بداية كتهيئة للموضوع لنناقش الأسئلة التالية : 1-ما هي نظرة المجتمع للمرأة؟ 2-أين تقع المرأة في ثقافة المجتمع؟ 3-ما دور المرأة في الحياة؟ لا تذهب بعيدا في الإجابة ،كل يتغنى بحب ليلى .. لنعد إلى الثقافة السائدة ونسبر أغوار المجتمع الثقافية(الثقافة السائدة). أليست المرأة في نظر المجتمع (عار) أليست المرأة في نظر المجتمع (عيرة) قد ينكر البعض ما سبق من عبارات ويستهجنها ..لكن لنواجه بشيء من الصراحة والصرامة . عندما يتحدى شخص آخر يتفقان على أن من تخلف (مرة) يعني أن المرأة شيء دوني معاب . الأدهى من ذلك والأمر حينما تتردد على مسامعنا (أها مثل أمه)أو(مثل زوجته)عند الإشارة إلى التحقير والإزدراء . لن أزيد.. الأمثلة كثيرة ..مخجلة للأسف. من أين أتينا ؟ وكيف خلقنا؟ وأين خلقنا؟ علميا نصف الشخص من أمه والنصف الآخر من أبيه ..بحسب ثقافة المجتمع السائدة ...نصفنا معيب . الواحد منا يخلق في بطن أمه وينمو هناك ويمتص من خلالها غذاءه وهواءه وماءه ويولد وترضعه وتحمله وتعتني به إلى آخر المطاف ،ويخرج إلى الحياة..بحسب ثقافة المجتمع ،الرجل مخلوق من عار وتربى في عار ورضع من عار ...الخ . الخلاصة حينما نعيب المرأة فإننا نعيب أصلنا وسببا بعد الله في خلقنا . إذا نحن نعيب أنفسنا لأننا خلقنا من عيب ورضعنا عيبا... السؤال :ما الذي قاد هذا الفكر ليكون وضعا ثقافيا يسود الكثير من واقعنا؟ لقد كرم الله تعالى المرأة وخلقها نصف المجتمع وكل الآيات التي في القرآن الكريم والتي ورد فيها (يا أيها الناس- يا أيها الذين آمنوا - يا بني آدم - يا أيها الإنسان ...)تخاطب الرجل والمرأة على حد سواء. شرائع الدين المختلفة شرعت للرجال والنساء على حد سواء فلا توجد عبادات تخص صنفا دون آخر . الرجال والنساء في أحكام الشرع سواسية عدا ما نص الشارع عليه من اختلافات في جزئيات يسيرة. هل عادت الجاهلية مرة أخرى لتمتهن المرأة وتحقرها في عصر المعرفة والتنوير الفكري ؟ إننا نشعر بالحرج عند ذكر أسماء زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا والبعض يمكن أن يكذب دون أن يكشف عن أسمائهن ..لماذا؟ لأنهن عار لا يجب كشفه.. سبحان الله ..القرآن الكريم وهو كلام الله تعالى لم يتحرج من ذكر النساء بصيغ الأزواج والنساء والمرأة والأم والبنت...بل صرح بإسم مريم تصريحا في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن الكريم. أما أحدنا فيستحي أن ينادي زوجته باسمها في حضرة رجال آخرين ،ويتحرج ان تجلس بجانبه في مقدمة السيارة. لقد انتقلت الثقافة إلى المرأة وسادت أوساط النساء مقولات قديمة لا زالت تتردد (امرأة وأعزك الله)وساد مفهوم العار حتى جعل المرأة حبيسة لواقع ما انزل الله به من سلطان .فتجدها تتحرج من أن تمر من أمام الرجال وهي محجبة والبعض تتمنى أن تخسف بها الأرض ولا تقف هذا الموقف .و لايمكن أن تتحدث لرجال ولو شارفت على الهلاك ولن تطلب النجدة ولو كلفها ذلك حياتها وحياة أبنائها. السؤال هنا لماذا فرض الحجاب؟ وما الهدف السامي من فرضه؟ وما هو فهمنا للمدلول الشرعي للحجاب ؟ ثقافة غريبة عجيبة تعج بتناقضات شتى جعلت الرجل يرتكب جريمة فكرية بحق المرأة عابتها في نظره وكبلتها بقيود ما أنزل الله بها من سلطان ،حتى صدقت أنها عار في هذه الحياة وأنها عالة على الرجل ومصدر قلق دائم وخوف مستمر. للأسف هذا ما في جعبتنا من فكر جاهلي متخلف آن الأوان لنعرض ما لدينا على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله لنبقي ما يستلزم البقاء ونحرق ما يستحق الحرق .ولنخرج من سرابيل العادات والتقاليد المقيتة إلى حلل وديباج الدين الحنيف . وفق الله الجميع لكل خير . ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)