لا تزال الأزمة الأوروبية الشرسة تخيّم بظلالها على الكثير من دول العالم بحكم الارتباط ولكن الأمر الذي يحتاج تفسيرًا حقيقيًا يتمثل في سؤال واحد: هل تمّ تحميل الأزمة الأوروبية أكبر من حجمها؟ فكما نرى أن فئة كبيرة من المتعاملين البسيطين إلى المحترفين إلى المحللين يجيبون عند أول سؤال عن أي أزمة داخل أي بلد عن أنها ارتداد للأزمة الأوروبية. ولا يمكن نكران أن لهذه الأزمات ارتدادات في الكثير من الأسواق حول العالم ولكن ليس إن ارتفع سعر الخبز في مدينة بأفريقيا فالسبب يلقى بشكل مباشر على الأزمة الأوروبية.. إلى متى سوف نبقى نتلقى المعلومات من الغير الذين لا يعي بعضهم ما يقول؟ اليورو مقابل الدولار أغلق اليورو آخر تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 1.2298 والتي تقع أعلى من مستويات الدعم الرئيسي الأول له أمام الدولار الأمريكي بثماني نقاط فقط، حيث إن مستوى الدعم المذكور يقع عند مستويات 1.2290 والذي يتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والموضحة بالرسم البياني المرفق، ولكن الإغلاق الأسبوعي قد يعطي انطباعًا إيجابيًا إلا أن إغلاق الشمعة الشهرية هو الحكم في الأمر، حيث إن لنهاية تلك الشمعة يومين من التداولات ولا أحد يعلم ماذا يحدث بهما، وبأي حال فإن وصول الزوج إلى مستويات 1.2041 والتي ارتد منها سريعًا لم تكن من فراغ بل كانت على مقربة من مستويات الدعم الرئيسي المتمثل بخط الدعم الواصل بين قاع العام 2005 وقاع العام 2010، والتي تأتي نقطة تلامسه مع السعر في الشمعة الشهرية الحالية عند مستويات 1.1986، وعليه فإن أي أمر شرائي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة أسفل هذا المستوى تحسبًا لأي انزلاقات سعرية نتيجة كسر هذا المستوى، حيث من الممكن أن ينخفض السعر بشكل مباشر لمائة نقطة وتحديدًا عند مستويات 1.1876 والتي تعتبر قاع العام 2010 وثاني دعم رئيسي حالي والتي إن كسرها أيضًا فسوف تفتح الباب على هبوط آخر يستهدف مستويات الدعم التالي المتمثل بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة المذكورة أعلاه والواقعة على مناطق 1.1410 دولار لكل واحد يورو. الدولار مقابل الفرنك السويسري وصل الدولار الأمريكي إلى هدفه المرصود منذ فترة طويلة تجاوزت الأشهر وذلك أمام الفرنك السويسري حين قلنا إنه ينجح تباعًا إلى أن يصل إلى مستويات المقاومة الشرسة عند 0.9946 والواقعة على حاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي وهو فعلًا ما حدث خلال تداولات الأسبوع الماضي، حيث وصل إليها وتجاوزها ببضع نقاط وتحديدًا إلى مستويات 0.9970 قبل أن يتعرّض لموجة بيع ليست ببسيطة الأمر الذي أدى إلى تراجع الزوج بشكل واضح ومتسارع إلى أن وصل في اليوم الأخير من التداولات إلى مناطق 0.9693 قبل أن يرتد في الساعات الأربع الأخيرة من التداولات ليغلق أسبوعه عند مستويات 0.9763 دولار لكل فرنك سويسري واحد. أما عن الأسبوع القادم فالتوقعات مختلفة والمتعاملون في حيرة من أمرهم، حيث إن الأسعار في اتجاه صاعد وأسفل مقاومة مهمة والدخول بكل الأحول عند هذه المستويات يعتبر خطأ تداوليًا كبيرًا، حيث إننا إن اشترينا هنا فسنكون اشترينا دون مقاومة شرسة وإن بعنا فسنكون عكس التيار إلا أنه التصرف الأفضل كوننا دون مستويات المقاومة والتي يجب أن يكون خلفها مستويات وقف الخسارة التي سوف تقوم بحماية الحساب من التبعثر جراء أي انفلات سعري وجراء اختراق هذه المقاومة.. أما إن اخترق السعر مستويات المقاومة الحالية وأغلق شمعة أسبوعية أعلاها فسيتحوّل عقد الدخول إلى عقد شرائي هدفه مستويات 1.0928 ووقف خسارته دون مستويات الدعم الأول حينها. حالة الذهب ارتدت أسعار أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بشكل لافت إلى أن وصلت إلى مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند مستويات 1627 دولارًا للأونصة والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تمّ كسرها قبل حوالي اثني عشر أسبوعًا ولا يزال يترنح بينها كمقاومة وبين مستويات 1523 دولارًا أيضًا والتي تعتبر مناطق الضلع السفلي للمسار الجانبي الذي سار به الذهب لعام كامل وكانت بالإضافة إلى ذلك مستوى الدعم الذي كبح هبوط السعر أكثر من ذلك جراء تراجع أسعاره بعد أن فشل في تجاوز مستويات القمة الكبرى والتي تقع عند مناطق 1920 دولارًا، ومن خلال تداولات الأسبوع الماضي نجد أن السعر وصل إلى مستويات 1629 دولارًا قبل أن يرتد قليلًا ويغلق عند مستويات 1623 دولارًا ليكون بذلك قد حقق مكاسب خلال الأسبوع تبلغ تسعة وثلاثين دولارًا في كل أونصة وهو ما نسبته 2.4 بالمائة من سعر افتتاحه عند مستويات 1584 دولارًا ويدفع هذا الإغلاق وعلى هذه المقربة من المقاومة للحيرة في اتخاذ قرار البيع تحديدًا، حيث إن الشراء لا يمكن أن يكون عند هذه المستويات كوننا دون مقاومة رئيسية وهذا مخالف لقواعد التحليل الفني وقواعد التداول بناء عليه.. إن الأفضل على الكثير من الأصعدة التريث في اتخاذ أي قرار قبل أن تتضح الصورة أكثر وذلك من خلال نموذج انعكاسي واضح يعطي رؤية جيدة ليبني عليها المتعامل قراره بشكل صحيح.