في مقال للزميل عبدالسلام الوايل في صحيفة الشرق بعنوان دبي مدينة الفوضى. كتب ليهذي (هكذا وصف المقالة) وهو ينقل لنا صورة لمطاراتنا وأسواقنا ونحن في التعامل مع ما حولنا وتعامل الآخرين معنا. آلمني ما لم يكتبه الوايل لأني أعرفه جيداً هناك في دبي وفي الشارقة وأبوظبي. كتب بين السطور عن انعدام صور طبيعية للحياة بما فيها أنظمة وقوانين وتنوع انساني عجيب فيه الصالح والطالح. وقد يكون استخدامك لعقلك عارا واستخدامك لرأيك خزيا.. أما العيب فقوائمه طويلة وكل هذا يقترب من إطار الدين ولا يمس منه إلا الظاهر أما العمق فشتان بينهما. ولا ندري متى وكيف نفهم ونعي ونتبدل ونثق ونقدم الخير على الشر ونطلق نوافير الحب من قلوبنا تجاه كل شيء في هذه الحياة ليكون هو العلاج.كتب صورة معاكسة تماماً لدبي وحياتها وحياة الآخرين فيها. كتب ليقول إن هناك من يعيش ليأكل خاصة عندما تكون المطاعم هي وسيلة من وسائل الترويح عن النفس وتحدث عمن يأكل ليعيش يعمل ويمارس الرياضة ويزور في أول المساء معرضاً فنياً وفي المساء حفلة موسيقية.. كتب عن كابوس يطبق على العقول والأجساد فيحولها إلى آلات تعمل بكره وعن أشخاص تلوذ إلى منازلها على مضض ربما منذ الثالثة بعد العصر وحتى صباح الغد لأنها لا تجد ما تفعله ومن يخرج سيذهب إلى حيث الاقتيات على لحوم البشر في الدواوين أو اللف والدوران على غير هدى في الأسواق وكتب عن الحجر الذي يمارس ضد الحياة فلا يتبقى منها إلا القليل القليل بألف حجة وحجة وكل هذا في النهاية يمول النفوس بالكره والحقد والنفور والتحدي الأهوج وهو تحد متنوع الاتجاهات فللصغار نوع وللشباب نوع آخر وللناضجين أنواع أخرى. هذا ليتحدى المدرسة وذاك ليتحدى القانون وآخر يتحدى القيود وثالث يتحدى السارق الذي سبقه. إن غياب الحياه عن عالمهم يجعلهم يقتاتون على أنفسهم بالسخرية وبجلد ذواتهم وبالجريمة.. جريمة الأخلاق التي تنتهك آناء الليل وأطراف النهار في كل اتجاه. وجريمة القسوة في التعامل مع الجمادات والأحياء. فيتحول كل شيء إلى مجرد بقايا.. بقايا حياة وبقايا ناس وبقايا أخلاق وبقايا حب وبقايا رحمة. غابت أو كادت أن تغيب كل القيم والأخلاق الحميدة وحضر الصراع على العيب والعار والخزي وحتى هؤلاء اختلفت موازينهم فلم نعد نعرف ما هم وكيف يتحقق كل واحد منهم. وقد يجتمع الثلاثة في وجود جنس بشري يسمى امرأة. ينام القوم وينهضون على طريق البحث عن وسيلة للتواصل معها ويتساءلون (أيمسكه على هون أم يدسه في التراب)!! (ألا ساء ما يحكمون) يقاومون الفتنة بها.. ويقضون على الفتنة بها! ينصبونها ملكة وينزعون منها العقل بل وربما النطق في بعض الحالات. وقد يكون استخدامك لعقلك عارا واستخدامك لرأيك خزيا.. أما العيب فقوائمه طويلة وكل هذا يقترب من إطار الدين ولا يمس منه إلا الظاهر أما العمق فشتان بينهما. ولا ندري متى وكيف نفهم ونعي ونتبدل ونثق ونقدم الخير على الشر ونطلق نوافير الحب من قلوبنا تجاه كل شيء في هذه الحياة ليكون هو العلاج. Twitter: @amalaltoaimi