاع فى الاتحادية فقد نجحت قوات الأمن فى إحباط مخطط آخر لاقتحام القصر الجمهورى ومنعت المتظاهرين من التقدم إلى محيط القصر بإطلاق وابل من الغازات المسيلة للدموع مما أدى لتراجع المتظاهرين وسط حالة من الكر والفر استمرت طويلا،واندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والأمن ،وسجلت عدة إصابات وحالات اختناق جراء استخدام الأمن للقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين . إلى ذلك قام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقرات الإخوان فى عدد من المحافظات وإشعال النيران فيها منها الإسماعيلية ودمنهوروالمنيا ، ومحاولات اقتحام مقر حزب الحرية والعدالة بحدائق القبة وبالدقهلية والسويس، كما تم اقتحام موقع جماعة الإخوان المسلمين الرسمى «إخوان أون لاين بمنطقة سوق التوفيقية بوسط البلد من قبل مسيرة بها مجموعة من الشباب الملثمين ، وألقوا بأجهزة الكمبيوتر ومحتوياته من الطابق الثالث في الشارع. من ناحية أخرى فقد قامت مجموعات الألتراس والبلاك بلوك باحتلال مترو الأنفاق وإيقاف الحركة به بالكامل بعد أن اقتحموا محطة أنور السادات ومنعوا القطارات من التحرك ،وسعت عناصر مجهولة لنهب محتويات محطة السادات . من جانب آخر شهدت خطوط السكك الحديدية ارتباكاً،بعد قطع محتجين عدداً من الخطوط في الدلتا والصعيد، حيث أدت مظاهرات واشتباكات في محطة قطار الزقازيق، إلى قطع شريط السكة الحديد, كما تم إيقاف قطار المحلة القاهرة وتم قطع السكة الحديد القاهرة إسكندرية في محطة كفر الزيات ،كما أدى تجمع العشرات من المعارضين أعلى شريط السكة الحديد بمحافظة بني سويف إلى توقف خط سير قطارات الوجه القبلي.وعلى صعيد العنف فى المحافظات شهدت الإسكندرية اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام مجمع المحاكم، بإطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين، الذين ردوا بدورهم بالحجارة ،وخلفت عشرات المصابين. وشهدت السويس أول حالة وفاة لأحد المصابين، خلال الاشتباكات التي شهدتها المحافظة بين المتظاهرين وقوات الأمن، في محيط مبنى محافظة السويس بطلق ناري بالقلب ،فى محاولات المتظاهرين اقتحام مبنى المحافظة ورد الأمن باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.كما قام متظاهرو الاسماعيلية الذين تعدى عددهم ال 10 آلاف متظاهر بإشعال النيران بديوان عام المحافظة وقاموا بإلقاء الحجارة على الزجاج الخارجى وأغلقوا الطريق التجارى تماما .كما ألقوا القنابل المسيلة للدموع على مكتب الاستقبال بديوان عام محافظة الإسماعيلية وقاموا بإضرام النيران به واقتحموا المبنى .وكانت قد انطلقت مظاهرات حاشدة من عدة مساجد بالقاهرة عقب صلاة الجمعة أمس، واتجهت إلى ميدان التحرير، حيث خرجت مسيرة من مسجد مصطفى محمود بضاحية المهندسين يقودها بعض قيادات جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة لنظام الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان، أبرزهم الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحي، وتزامنت مع مسيرة انطلقت من مسجد الفتح بقلب العاصمة إلى ميدان التحرير، وأخرى من حي إمبابة الشعبي، ومسيرة من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة يقودها أنصار حزب «مصر القوية» وتجمعت المسيرات في ميدان التحرير، في حين توجهت المسيرات التي خرجت من مساجد مصر الجديدة «شرق القاهرة» إلى محيط القصر الرئاسي «الاتحادية» وزاد عدد الخيام أمام القصر الرئاسي في إشارة إلى رغبتهم في الاعتصام بمحيط القصر. وعلى صعيد متصل خرجت مسيرات مماثلة من معظم المساجد الكبرى بعواصم المحافظات، كان أكبرها مسيرات محافظتي الإسكندريةوالسويس، وأصابت تلك المسيرات الشوارع المصرية بالشلل التام. من جانبها أعلنت أحزاب وقوى التيار الإسلامي عدم مشاركتها في المظاهرات، وفى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، والجبهة السلفية، وأحزاب الحرية والعدالة، والبناء والتنمية، والنور، بينما أعلن حزب الحرية والعدالة عن اعتزامه زراعة عدد كبير من الأشجار كأفضل احتفال بذكرى الثورة من جهة ورمز لدرء الفتنة من جهة أخرى. بينما احتشد المئات من التيارات الإسلامية ظهر الجمعة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة 6 أكتوبر»غرب القاهرة» لإحياء ثورة 25 يناير،معلنين وقوفهم بقوة ضد جميع محاولات إجهاض الثورة أو تشويهها أو القيام بأعمال بلطجة وترويع للمواطنين أو النيل من أمن وسلامة البلاد، مطالبين خلال وقفتهم بتطهير جميع المؤسسات وعلى رأسها الإعلام، ومؤسسة القضاء، وحماية الشرعية من أجل استقرار البلد واستكمال أهداف الثورة، إضافة إلى ضرورة محاكمة قتلة الثوار والقصاص العادل وإلغاء الأحكام العسكرية السابقة الصادرة في حق المدنيين. وفى سياق متصل توافد شباب الإخوان إلى مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر «شرق القاهرة» للرد على أي محاولات لاقتحام قصر الرئاسة من قبل متظاهرى الأحزاب المدنية. ومن الأزهر خرج المئات من المصلين في مسيرة إلى التحرير للمطالبة ب»إسقاط النظام». وردد المشاركون هتافات من بينها: «ارحل» و «الشعب يريد إسقاط النظام» ورفع بعضهم المصحف الشريف والصليب، تأكيدًا على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط. من ناحية أخرى وفي إطار التصعيد من قبل المعارضة ورفع سقوف مطالبها، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني أنها تنوي الاعتصام في ميدان التحرير، والاستمرار في التظاهرات السلمية حتى تحقيق أمر من اثنين، إما استكمال مسار الثورة، أو رحيل النظام.