لايزال البعض من المتعاملين متخوفين من التعامل مع أسواق المال من خلال التحليل الفني الذي يثبت يوما بعد يوم أن كبار صناع السوق ومحركيه يعتمدون على وضع أوامرهم الشرائية والبيعية بناء عليه وإلا لما كنا رأينا أن الأسعار ترتد من مستويات دعم ومقاومة رئيسية وبعدد نقاط يصل أحيانا إلى التطابق أو بفارق نقطة أو نقطتين فكم رأينا أزواجا ارتدت أسعارها من أحد مستويات فيبوناتشي وكم انعكست أسعار وبدأت موجات انعكاسية بعد أن تشكل نموذج Failure Swing أو Double Bottom أو غيرها من النماذج وعلى الرغم من ذلك فلا يزال الكثير من المشككين في هذا النوع من التحليل رغم كل الإثباتات التي تم تقديمها. بأي حال فما أريد التأكيد عليه مجددا أن هذا النوع من التحليل لا يلغي الآخر بل هو مكمل له رغم امكانية الاعتماد عليه فقط والخيار الأفضل بأي حال هو اكتشاف الاتجاه الرئيسي من خلال التحليل المالي والأساسي وتحديد أفضل أماكن الدخول والخروج من خلال التحليل الفني. اليورو مقابل الإسترليني بعد أن صعد الزوج من مستويات 0.6534 في بداية العام 2007 منطلقا إلى مستويات القمة الكبرى عند مناطق 0.9802 في الشهر الأخير من العام 2008 دخل اليورو في موجة تصحيحية واسعة النطاق أمام الجنيه الاسترليني حيث وصلت منذ بداية العام 2009 إلى يومنا هذا إلى مستويات الدعم الرئيسي الواقع على حاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والواقع على مستويات 0.7782 والتي ارتد منها قبل أربعة أشهر من الآن وحافظ حينها على تلك المستويات التي كانت دافعا للمتعاملين للدخول الشرائي الذي نتج عنه صعود الشمعتين الشهريتين الماضيتين إضافة إلى الشمعة الشهرية الحالية التي نحن بمنتصفها والتي تستهدف مبدئيا مستويات المقاومة الأولى له عند 0.8168 الواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فلابد من الانتباه جيدا أثناء الدخول الشرائي حيث إنه ابتعد قليلا عن أقرب مستويات دعم رئيسي وعليه فإن أمر وقف الخسارة سوف يكون بعيدا عن المستويات التي يجب أن يكون فيها وهو أمر يخالف أبسط مبادئ التعامل مع الأسواق من خلال التحليل الفني حيث إن القاعدة تقول إن الدخول الشرائي يجب أن يكون عند مستويات دعم والبيع من مستويات مقاومة رئيسية أو بالقرب منهم بعدد قليل من النقاط ليكون أمر وقف الخسارة ليس بعيدا عن مستويات الدخول وهو ما يحافظ مع الوقت على الحساب ويقلص من الخسائر بشكل كبير. الدولار مقابل الفرنك السويسري حافظ الدولار الأمريكي على مستويات الدعم الأول له أمام الفرنك السويسري الواقع على مناطق 0.9284 والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وذلك خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث افتتحت الشمعة الأسبوعية تداولاتها بيومين صاعدين وصعد باليوم الثالث إلى أن وصل إلى مستويات 0.9430 الذي تعرض عندها لموجة بيع كبيرة أعادت السعر إلى مستويات 0.9304 خلال الجلسات الثلاثة المتبقية إلا أنه قد قلص جزءا من تراجعاته قبيل الإغلاق الذي جاء عند مستويات 0.9331 لينهي بذلك أسبوعه على صعود بلغ عدد نقاطه 35 نقطة وهو أمر إيجابي حيث إن صمود مستويات الدعم الحالية يعطي دافعا للمتعاملين للدخول الشرائي الذي قد يستهدف مجددا مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند قمة الموجة الصاعدة الواقعة على مستويات 0.9970 ولكن الشرط الأساس هو المحافظة على مستويات الدعم الرئيسي المذكور حيث إن كسره يفتح باب الهبوط إلى مستويات الدعم الثاني حاليا والواقع على مناطق 0.8860 والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه. ما أود التأكيد عليه أن أي أمر شرائي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة دون مستويات 0.9237 وهي قاع الخمسة أشهر الماضية حيث إنها دعم كلاسيكي وقريب أيضا من المستوى الأول من متوالية فيبوناتشي الحسابية. الدولار مقابل الين أغلق الدولار الأمريكي أمام الين الياباني عند مستويات 78.38 بعد تداولات أسبوعية تراجع بها الزوج 26 نقطة فقط حيث إن الضغط البيعي لم ينفع كثيرا حيث إن المتعاملين على قناعة بأن الزوج يسير بمنحنى سعري يتشكل بعده عادة موجة صاعدة أي أن السنة الماضية وتداولاتها بالإضافة إلى اختراق خط الميل السعري الهابط والقادم من منتصف العام 2007 تصب في ترجيح تشكيل هذه الموجة والتي من المتوقع لها أن تستهدف ما لا يقل عن ألف نقطة بشكل مبدئي وعليه فإن أي أمر بيعي سيكون محفوفا بالمخاطر خصوصا وأن الأسعار قريبة من مستويات دعم رئيسي فضلا عن أن المؤشرات في مستويات التشبع البيعي وضعف الزخم البيعي يشجع المتعاملين على التوجه نحو الشراء ولكن ما ننصح به بشدة أنه على الرغم من ذلك فإن الأفضل أن يترافق أمر الشراء مع أمر لوقف الخسارة يقع دون مستويات الدعم الأول الواقع على مناطق 77.12 والتي تعتبر قاع الثمانية أشهر الماضية ولو ببضع نقاط تحسبا لأي انزلاق سعري قد يحدث فيما لو تم كسر هذه المستويات. إن ثبات المستويات الحالية يعطي ترجيحا لبدء موجة الصعود التي سوف تستهدف عدة مستويات يأتي أولها عند مناطق 84.16 والتي تعتبر قمة ال 2012 والتي إن اخترقها السعر سوف تفتح أمامه باب الصعود إلى مستويات المقاومة التالية عند 87.09 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري وعليه فإن الشراء يعتبر الخيار الأفضل بأي حال. حالة الذهب انخفضت أسعار أوقية الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بما مقداره 26 دولارا وهو ما نسبته 1.4 بالمائة من سعر افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مستويات 1780 دولارا والتي تعتبر أعلى سعر فيها حيث بدأ انخفاضه منها بشكل مباشر ومنذ الافتتاح متوجها إلى مستويات الدعم الأول الواصل بين آخر قمتين والذي تم اختراقه خلال تداولات الشهر الماضي وتحول من مقاومة إلى دعم بفعل الاختراق إلا أنه استطاع رغم ذلك كبح هبوط الأسعار في اليوم الأول ولكن اليوم الثاني كان كفيلا بوضع النقاط على الحروف على المدى البسيط حيث تم كسر الدعم والإغلاق أدناه وفي اليوم الثالث فشل السعر في العودة أعلاه وحافظ لليوم الثاني على التوالي على إغلاقه دون تلك المستويات ولكن أظهرت التداولات في ذلك اليوم أن المشترين كان لهم وجود لا بأس به على التداولات وهو ما ساعد في كبح الهبوط وارتداد السعر لأعلى قليلا مما أعطى باقي المتعاملين تحفيزا للشراء وهو ما دفع بالأسعار في اليوم الرابع للصعود والوصول إلى مستويات 1774 دولارا إلا أنه تعرض كذلك لموجة بيع شديدة أعادته إلى مستويات قريبة جدا من مستويات الدعم وهو ما أربك الجميع رغم وضوح الاتجاه منذ بداية الأسبوع وأدى إلى تخلي المشترين عن عقودهم الأمر الذي دفع بالأسعار لتهبط إلى مستويات 1752 دولارا قبل ارتداده قليلا قبيل الإغلاق لينهي تعاملاته عند مستويات 1754 دولارا لكل أوقية والقريبة من مستويات الدعم الأول الواقع على مناطق 1745 دولارا والمتمثلة بأعلى سعر إغلاق شهري خلال الاثني عشر شهرا الماضية وبكل حال يجب الانتباه جيدا أثناء التداول في الذهب حيث من المحتمل أن تنخفض أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة وقد ترتفع حيث إن أسعاره تعتمد بشكل رئيسي على العرض والطلب الذي يرتفع وقت الأزمات برغبة من المتعاملين لحماية أموالهم بتحويلها إلى أصول حيث من الممكن أن تفقد العملة الكثير من قيمتها لو تعرضت البلد صاحبة تلك العملة لأي أزمات اقتصادية ضخمة.