أربكت الأزمة القبرصية حركة أسواق المال خلال تداولات الأسبوع الماضي فقد شهدنا تذبذباتٍ حادة وفجوات سعرية كبيرة على عدة أزواج من العملات الرئيسية، كما أن أسواق الأسهم في أوروبا بدأت هي الأخرى بالتراجعات جراء مخاوف المتعاملين من تأثرها بالمشكلة الاقتصادية القبرصية والتي يلمّح البعض إلى أنه إن استمرت لأيام قليلة فسيكون خروجها من الاتحاد الأوروبي شبه حتمي، ولهذا الأمر آثاره السلبية على اليورو بشكل عام ولكن ما أود الإشارة إليه أنه وعلى الرغم من الدهاليز الكثيرة التي يسوق التحليل الأساسي متابعيه إليها إلا أنه الأفضل للمتعامل في هذه الحالات ألا يتعجّل في اتخاذ قراره أيام كان شكله والالتزام بقواعد التحليل الفني فهي من ترصد حركات كبار صُناع السوق ومحرّكيه وتحدد مناطق دخولهم وخروجهم، وعليه فإن الأفضل لهم ألا يدخلوا في تخبّطات انعكاسات القرارات التي سوف يتم اتخاذها من قِبل القائمين على السياسات النقدية الأوروبية ومدى قوتها وتأثيرها في حل المشكلة والكثير الكثير من التحاليل التي قد يراها كل واحد من خلال نظرته وخبرته وعمق تفكيره السياسي الاقتصادي وهو ما قد يصعب تواجده لدى المتعاملين البسطاء المبتدئين في العمل بأسواق المال. اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن ارتد اليورو مقابل الدولار الأمريكي من مستويات 1.2041 قبل تسعة أشهر من الآن انطلق الزوج في موجة صعود استمرت ستة أشهر، حيث كانت جميع الإغلاقات الشهرية لتلك الشمعات إيجابية إلى أن وصل في الشهر الماضي إلى مستويات 1.3710 والتي تعرض عندها لموجة بيع دفعته للتراجع وتحقيق إغلاق سلبي أولها على تراجع بلغت قيمته 518 نقطة وثانيها أن الإغلاق جاء دون مستويات الدعم الذي أصبح مقاومة بفعل الإغلاق والواقعة على مناطق 1.3170 المتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والموضّح بالرسم البياني المرفق. وهذا الإغلاق كان دافعًا كافيًا لبعض المتعاملين للاندفاع نحو البيع علمًا بأن افتتاح الشمعة الشهرية الحالية كان عند مستويات 1.3055 إلا أن الأسعار وصلت أعلاها عند 1.3133 أي بفارق 37 نقطة فقط عن مستويات المقاومة المذكورة أعلاه وقد فشل في الوصول إليها مما أدى إلى تهافت المتعاملين على البيع الأمر الذي أدى إلى تراجع الأسعار إلى مناطق 1.2843 في الأسبوع الأخير من التداولات، حيث قلص المتعاملون التراجعات بما يقارب المائة والأربعين نقطة قبل أن ينهي تعاملاته عند مستويات 1.2983 دولار لكل يورو. عندما ننظر إلى الرسم البياني الشهري لهذا الزوج نجد أن الأسعار الآن ذات الإطار في موجةٍ تصحيحيةٍ لموجة صاعدة انطلقت منذ بدايات العام 2002، واستمرت إلى أعلى قيمة تاريخية للزوج عند 1.6037 في منتصف العام 2008، والتي تعرض عندها لموجة بيع شديدة جدًا دفعت به للتراجع بشكل شرس للغاية ومنذ ذلك الحين والأسعار في مسار جانبي عريض ينتظر الانتهاء من الموجة الحالية لمعرفة الاتجاه القادم المجهول حاليًا والذي من الصعب بمكان التنبؤ به. اليورو مقابل الين الياباني لو عُدنا قليلًا للنظر في مسار أسعار اليورو أمام الين الياباني خلال الأشهر الثمانية الماضية سنجد أنه انطلق من مستويات 94.10 ين لكل يورو في بداية الفترة المذكورة، وحقق ستة إغلاقات شهرية إيجابية مخترقًا اثنتين من المقاومة الشرسة التي يأتي أولها مستويات 112 ينًا لكل يورو المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والأسبوعي وتليها مستويات 123 المتمثلة أيضًا بحاجز 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه، وقد ذهب مستمرًا في صعوده إلى أن وصل في شمعته الشهرية السابعة إلى مستويات 127.67 التي تعرّض عندها لموجة بيع دفعته للتراجع إلى مستويات ما دون الدعم (المقاومة التي تمّ اختراقها بإغلاق شهري عند مستويات 123.07) الأمر الذي أدى إلى عودتها كمقاومة حاول المتعاملون أن يصعدوا بالأسعار فوقها إلا أنهم لم يستطيعوا فعل ذلك، فكلما صعد السعر تعرّض لموجة بيع شرسة أعادته وهو أمر منطقي خصوصًا بعد أن صعد الزوج لما يزيد على 3300 نقطة دون أي تصحيح، وعليه فمن المتوقع أن يدخل الزوج بموجةٍ تصحيحية للصعود المذكور قد تكون أهدافه أحد مستويات متوالية، فيبوناتشي الحسابية من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي.. ومن الملاحظ أيضًا أن أسعار الأسبوع الماضي قد افتتحت على فجوة سعرية واضحة المعالم بلغت قيمتها 285 نقطة إلا أن السعر قد قام بإغلاقها خلال تداولات الأسبوع، ولكنه فشل في تجاوز مستويات إغلاق الأسبوع الماضي ولو بنقطة واحدة، وقد كانت فرصة جيدة للمتعاملين الذين راقبوا تعاملات الأسبوع الماضي بدخول بيعي على الزوج عند مستويات إغلاق الشمعة الأسبوعية الماضية؛ لأنه وغالبًا ما يحدث أن يتم إغلاق الفجوة ومن ثم الذهاب في اتجاهها ولكن على الرغم من هذه الفجوة إلا أن الزوج استطاع على إطار الشمعة الأسبوعية أن يحقق مكاسب بلغت ثماني وتسعين نقطة إلا أنه لا يزال دون مستويات المقاومة الرئيسية المذكورة أعلاه، ويجب أن يكون المتعامل أكثرًا حذرًا أثناء اتخاذ أي قرار استثماري خصوصًا في ظل سلوك الزوج الأخيرة خلال الفترة الأشهر الماضية. الذهب استطاعت أسعار الذهب تحقيق ثالث إغلاق إيجابي أسبوعي على التوالي بعد أن ارتدت أسعار أونصة الذهب من مستويات 1555 قبل عدة أسابيع، حيث تعرّض لموجة شراء دفعته عاليًا إلى أن وصل إلى مستويات 1619 قبل أن يرتد أيضًا ويسير في مسار جانبي طيلة الأسابيع الأربعة الماضية ولكن الإغلاق الإيجابي المذكور أعلاه يعطي انطباعًا جيدًا، حيث يعكس إصرار المتعاملين على الشراء واستهداف مستويات المقاومات واحدة تلو الأخرى وأولها مناطق 1627 دولارًا المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والذي يعتبر حاجزًا مهمًا يقبع خلفه الكثير من أوامر وقف الخسارة لعقود البيع التي تفعّلت بعد أن تمّ كسر المستوى حين كان دعمًا.. إن حصيلة تداولات الذهب خلال الأسبوع الماضي كانت مكاسب بلغت قيمتها عشرة دولارات فقط، وهو ما يعكس التذبذب السعري الذي تسير به الأسعار خلال أيام الأسبوع الماضي، حيث كان واضحًا مدى ضبابية الاتجاه وحيرة المتعاملين الأمر الذي أدّى لأن تكون تداولات الأسبوع يومًا صاعدًا وآخر هابطًا وهكذا، وعليه فإن البيع والشراء عند هذه المستويات يعتبر تصرّفًا خاطئًا بكل المقاييس وأعتقد إن اضطر المتعامل أن يدخل في عقود على الذهب فالأفضل له أن يفكر في البيع ولكن من مستويات المقاومات الحقيقية والرئيسية مع التأكيد على أهمية وضع أمر وقف الخسارة على بعد دولارات قليلة من مستوى الدخول.