ما كان يوما حلماً أصبح اليوم حقيقة، وما بدأ كمبادرة أصبح نموذجاً ناجحاً في رعاية الأيتام، ومع كل طفل ينعم بأسرة تحتضنه وتحتويه تزداد قناعتنا بأن الخير لا حدود له، وبأن المجتمع السعودي قادر على إحداث تغيير إيجابي نحو الفئات الأكثر حاجة. قبل سنوات كانت جمعية الوداد لرعاية الأيتام تحمل حلما كبيراً؛ بأن ينعم كل يتيم فاقد للرعاية الوالدية بحياة مستقرة داخل أسرة محتضنة يرتبط بها ارتباطاً شرعياً من خلال الرضاعة، لتمنحه الود والاهتمام اللذين يحتاجهما؛ فينشأ في بيئة أسرية تعزز نموه النفسي والاجتماعي، واليوم ومع الجهود المستمرة والدعم المجتمعي أصبح هذا الحلم واقعاً ملموساً، حيث نجحت «الوداد» في ظل الدعم السخي من ولاة أمرنا –حفظهم الله- وتمكين حكومتنا الفاعلة، في إحداث تغيير جذري في مفهوم رعاية الأيتام. كان الهدف واضحاً منذ البداية بأن يكون لكل طفل يتيم فاقد للرعاية الوالدية أسرة تمنحه الحنان بعيداً عن دور الإيواء التقليدية، لكونه يمنحهم فرصة للعيش داخل كيان أسري متكامل، ويجنبهم آثار العزلة التي قد تنشأ عن الرعاية في الدور، مما يسهم في تنشئته بطريقة أكثر استقراراً وأماناً، ومع حلول شهر رمضان المبارك تكثف الجمعية جهودها بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية احتضان الأيتام، وتشجيع الأفراد والمؤسسات على المساهمة في كفالتهم ورعايتهم. إن تحقيق هذا الحلم لم يكن ليتم لولا دعم الجهات الإشرافية وتكاتف الجهود المجتمعية، فالاحتضان مسؤولية مشتركة تحتاج إلى وعي ودعم من الأفراد والمؤسسات، واليوم ومع نجاح نماذج عدة قدمتها «الوداد» أصبح من الضروري مواصلة المسيرة لضمان استدامة هذا المشروع الإنساني. إننا في جمعية الوداد لرعاية الأيتام وبمساندة الجميع مستمرون في تحقيق المزيد من الأحلام، لأن كل يتيم يستحق أن ينعم بحياة كريمة بين أحضان أسرة تغمره بالحب، فشكراً لكل من ساهم في جعل هذا الحلم واقعاً وما زال الطريق مفتوحاً لمن يرغب في أن يكون جزءًا من هذه الرحلة الإنسانية العظيمة عبر موقع الوداد .