[Decrease font] [Enlarge font] رغم الصبر والحرص الذي يجب أن يتحلى به المتعامل في أسواق المال إلا أنه يجب أن يكون قادرًا على اتخاذ قرارات لا تتماشى مع عواطفه كالتي يقرر بها الخروج من السوق بخسارة في حال انعكاس الاتجاه، إلا أنني أنظر للأمر بطريقة عملية بحتة تتمثل في ترك العقد وعدم التدخل شريطة أن يكون الدخول مبنيًا على أسس علمية مترافقًا بأمر لوقف الخسارة دون دعم قوي أو أعلى من مقاومة شرسة وأن يكون الدخول قريبا جدا من تلك المستويات، حيث أنه غالبا ما يكون التقاط تلك الأوامر إشارة لانزلاقات سعرية تمتد لنقاط لا يحتملها الحساب وقد تصل لمئات النقاط في بعض الأحيان. ويعتقد البعض أن الأسعار سوف تعود إلى أسعار دخوله ويخرج دون خسارة إلا أن ذلك ليس منطقيًا، وتخمين ليس في محله حيث من الممكن جدًا ألا يعود إلا بعد تجاوز المستوى بمئات النقاط فهل يصمد الحساب لحين العودة؟ أليس من الأفضل عكس العقد والذهاب مع الاتجاه القادم وكسب تلك المئات من النقاط؟ وهل يستطيع المتعامل المبتدئ أن يصل لهذه المهارات في اتخاذ القرار السريع؟ هذه الأسئلة يجب على المتعامل أن يسألها لنفسه قبل أن يقدم على استخدام هذا الأسلوب في المتاجرة. اليورو مقابل الدولار افتتح اليورو يومه الأول من تداولات الأسبوع الماضي أمام الدولار الأمريكي بشمعة هابطة خسر بها الزوج 157 نقطة أغلق يومها عند مستويات 1.2481 إلا أن إغلاقه كان دون مستويات الدعم الرئيسي الأول الواقع عند مناطق 1.2521 المتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني اليومي كان مربكًا للمتعاملين الذين يراهنون على اتجاهه الصاعد الأمر الذي أدى إلى تدخلهم الشرائي مما دفع به خلال الأيام الأربعة التالية لتحقيق صعود وصل في نهايته إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مستويات 1.2655 القريبة جدًا من مناطق المقاومة الأولى له عند مناطق 1.2666 الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه، وعليه فإن استمر في تداولات الأسبوع القادم على ذات الزخم الصاعد فلن يكون مفاجئًا أن يخترق المقاومة المذكورة ويذهب إلى المقاومة التالية له عند مناطق 1.2784 الواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة أيضًا. ورغم ذلك كله، فلو نظرنا إلى الرسم البياني الشهري فسوف نجد أنه في موجة هابطة وما الارتفاع الحاصل سوى عملية تصحيحية للهبوط السابق وقد تستهدف الارتفاعات الحالية مستويات المقاومة الواقعة عند مناطق 1.2912 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة ولكن على الإطار الزمني الشهري والتي كانت بدايتها عند مستويات 1.4939 والمستمرة إلى قاع الشهر الحالية عند مستويات 1.2286 وعليه فإن أي أمر بيعي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة أعلى من المستويات المذكورة كنوع من المحافظة على رأس المال من الضياع. الإسترليني مقابل الدولار بعد أن شاهدنا جميعًا قوة هبوط الشمعة الشهرية الماضية على زوج الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي اعتقد الكثيرون أنه ومع افتتاح الشمعة الشهرية الحالية فإن الزوج سوف يكسر مستويات الدعم الرئيسي الواقع على مستويات 1.5309 والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والتي تعتبر أيضًا الضلع السفلي للمسار الجانبي الذي يسير به الزوج منذ اثنين وعشرين شهرًا والذي تتكدس أسفله الكثير من أوامر وقف الخسارة للعقود الشرائية الطويلة المدى وهذا ما دفع الكثير من المتعاملين للشراء مجددًا من ذات المستويات حالما عاد إليها للمحافظة على ذلك الدعم من الكسر، حيث إنه إن تعرض لذلك فإنه سيفتح الباب على مصراعيه للهبوط إلى مستويات أقلها مناطق 1.4550 أو إلى مستويات 1.4230 التي تعتبر قاع السنوات الثلاث الماضية ولكن ما حصل يتمثل في تدفق أوامر الشراء على الجنيه الاسترليني ساعده في ذلك أوامر البيع المركزة على الدولار الأمريكي أمام غالبية العملات الرئيسية إن لم يكن جميعها وهو ما أبقى على مستويات الدعم المذكورة على قيد الحياة إلا أنه ليس من المنطق أن نجزم على بقاء أو كسر ذلك المستوى ولكن الحكمة في ذلك أن نكون مع التيار الأساسي وليس ضده وما نراه هو أن يكون الدخول شرائيًا من مستويات الدعم المذكور يترافق مع أمر لوقف الخسارة دوّن بعدد من النقاط، حيث إن صمود الدعم يفتح المجال لصعود يستهدف مبدئيًا مستويات المقاومة الأولى عند مناطق 1.6427 المتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة سابقة الذكر والتي لا أعتقد بأي حال أن يصلها خلال تداولات الشهر الحالي، ولا ننسى أيضًا أن السعر يواجه مستويات مقاومة إضافية قريبة من ذات المستوى السابق والذي يتمثل بخط الميل السعري الواصل بين قمة العام 2009 وقمة العام 2011 والتي تأتي على مقربة من مستويات المقاومة المذكورة فيكون بذلك قد أضحى يواجه مقاومة شرسة من العيار الثقيل والذي يدفع اختراقها لحدوث انفجار سعري قد يصل لمئات النقاط. إن الزوج من أجمل الأزواج التي تسير وفق التحليل الفني وأكثرهم التزامًا بعد اليورو مقابل الدولار الأمريكي إلا أن السلبية الوحيدة لديه والتي يستحسنها الكثير من المتعاملين والمضاربين بوجهٍ خاص هي ارتفاع مساحة التذبذب السعري اليوم فقد يصل إلى مائتي نقطة كحركة يومية وهو أمر طبيعي لذا يجب أن يكون الدخول والخروج محسوبًا بدقة وإلا فقد تتعرّض المحفظة لخسائر كبيرة ويمكن أن تقود صاحبها للإفلاس. الدولار الأمريكي مقابل الدولار على الرغم من الصعود الكبير للشمعة الشهرية السابقة في زوج الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي والتي كسب بها ما قيمته 455 نقطة مغلقًا إياها فوق حاجز المقاومة الرئيسي الأول الواقع على مستويات 1.0304 المتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري وذلك بعشرين نقطة، حيث إن إغلاقه جاء عند مستويات 1.0324 نقطة ولكن ذلك لم يكن شفيعًا بما يكفي لمتابعة الصعود منذ الافتتاح والدليل على ذلك تراجع الزوج خلال الأسبوعين الماضيين إلى ما دون المقاومة المذكورة وتحديدًا إلى مناطق إغلاقه الأخير عند مستويات 1.0220 للأسبوع الثاني على التوالي مما يعطي انطباعًا بأن الاختراق السابق لم يكن قويًا وصحيحًا بما يكفي ليصمد أمام قوة الدولار الكندي. وهنا أود التأكيد على أن السعر بالرغم من كونه يحوم عند حاجز مقاومة رياضي إلا أنه في منطقة الوسط بين أقرب دعم كلاسيكي الواقع عند مستويات 0.9798 والمتمثل بقاع العام الحالي وبين المقاومة الرئيسي الواقعة على مستويات 1.0655 المتمثلة بأعلى نقطة وصلها الزوج في السنتين الماضيتين، وعليه فإن أي أمر دخول سواء كان بيعًا أم شراء يعتبر مخاطرة غير مجدية ويفضل من الذين يرغبون بتجربة الأمر أن يضعوا ضمن حساباتهم أن احتمالية توجّه السعر عكس توقعتهم 50/50 وهو من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتعاملون خصوصًا الجدد فيتكبّدون خسائر كبيرة ربما تصل لكامل الحساب بأيام هذا إن لم يكن بساعات قليلة، وما أودّ التذكير به أنه إن لم نجد الفرصة المناسبة والصحيحة بنسبة كبيرة جدًا فلسنا مضطرين لدخول السوق بهذا الزوج فقط، حيث يوجد به فرص كثيرة وإن تمسّك المتعامل بالتعامل بزوج واحد ليفهم سلوكه جيدًا ويتأقلم معه في تحركاته فنعود إلى الجملة ذاتها أننا لسنا مضطرين للدخول الآن، فالأفضل أن يتم انتظام السعر للوصول إلى المستويات التي نراها نحن مناسبة لدخولنا لا أن نلحق به.